الاحتلال يواصل التعذيب والتنكيل بحق الأطفال الفلسطينيين

الاحتلال يواصل التعذيب والتنكيل بحق الأطفال الفلسطينيين

14 سبتمبر 2017
شهادات قاسية لظروف اعتقال مزرية (تويتر)
+ الخط -
كشف محاميا هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، هبة مصالحة ولؤي عكة اليوم الخميس، عن شهادات أدلى بها الأسرى الأطفال القابعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي بتعرضهم لأشكال مختلفة من التعذيب والتنكيل والمعاملة المهينة خلال اعتقالهم واستجوابهم.

وقال المحامي عكة في تصريح له، نقلته هيئة شؤون الأسرى في بيان لها، إن "قسم الأطفال (الأشبال) في سجن عوفر استقبل منذ بداية العام 408 قُصّر بقي منهم حتى الآن 177 قاصرا، وأنه خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، دخل سجن عوفر 59 شبلا منهم أربعة مصابين بالرصاص و13 تعرضوا للضرب عند الاعتقال".

وأوضح عكة أن أحد الأسرى الأشبال صدر بحقه اعتقال إداري وهو الأسير نور عيسى، وأن مجموع الغرامات في شهر أغسطس/آب الماضي، وصلت إلى 110 آلاف شيقل بالعملة الإسرائيلية.

ومن الشهادات التي نقلها المحاميان، شهادة الأسير يزن أمجد علي الباسطي (17سنة) من سكان البلدة القديمة بالقدس، معتقل منذ 18 من يونيو/ حزيران الماضي، ويقبع في سجن مجدو، حيث أفاد أنه اعتقل من البيت حوالي الساعة الرابعة فجرا، قام عدد كبير من أفراد القوات الخاصة الإسرائيلية باقتحام البيت، واستيقظ أهله على صوتهم وصراخهم، انتشروا داخل البيت وفتشوه تفتيشا دقيقا، قلبوه رأسا على عقب ولم يتركوا شيئا مكانه، أخذوا معهم بعض ملابسه كدليل ضده، ثم طلبوا منه أن يبدل ملابسه هو وشقيقه زيد لأنهما مطلوبان للتحقيق، واعتقلوهما.

قيّدت القوات يدي يزن وشقيقه زيد إلى الأمام بمرابط بلاستيكية، ثم أخرجوهما من البيت وأدخلوا كل واحد إلى  سيارة عسكرية، داخل السيارة أجبروه أن يطأطئ رأسه إلى الأسفل وكل الطريق ضربوه على رأسه بأيديهم، أنزلوه في غرفة 4 في المسكوبية، بقي ساعة في الخارج وبعدها أدخلوه للتحقيق، حقق معه من الساعة السابعة صباحا واستمر التحقيق لمدة 6 ساعات، خلال التحقيق دخل إلى الغرفة 3 أشخاص، بالإضافة للمحقق وهددوه بضربه إذا لم يعترف وقام أحدهم بضربه على رأسه وآخر على قدميه وثالث هدده إذا لم يعترف سيقوم بإلقائه من النافذة.



خلال التحقيق، أدخلوا يزن للغرفة التي يوجد فيها شقيقه، وقام أحدهم بضربه على وجهه لإخافته والتأثير عليه، وبعد 6 ساعات من التحقيق نقل إلى المحكمة وتم تمديد توقيفه.

من المحكمة نقل يزن إلى غرف سجن المسكوبية، بقي هناك 15 يوما، نزل خلالها 4 مرات أخرى لغرف التحقيق لإكماله، وفي إحدى المرات قام المحقق بإدخاله إلى غرفة معتمة وأمسكه من فكه وهدده قائلا "إذا لم تعترف سأدخلك هنا وأضربك حتى تعترف"، وبعد 15 يوما في سجن المسكوبية نقل يزن إلى سجن مجيدو لقسم الأشبال.

