ترحيب إسرائيلي بزيارة سعد الدين إبراهيم وغضب في مصر

ترحيب إسرائيلي بزيارة سعد الدين إبراهيم وغضب شعبي في مصر

03 يناير 2018
سعد الدين إبراهيم خلال محاضرته بجامعة تل أبيب (تويتر)
+ الخط -

أثارت زيارة الأكاديمي المصري وعالم الاجتماع، سعد الدين إبراهيم، إلى جامعة تل أبيب، والمحاضرة التي ألقاها، أمس الثلاثاء، ردود فعل شعبية غاضبة في مصر، حاولت أجهزة تابعة للنظام مجاراتها بالهجوم عليه من خلال أبواقها الإعلامية ومحسوبين عليها.

وتصاعدت ردود الفعل، اليوم الأربعاء، بعد تعقيب سفارة إسرائيل في القاهرة على ردود الأفعال المناهضة للزيارة، حيث وصفت تصرف بعض الطلاب العرب بأنه "النفاق بعينه"، وأنه "بناء على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، فإن كل المصريين مرحَّب بهم لزيارة إسرائيل، وإجراء حوار مع المجتمع الإسرائيلي". مضيفة أن" فكرة مناهضة زيارة مواطن مصري لإسرائيل هي فكرة أكل عليها الدهر وشرب. ولا تمت للواقع بصلة. والتعاون بين شعوب المنطقة هو المفتاح الرئيسي للاستقرار والازدهار الاقتصادي في المنطقة".

وانتقدت السفارة تصرفات الطلاب العرب خلال المحاضرة، "فهم مواطنون إسرائيليون عرب متساوون في الحقوق، يتعلمون في جامعة إسرائيلية، ويتمتعون بحرية التعبير والدعم ونفس مستوى التعليم الراقي، وفي نفس الوقت يدعون إلى مقاطعة الجامعة ذاتها عند استضافتها باحثاً أكاديمياً عربياً جاء للتحاور".

وعاد السفير الإسرائيلي، دافيد جوفرين، والبعثة الدبلوماسية المكونة من ثمانية أفراد، إلى القاهرة نهاية أغسطس/آب الماضي، لاستئناف عمله بعد توقف عمل السفارة لعدة أشهر بسبب مخاوف أمنية.

وكان طلاب فلسطينيون هاجموا الأكاديمي المصري خلال محاضرته، مساء الثلاثاء، وهتف بعضهم "عاش نضال الشعب الفلسطيني. عاش الشعب المصري الحر"، كما وجّه بعضهم اتهامات للأكاديمي المصري بالتطبيع مع إسرائيل، قبل أن يغادر كثير منهم الندوة.




وتصاعدت ردود الفعل الشعبية الغاضبة من الزيارة، فهاجمت الأذرع الإعلامية للنظام المصري سعد الدين إبراهيم، فوصفه الإعلامي ونائب البرلمان مصطفى بكري، بأنه "خائن"، وتقدم المحامي المقرب من النظام، سمير صبري، ببلاغ إلى النائب العام ضده، يتهمه فيه بـ"الخيانة والتطبيع مع إسرائيل"، مطالباً بإحالته إلى محاكمة جنائية.

وقال البلاغ إنه "من المعروف أن كل من يحاضر داخل مؤسسة أكاديمية إسرائيلية يوافق الذين يسيرون ضد الدولة المصرية وضد إرادة الشعب، وإن هذه الزيارة ضمن التطبيع المجاني مع إسرائيل".



ويشارك الأكاديمي وعالم الاجتماع المصري في مؤتمر تنظمه جامعة تل أبيب، حول ثورات الربيع العربي والأوضاع في مصر، بموافقة رسمية، وفق مصادر مقربة من إبراهيم، ولكن يبدو أن النظام المصري قرر ادعاء الهجوم على إبراهيم كمحاولة للتشويش على اتصالات النظام المستمرة مع الساسة الإسرائيليين، وحديث الرئيس، عبد الفتاح السيسي، في خطاب رسمي عن "السلام الدافئ مع إسرائيل".

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية سابقًا، عن لقاء سري جمع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مدينة العقبة الأردنية بحضور العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، ووزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، كما كشفت عن زيارة سرية أخرى قام بها نتنياهو إلى القاهرة، التقى خلالها السيسي في قصر الاتحادية الرئاسي، فضلاً عن الزيارة الشهيرة لوزير الخارجية، سامح شكري، إلى منزل نتنياهو.


والتقى السيسي بنتنياهو في نيويورك خلال حضورهما الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، في أول لقاء علني، وانتشرت صور اللقاء الذي بدا حميماً، وتبادلا فيها الضحكات.



وتأتي زيارة إبراهيم في ظل تنامي حركة المقاطعة الشعبية العربية لإسرائيل، وقيام عدد من الشخصيات حول العالم بإعلان رفضهم زيارتها أو التعامل معها، خصوصاً بعد القرار الأميركي بنقل سفارة واشنطن إلى القدس باعتبارها عاصمة للدولة العبرية، وتكرار تقارير حول تخطيط عدد من الأنظمة العربية للتطبيع مع تل أبيب.


ويعرف سعد الدين إبراهيم بأنه كان حلقة وصل بين نظام مبارك وساسة أميركيين وإسرائيليين لفترة طويلة، إذ كان مقرّباً من مبارك وأسرته قبل أن يحدث صدام بين الطرفين أدى إلى الحكم بسجنه، كما كان حلقة وصل بين أطراف كثيرة بعد ذلك، خصوصاً بعد ثورة يناير، كما كشف عن مبادرة للمصالحة بين النظام المصري وجماعة الإخوان، نفاها الطرفان لاحقاً.


وكانت مصادر مقربة من سعد الدين إبراهيم قد قالت لـ"العربي الجديد" إن الزيارة "تتم بموافقة أجهزة رسمية مصرية"، ورجّحت المصادر أن تكون الزيارة "جزءاً من سياسة القاهرة للتقارب مع إسرائيل، إذ يتمتع سعد بعلاقات واسعة في الأوساط السياسية الأميركية والإسرائيلية، وأنها ستشمل لقاءات مع شخصيات إسرائيلية غير المعلن عنها في برنامج جامعة تل أبيب، لمناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية".