التكاليف تفسد فرحة عائلات التوائم الفقراء في المغرب

التكاليف تفسد فرحة عائلات التوائم الفقراء في المغرب

30 ابريل 2018
مغربية أنجبت ستة أطفال (فيسبوك)
+ الخط -
استأثرت سيدة مغربية باهتمام بالغ بعد إنجابها ستة أطفال دفعة واحدة قبل أيام قليلة، في إحدى المصحات الخاصة بمدينة مراكش، وتابع كثيرون أخبار الأسرة البدوية القادمة من مدينة آسفي إلى مراكش، والتي رزقت بالتوائم.


وقال والد الأطفال الستة، إدريس الراشدي، لـ"العربي الجديد"، إن مزيجا من الفرح والدهشة تملّكه عندما علم بالخبر، موضحا أن "الفرحة طبيعية لأنني رزقت بهؤلاء المواليد بعد سبع سنوات من العقم، ومحاولات عدة للإنجاب إلى أن يسّر الله الأمر، وأما الدهشة المطلقة فكانت لأن الأطباء الذين تابعوا حالة زوجتي خديجة قالوا إنها تحمل توأما، ثم أفادوا لاحقا بأنهم أربعة، لكني تفاجأت بأنهم ستة مواليد، أربعة ذكور وفتاتان".

المفاجأة عمت الزوجة أيضا، وفق إدريس، لأنها قبل دخول غرفة الولادة كانت تظن أنها سترزق بأربعة مواليد، لكن بعد العملية القيصرية التي خضعت لها باغتتها الممرضات بأنها رزقت بستة أطفال.

وتابع أن المواليد الستة ولدوا في حالة صحية مستقرة، رغم أن والدتهم مرت بحمل شاق طيلة تسعة أشهر، وامتلأت غرفتهم في المصحة طيلة الأيام الثلاثة الأخيرة بالزوار والمهنئين، ليس فقط من العائلتين، بل ومسؤولين محليين ومواطنين عاديين.

ومقابل وجه الفرحة التي عمّت الأسرة، يظهر وجه آخر لولادة ستة رضع، يتعلق بالمتابعة الاجتماعية والمالية لهم، وهو ما أوضحه إدريس قائلا: "أنا عامل بسيط في مجال الفوسفات بمدينة آسفي، وولادة هؤلاء التوائم تفرض عليّ هموما اقتصادية واجتماعية. أثق في الله لمساعدتي على تجاوزها".

واسترسل الأب بالقول إن "أول مشكلة لاحت أمامي هي الشقة الضيقة التي أقطنها مع زوجتي والمكونة من غرفتين فقط، حيث سأضطر لوضع المواليد الستة في غرفة واحدة، غير أن المشكلة ستزيد عندما يكبرون. وثاني المشاكل هي مصاريف رعايتهم صحيا وشراء حفاظاتهم وحليبهم. ليس هذا أمرا هينا بالنسبة إلى راتبي المتواضع، ما يجعلني أتخوف من عدم تلبية جميع احتياجاتهم. الله هو الواهب الرزاق ولن يتركنا من دون معين".

مشاكل الأسرة وتخوفاتها من المعاناة التي تنتظرها لتلبية احتياجات الرضع ليست جديدة، فقد سبقتها معاناة أسرة في إقليم الحوز في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، حين رزقت سيدة بثلاثة توائم، لكن الأب صرح بأنه عاجز عن الوفاء بتكاليف رعاية مواليده الثلاثة، باعتبار أنه عامل بناء.

ولقيت حالة عمر أيت وجا، تعاطفا كبيرا من المغاربة الذين شاركوه فرحته، كما شاركوه هموم التكفل بأبنائه، بخاصة ما يتعلق بالحفاظات والحليب وغيرها من مستلزمات الرضع في سنواتهم الأولى.

المشهد نفسه تكرر مع أسرة بمدينة العيون (جنوب) قبل بضعة أشهر، حين ولدت سيدة أربعة توائم إناث، حيث امتزجت لدى العائلة مشاعر الفرح بالخوف من المستقبل، لكن جهود ومبادرات نشطاء خففت من هذه التخوفات من خلال دعمهم وشراء مستلزمات الرضع الأولية.

وفي حالة محمد عاطيف، من مدينة المحمدية، الذي وضعت زوجته 5 أطفال، وهو العامل البسيط، بادر رجل أعمال بالمدينة إلى اقتناء شقة فسيحة له ولمواليده، كما وفر له وظيفة براتب يضمن له توفير حاجيات أسرته.

دلالات

المساهمون