أما الطفل محمد سامر طالب سيمان ( 16 سنة) من سكان بلدة العيسوية بالقدس، وهو معتقل منذ 13 من يونيو/حزيران الماضي، ويقبع في سجن مجدو، أفاد أنه اعتقل من البيت حوالي الساعة الخامسة فجرا، قام عدد من عناصر المخابرات الإسرائيلية باقتحام بيته، فتشوه، ثم طلب الضابط هاتف محمد وبطاقته الشخصية، وطلب منه أن يبدل ملابسه لأنه مطلوب وهناك أمر اعتقال ضده، أخرجوه من البيت بعد أن قيدوا يديه إلى الأمام، وتوجهوا إلى غرف التحقيق في المسكوبية، أدخلوه لغرفة بقي فيها ساعتين راكعا على ركبتيه ممنوعاً من الحركة.

الساعة الثامنة صباحا أدخلوا محمد لغرفة التحقيق، حقق معه خلال 8 ساعات، وفي الساعة الرابعة عصرا نقل إلى المحكمة وهناك تم تمديد توقيفه، من المحكمة ثم نقل إلى سجن المسكوبية.

بقي محمد في سجن المسكوبية 12 يوما، نزل خلالها 3 مرات أخرى لإكمال التحقيق معه، وبعد الـ 12 يوما في سجن المسكوبية نقل إلى سجن مجيدو لقسم الأشبال.

يذكر أن الأسير نقل إلى المستشفى بسبب تدهور حالته الصحية ومعاناته من انخفاض في ضغط الدم، حيث مكث أسبوعين فيه.

بينما الأسير نصر وائل زيد (17 سنة) من سكان مخيم الجلزون شمال رام الله والمعتقل منذ الثاني من الشهر الجاري، فقد أفاد أنه اعتقل من المنزل الساعة الخامسة فجرا ثاني أيام العيد، وأن جيش الاحتلال اقتحم المنزل بطريقة وحشية، حيث فجروا مدخل البيت وبدأوا بالعبث بمحتوياته بشكل همجي.

وقال نصر إن "الأطفال في المنزل أصابهم الرعب وأخذوا يبكون بسبب حالة الخوف والرعب التي أصابتهم بسبب همجية الاحتلال". فيما قام الجنود بضربه على وجهه بالصفعات المتتالية، وبضربه على بأعقاب السلاح.

من جانبه، أفاد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان له، اليوم الخميس، بأن أربعة معتقلين في معتقل "عتصيون" تعرّضوا للضرب خلال عمليات اعتقال جنود الاحتلال الإسرائيلي لهم من منازلهم بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول الجاري.

وأوضحت محامية نادي الأسير جاكلين فرارجة خلال توثيقها لشهادات الأسرى، أن جنود الاحتلال اعتدوا على المعتقل يوسف محمد الزعاقيق (27 عاماً)، من بلدة بيت أمّر شمال الخليل، بالضّرب المبرح في مختلف أنحاء جسده، ولا سيما البطن والمعدة والظهر باستخدام البنادق والأيدي والأرجل، وذلك أمام مرأى عائلته، كما اعتدت على أحد أشقائه.

 وأشارت المحامية عقب زيارتها للأسير إلى أن علامات الضّرب ما تزال واضحة على جسده، إذ إنه لا يستطيع الوقوف على قدميه ويعاني من صعوبة في الكلام، فيما لم يُقدّم له العلاج منذ اعتقاله.

كما سجّلت المحامية اعتداء جنود الاحتلال على المعتقل جلال جمال الخمور (32 عاماً)، من الخليل، بالضّرب المبرح بأعقاب البنادق، وذلك بعد تفتيش منزله وتحطيم الزجاج ما أدّى إلى إصابة قدمه به.

وأضافت المحامية أن المعتقلين براء نبيل ثوابتة (19 عاماً)، ومحمد منصور ثوابتة 19 عاماً)، من بلدة بيت فجّار في بيت لحم؛ تعرّضا أيضاً للضرب خلال اعتقالهما.