ذوو شهداء أم الفحم يروون سيرة أبنائهم الثلاثة

ذوو شهداء أم الفحم يروون سيرة أبنائهم الثلاثة

أم الفحم

ناهد درباس

ناهد درباس
29 يوليو 2017
+ الخط -
التقى "العربي الجديد" ذوي شهداء عملية الأقصى، محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، ومحمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما)، ومحمد أحمد مفضي جبارين (19 عاما). 

 الشهداء الثلاثة ودعتهم مدينة أم الفحم في مشهد مهيب فجر الخميس الماضي، ضم 20 ألف مشيع ازدحمت بهم طرقات المدينة، لتصبح من أكبر الجنازات التي شهدتها، وفق شهود عيان. بينما شهد جبل إسكندر استقبال وفود المعزين بجانب مسجد إسكندر.


ورغم صعوبة الفقد وفراق الأبناء، التقى "العربي الجديد" الحاجة رقية جبارين، والدة الشهيد محمد أحمد جبارين، وهو أصغر إخوته، ولديه ثلاثة أخوة ذكور وأربع شقيقات، تقول: "جميع بناتي وأبنائي متزوجون، وكان من المفروض أن يكون عرس محمد يوم 25 آب (أغسطس) وكنا نجهز له وبدأنا بالتحضيرات. وكان مبسوطا جدا لعرسه، وكان مؤذنا في مسجد الملساء. وهذه السنة أول مرة قضى كل شهر رمضان معنا في البيت من سنين طويلة. كان يفطر على حبة التمر في المسجد وبعدها يفطر معنا في البيت دائما".

وأضافت الحاجة رقية "كان حافظاً لكتاب الله والحمد لله. كان دائما يقبل يدي ورأسي كل ليلة"، دموعها لم تجف بعد، كما أنها لا تستطيع المبيت في البيت منذ يوم استشهاد ابنها، بل أصبحت تبيت في منزل ابنها البكر.

وتابعت: "آخر مرة رأيته قبل استشهاده بيوم، كان عندي فحص طبي، أراد أن يرافقني، ولكن أخاه رافقني. عند المغرب عدت إلى البيت ووجدته يضحك، وقال مسكينة أمي وضعت طارة أسنان بعد عودتي من عند طبيب الأسنان. كما أنه ردّ دينه لأخيه وأعطاني 200 شيقل. وفي الليل قال لي إنه يريد الذهاب إلى الأقصى. قلت له بدري، كانت بعد منتصف الليل. فأجابني، نريد أن نصلي الفجر، وطلب أن أدعو له، فقلت له الله يرضى عليك ويسهل عليك أنت والشباب. كان من المرابطين في الأقصى. وقال لي بأنه ذاهب مع الباص للأقصى".





وأوضحت ابتهال، شقيقة الشهيد محمد أحمد جبارين أنه "كان حنونا ويحب أخوته وأخواته والجميع. كنت أكبره بست سنوات. الفراق صعب جدا، لم أستوعب فقدانه بعد".

وتابعت "كنا دائما نلتقي يوم الجمعة في بيت والدتي على الغداء، وكان يجلس معنا بعد الغداء باستمرار. كان يزروني في بيتي دائما وينام عندي. الله يصبر والدتي ويصبرنا على فراقه".

أحد الشبان المرابطين في الأقصى من أم الفحم (يتحفظ على ذكر اسمه) قال: "الشباب الثلاثة الذين استشهدوا يعرفون القدس والبلدة القديمة شبرا شبرا وبلاطة بلاطة، وجميع أبواب مسجد الأقصى وهذا لا يقتصر عليهم. غالبية الشباب المرابطين يعرفون القدس أكثر من أحياء أم الفحم. فالقدس والأقصى هو البيت الثاني بعد أم الفحم".




وأضاف "هناك باصات يومية تذهب للصلاة في القدس، تخرج من أم الفحم على مدار السنة ليس فقط في شهر رمضان وفي أيام الجمعة. كل فرد يدفع عن نفسه 50 شيقلا ويخرج مع الحافلات للصلاة في الأقصى. الأقصى بالنسبة لنا خط أحمر".

وفي حديث محمد عبد الفتاح، خال الشهيد محمد حامد جبارين، قال: "كان شاب مؤدبا وهادئا ويصلي، مثله مثل جميع الشباب، كان طالبا جامعيا في كلية القاسمي يدرس الدين في السنة الأولى. وكان يتدرب "البوكس" وحصل على بطولة وجوائز على مستوى إسرائيل. كان مثقفا ورياضيا محبوبا من كل الفئات، كان البكر والوحيد ولديه أخت واحدة فقط".

وعن طرح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تبديل أم الفحم مع مستوطنة غوش عتصيون، قال وسام قحاوش، نائب رئيس بلدية أم الفحم: "حسب القانون الدولي ممنوع رئيس حكومة أن يتحدث عن مواطنين بهذه الطريقة. إن دل ذلك على شيء فهو يدل على أنه يتعامل معنا ليس كمواطنين من درجة "د" بل أقل بكثير".

وأضاف "نحن نرفض هذا التوجّه الخطير، والذي بات ممجوجا لكثرة تكراره، لا نقبل، نحن سكان البلاد الأصليين، أن نتبادل مع المستوطنين الذين سرقوا الأرض. هم المفروض أن يخلو البؤر الاستيطانية في الضفة".

وأوضح قحاوش أن "أم الفحم سلمت باتفاقية رودس وكانت مساحتها التاريخية 146 ألف دونم، اليوم مساحتها 26 ألف دونم فقط. كانت حدودها تصل إلى أراضي الروحة ومدينة العفولة. في النهاية لا نقبل هذه الادعاءات، ولن نقبل أن ننفصل عن امتدادنا الاجتماعي والوطني، لن نقبل أن تحل علينا نكبة ثانية".


دلالات

ذات صلة

الصورة
نساء فلسطينيات وسط الحرب في قطاع غزة (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

نعى المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة 8900 امرأة "قُتلنَ بدم بارد"، فيما تعيش النساء الفلسطينيات الأخريات في ظروف "إذلال حقيقي" تمارسه إسرائيل.
الصورة

سياسة

تستمر قوات الاحتلال في اقتحام البلدات والمدن الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية، في وقت يخوض فيه مقاومون فلسطينيون اشتباكات مع تلك القوات المقتحمة.
الصورة
جثث شهداء فلسطينيين في رفح كان الاحتلال يحتجزها (فاطمة شبير/ أسوشييتد برس)

مجتمع

اتّهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسرائيل بسرقة أعضاء من جثث تعود إلى شهداء فلسطينيين من شمالي القطاع، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في هذا الشأن.
الصورة
الفلسطينيان الشهيدان عمر دراغمة وعرفات حمدان (فيسبوك)

مجتمع

لم يمض سوى يومين على اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي للشاب عرفات ياسر حمدان (25 عاماً) من قرية بيت سيرا غرب رام الله وسط الضفة الغربية، حتى أعلنت قوات الاحتلال عن استشهاده مساء أمس الثلاثاء، ليلتحق بالشهيد عمر دراغمة (58 عامًا) من مدينة طوباس.