غموض بعد العثور على مسنّة لبنانية في شوارع الموصل

غموض بعد العثور على مسنّة لبنانية في شوارع الموصل

01 اغسطس 2017
مشاهد الحياة اليومية في الموصل (سافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

عثرت قوات الأمن العراقية على سيدة لبنانية يبلغ عمرها نحو 80 سنة، خلال عمليات تفتيش مباني الموصل، وتكفلت عائلة عراقية بإيوائها لحين معرفة سبب وجودها في الموصل وكيفية وصولها إلى المدينة، خصوصا أن جواز سفرها منتهي الصلاحية.

وقال ضابط شرطة لـ"العربي الجديد"، إن "الشرطة عثرت، قبل أيام، على السيدة اللبنانية التي تحمل جواز سفر باسم بدرية أحمد نظمي، ويفيد بأنها من سكان طرابلس، وأنها كانت داخل الجزء الشرقي من مدينة الموصل، وبحالة صحية سيئة".

ووفقا للمصدر ذاته، فإن سكانا محليين بلّغوا عن وجود السيدة، وقالوا في البداية إنها سورية، لكن تأكد أنها لبنانية، وهي حاليا تعيش في منزل عائلة عراقية تقوم برعايتها، لافتا إلى أن الشرطة لم تتمكن من معرفة سبب وجودها في الموصل وكيف وصلت إلى المدينة. موضحا أن "السيدة غامضة، وتتحدث بسرعة، ولا يمكن الضغط عليها بسبب ظروفها الإنسانية".

ونقلت وسائل إعلام محلية عن ناشطين قولهم إن السيدة كانت تعيش داخل دار للعجزة خصصها داعش لأكثر من 90 مسنة، وبسبب الجوع وانعدام مياه الشرب خلال القتال توفي أغلبهن، ولم ينج سواها ومعها سيدتان عراقيتان إحداهما مسيحية والأخرى مسلمة.

ووفقا لوكالة أخبار عراقية، فإن بدرية نظمي أكدت أن "عناصر داعش نقلوها من دار العجزة في الجانب الأيسر من الموصل إلى المستشفى الجمهوري في الجانب الأيمن، بعد خسارتهم المعارك مطلع العام الحالي. وبعد معارك تحرير الجانب الأيمن والحصار، توفيت أغلب المسنات بسبب الجوع، وعثر على بدرية في الشارع بحالة مزرية".

وتقيم السيدة اللبنانية حاليا في منزل رجل يُدعى "أبو زهراء" في الموصل، وهو مؤذن مسجد في المدينة، ونقلت عنها الوكالة قولها إن "الأمن يعتقد أنها تعمل مع الإرهابيين"، متهكمة على التهمة "لا أستطيع الحركة بشكل طبيعي، فكيف أكون إرهابية؟".

ولم تفصح بدرية عن سبب وجودها في الموصل، أو متى وكيف وصلت إليها، وحول ذلك يقول الناشط في مجال الإغاثة الإنسانية في الموصل، محمد سعدي، لـ"العربي الجديد"، "إن حالتها تحتاج إلى تدخل من السفارة اللبنانية في بغداد، لكن حتى الآن لم تتدخل السفارة رغم علمها بالواقعة".

ويضيف سعدي "قوات الأمن تعاملت معها بشكل جيد، لكن المؤكد أن السيدة لديها ما تخفيه، خاصة أنها خائفة ومرتابة من الجميع، ولا تشعر بالراحة، وكل مرة تقدم رواية مختلفة"، مطالبا السفارة اللبنانية بالتحرك، أسوة بما تم مع الفتاة الألمانية التي عُثر عليها في الموصل.



المساهمون