المقدسية دلال أبو الهوى: إبعاد بعد الاعتقال...وشوق لنجلها الأسير

المقدسية دلال أبو الهوى: إبعاد بعد الاعتقال... وشوق لعناق نجلها الأسير

09 اغسطس 2017
عام من القلق على أطفالها خلال اعتقالها(العربي الجديد)
+ الخط -


قرار الإبعاد، معاناة جديدة أضافها الاحتلال الإسرائيلي إلى حياة الأسيرة المقدسية المحررة، دلال أبو الهوى، التي تحررت أول من أمس الإثنين، من سجنها بعد عام من الاعتقال.

كان يجب أن تعود دلال أبو الهوى إلى منزل أسرتها في حي الطور إلى الشرق من البلدة القديمة، حيث أطفالها الأربعة، وأصغرهم لم يكمل عامه الثاني في انتظارها، لكن الاحتلال لم يسمح لها بالعودة إلى المنزل وأبعدها إلى بلدة العيزرية جنوب شرق القدس، وهي واحدة من بلدات محافظة القدس المصنفة إدارياً من قبل الاحتلال بأنها من بلدات الضفة الغربية. ودلال تحمل بطاقة هوية شخصية غير مقدسية لا تؤهلها للإقامة في القدس دون تصريح أو جمع شمل مع عائلتها.

في بلدة العيزرية، كان المشهد يحكي معاناة الأم، وهي تحتضن أطفالها، منهم من رآها للمرة الأولى كحمزة ابن العام وعشرة شهور، وبدت في نظره غريبة بالكاد يعرفها، في حين لم يكف نجلها أيمن في الثالثة من عمره تقريباً من النظر إلى والدته والتحديق فيها، ربما يتذكرها حين كان في الثانية.

عادت دلال من السجن إلى بيت غير الذي كانت تحلم بالعودة إليه في حي الطور، في العيزرية حيث بيتها الجديد تتأسس معاناة جديدة بالنسبة إليها ولأطفالها، خاصة أنهم سيضطرون مع افتتاح العام الدراسي إلى قطع مسافة طويلة من السفر بين القدس والعيزرية التي يفصلها عن بيتهم الجديد حاجز الزعيم العسكري. وما تخشاه الأم على أسرتها وأطفالها هو أن يتحول البيت المؤقت في الضفة الغربية إلى عنوان دائم، ما يهددهم بفقدان حقوقهم في الإقامة وإسقاطها عنهم.

في الثامن والعشرين من أغسطس/ آب 2016، اعتقلت المواطنة المقدسية دلال أبو الهوى، بتهمة نقل أموال لأسرى حركة حماس في السجون الإسرائيلية، ورغم إنكارها التهمة، إلا أن محكمة الاحتلال قضت بحبسها عاماً كاملاً. وكان إخضاع دلال للتعذيب والتحقيق، سبباً في معاناتها من آثاره النفسية المؤلمة، إذ تفنن محققو الاحتلال في تعذيبها وإذلالها.


لقاء أطفالها ينقصه عناق ابنها البكر الأسير(العربي الجديد) 





تقول دلال لـ"العربي الجديد": "كانوا عنيفين جداً في أسلوب التحقيق النفسي، من الصراخ والتهديد والوعيد، وإرغامي على الجلوس مسافة قريبة جداً من جدار الغرفة، لحظات لا يمكن نسيانها أبداً".

كان لغيابها عن أسرتها وأطفالها معاناة مضاعفة، فحين كانت تتذكر أسرتها خاصة طفلها حمزة، الذي لم يكن قد تجاوز شهره التاسع، وأطفالها الآخرين، الذين عهد بمتابعة شؤونهم إلى شقيقتهم يمامة، كانت تشعر بحنين إليهم، وقلقها المتزايد عليهم، كان يطيل من فترة الانتظار حتى نيل حريتها.


الإبعاد ربما يسقط حق أطفالها بالإقامة في القدس(العربي الجديد) 


بعد تحررها، كان الألم أكبر بالنسبة إليها، حين أبلغت بقرار إبعادها عن القدس، فلم تطأ قدماها بيتها في الطور، وتضيف "حرمني هذا القرار من فرحة التحرر من الأسر. كنت أتمنى أن أعانق أبنائي فيه وأحضنهم حيث اعتدت أن أكون معهم. اليوم نحن جميعاً انتقلنا للسكن في بيت مستأجر بعيداً عن القدس التي نراها من ناحية العيزرية، لكن لا أستطيع أن أدخلها".

وتقول "سيكون صعباً على أبنائي الذهاب إلى مدارسهم في القدس، سنضطر لنقلهم إلى هنا، أو الانتقال في سفر يومي من العيزرية إلى القدس مروراً عبر حاجز الزعيم. وإذا مرض أحدهم، سيكون علينا أن نذهب به إلى القدس أيضاً حيث يتلقون العلاج في مراكزها الطبية. الاحتلال سيمنع عنهم كل هذه الحقوق، وأخشى أن يفقدوا حقهم بالإقامة في القدس في المستقبل، بدعوى أنهم يقيمون معي في الضفة الغربية بشكل غير قانوني".

على أحرّ من الجمر تنتظر دلال تحرر نجلها الأكبر، عمر، الذي يبلغ الثامنة عشرة في مارس/ آذار المقبل. مرّ عام كامل لم يقدر لها أن تراه سوى مرة واحدة وفي ظروف اعتقال، حين جمعتهما الصدفة، وكان كل واحد منهما على حدة في سيارة نقل الأسرى المعروفة بـ"البوسطة"، ومنذ ذلك الحين لم تره، كما يقول والده، مشيراً إلى أن عمر يمضي محكومية بالسجن مدتها عامان ونصف العام، لم يتبق منها سوى نحو سبعة شهور.