شهادات مروّعة يرويها عراقيون ناجون من الموصل

"الدولية للهجرة" تنقل شهادات مروّعة يرويها عراقيون ناجون من الموصل

29 يوليو 2017
دمار هائل في الموصل (فاضل سينّا/فرانس برس)
+ الخط -


نقلت المنظمة الدولية للهجرة عن مواطنين عراقيين، بينهم أطفال، شهادات مروعة عمّا تعرضوا له في مدينة الموصل في شمال العراق، جمعتها خلال يوليو/تموز الجاري. وقدرت أن نحو 839.118 فردا (139.853 أسرة) لا يزالون مشردين في أعقاب القتال العنيف لاستعادة المدينة.

ووفقا للتقارير والمشاهدات التي نقلها موظفو المنظمة الدولية للهجرة الذين يعملون في المنطقة هذا الشهر، لا يزال الآلاف من الأشخاص مدفونين تحت الأنقاض، وأن قصصهم التي تخرج من تحت الركام يصعب وصفها، عمّا حدث لهم في تلك المدينة التي كانت صاخبة قبل الحرب وتضم أكثر من 1.4 مليون شخص، ويعود تاريخها إلى 401 قبل الميلاد على الأقل.

وذكرت المنظمة، في تقرير نشرته أمس الجمعة، أن ثلاثة ناجين تحدثوا مع المنظمة الدولية للهجرة هذا الأسبوع من أسرّتهم في المستشفيات عبر شهادات رووا فيها مشاهداتهم خلال المجازر، لافتة إلى أن جميع أفراد أسر الناجين الثلاثة قضوا في المعارك والقصف.

ووصفت شهادة الطفلة أميرة، وعمرها 10 سنوات، لحظات الرعب عقب قصف تنظيم داعش الإرهابي لمنزل أسرتها قائلة: "كان والدي يحاول الهروب مع أخواتي وأختي الأصغر، وكنت وأمي لا نزال خلفهم... الدخان غمر المنزل. لم أتمكن من رؤية أي شيء. رأيت أمي ملقاة على الأرض، اعتقدت أنها على قيد الحياة". وبقيت أميرة قرب أمها ثلاثة أيام وهي تسمع أصوات القنابل والصواريخ، وكانت غير قادرة على الحركة لأنها أصيبت برجليها، وقالت إنها كانت تنادي أمها باستمرار ولم تعرف أنها ماتت إلا لحظة إنقاذها.




أما العراقية سارة، وعمرها 25 عاما، فأوضحت للمنظمة أنها كانت في منزلها مع والدها ووالدتها وأختها المتزوجة مع طفليها، وانضمت إليهم ثلاث عائلات مع أطفالها للاحتماء من القصف. وتشير في شهادتها إلى أن امرأة من تنظيم "داعش" الإرهابي دخلت عليهم وهي ترتدي سترة فيها متفجرات، وقالت لهم: أنتم تنتظرون الكفار كي يخلصوكم، قبل أن تفجر نفسها.



وأضافت سارة أن البيت تهدم وصار الجميع تحت الأنقاض، "سمعتُ صراخ الأمهات والأطفال لفترة، ولكن لم أعد أسمع أي صوت بعد ذلك"، وشعرت بأحدهم يسحبها من تحت الركام حتى تمكنت من التقاط أنفاسها. وكانت سارة هي الوحيدة التي خرجت حيّة من المنزل.

نقاء، أمّ عراقية (45 عاما)، تتمنى لو أنها ماتت مع زوجها وأبنائها الذين قضوا جميعهم عندما قصف المنزل. وتقول إنها كانت تعد وجبة العشاء وكان ابنها الأصغر يقول لها: أريد أن يصل الجيش ويخرجنا من هنا. أريد أن أشتري لك حلوى وشوكولا عندما نغادر. وتخبر كيف قال لها إنه لم يعد يستطيع الانتظار، وإنه عند قدوم الجيش "سنرفع العلم الأبيض ونصرخ بأننا مدنيين. ولكن في تلك اللحظة هز القصف المنزل وقُتلوا جميعهم: زوجها وأطفالها الستة. وتبكي بحرقة وتتمنى لو أنها ماتت معهم.



وتذكر نقاء في شهادتها أنها لم تتمكن من دفن أحد من عائلتها، وإنها كانت تنزف من ساقها، التي صار لا بد من بترها.

وتدعم إدارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة المستشفى الميداني للمنظمة الدولية للهجرة في الموصل، الذي افتتح في إبريل/نيسان 2017، ويقدم المساعدة المنقذة للحياة لضحايا الحرب والمرضى.

وبيّن التقرير أن الجراحين في المنظمة الدولية للهجرة أجروا 476 عملية من حالات الصدمات النفسية (الإجراءات الوعائية والعامة والجراحة العظمية) و22 حالة طوارئ غير ناجمة عن الصدمات النفسية. كما عالج المستشفى أكثر من 6200 حالة متابعة للمرضى الخارجيين وما بعد العمليات.

(العربي الجديد)