إدلب تعيش يومها الأول تحت سيطرة "فتح الشام"

بين الترقب والخوف... إدلب تعيش يومها الأول تحت سيطرة "فتح الشام"

25 يوليو 2017
ترقب في إدلب (دانيال ليال أوليفاس/فرانس برس)
+ الخط -


تبدو الحياة في إدلب في أول أيام سيطرة تنظيم "جبهة فتح الشام" على المدينة، طبيعية نوعاً ما، بالرغم من الترقب والحذر التي تلاحظه في نظرات المارة، وفي أحاديثهم همسا في ما بينهم.

وقالت سميرة. ف، من مدينة إدلب، طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، في حديثها مع "العربي الجديد"، إن "الحركة في المدينة شبه طبيعية، والمحال فتحت أبوابها منذ الصباح، لكن من السهولة للسائر في شوارع إدلب وأسواقها، أن يلمس مخاوف الناس من نظراتهم وتلفتهم حول أنفسهم، وترقبهم لأي صوت يصدر من هنا أو هناك".

وأضافت إن "الناس لم تصطدم مع الجبهة، حتى عبر المظاهرات، لكن الأجواء العامة رافضة لوجودها، والناس تبدي خوفها الشديد ضمنا من أن تتحول إدلب إلى موصل ثانية، خصوصا أن الجبهة مع وجود جبهة النصرة داخلها تصنف على أنها منظمة إرهابية، ما يجعل إدلب هدفا لمختلف الجهات التي تقول إنها تحارب الإرهاب من روسيا إلى التحالف الدولي".

ورأت أن "الناس تبدي مخاوفها من أن يعود تنظيم جبهة فتح الشام للتدخل في حياة الناس اليومية من فرض الدرع، وهو اللباس الشرعي بنظره للنساء، إضافة إلى منع التدخين وحلق الذقن ومنع صحون الاستقبال الفضائي".





وقال عمار سعد الدين، من إدلب أيضا، لـ"العربي الجديد": "كثير من العائلات بدأت تفكر في مغادرة المدينة، إلا أن خياراتهم محدودة، فمحافظة إدلب محاصرة ما بين قوات النظام والمليشيات الموالية لها، وقوات سورية الديمقراطية، وتركيا، وفي حال أرادت إحدى تلك العائلات التوجه إلى جرابلس أو الباب فهذا غير ممكن إلا عبر الأراضي التركية، وهو أمر صعب جدا، فتركيا تفرض قيودا كثيرة على دخول السوريين إلى أراضيها، كما أن انتقال العائلات إلى ريف إدلب ليس بالأمر اليسير بسبب الازدحام السكاني، ويخشى في حال تطورت الأمور أن يكون هناك موجات نزوح باتجاه مخيمات النزوح على الحدود مع تركيا".

وتابع "حتى العاملون في المجال الإعلامي والطبي، يحملون اليوم الكثير من المخاوف، من ارتكاب انتهاكات بحقهم من قبل التنظيم، بتهم التعامل مع جهات معارضة أو الردة وغيرها من التهم المتشددة".

وبيّنت الناشطة وهاد إدلبي (اسم مستعار) لـ"العربي الجديد" أن "الجبهة تمركز عملها منذ أن سيطرت على المدينة عصر يوم الأحد، على إحكام قبضتها على المؤسسات، إذ وضعت يدها على جميع المؤسسات، ورفعت راياتها في كل الأماكن، وهناك معلومات عن قيامها بفصل غالبية الموظفين على خلفية انتماءاتهم، في حين امتنع جزء آخر من الذهاب إلى عملهم جراء خوفهم من التنظيم".

وتوقعت المصادر أن "تتأثر الحياة في إدلب كثيرا في حال استمرت سيطرة التنظيم عليها"، مرجحة "وقف المنظمات الدولية الإنسانية والمانحة تقديم المساعدات للمؤسسات العاملة في إدلب، وحتى المدنية منها، وبذلك تنقل نشاطها باتجاه ريف إدلب لأنه خارج سيطرة التنظيم".