معاناة المكفوفين في الجزائر... بحث دائم عن فرصة للعمل

معاناة المكفوفين في الجزائر... بحث دائم عن فرصة للعمل

06 يونيو 2017
لا يفقدون الأمل في الحصول على عمل (العربي الجديد)
+ الخط -
"هناك أشعة يمكن أن نراها، ونور يمكن أن يتسلل ليضيء طريقنا، عندما نسمع أن مؤسسات في الجزائر على قلتها تطلب توظيف فاقدي البصر"، فانعدام البصر يحرم الشخص من رؤية الحياة كلها، وما يعمق معاناته هو الشعور بـ"التهميش" الذي يطاوله من المجتمع بحسب الطالب الكفيف نور الدين بلباسي.

ويقول بلباسي لـ"العربي الجديد"، إن "الشخص المكفوف دائماً على هامش المجتمع، المحيط لا يعترف كثيراً بقدرة هذه الفئة على تجاوز الإعاقة والتفوق في شتى المجالات، خصوصا أن كثيرين تفوقوا في دراستهم سواء بمراكز التكوين المهني أو الدراسات العليا بالجامعة".

الطالب بلباسي (31 سنة)، خريج كلية الحقوق ويحضر لرسالة الماجستير، يوضح أنه ولد فاقدا البصر، لكن ذلك لم يثنه عن التعلم ومتابعة القراءة والكتابة منذ الصغر، بالرغم من أنه لم يواكب سنوات التعليم تباعا مثل النظام التعليمي العادي في الجزائر، لكن مع مرور الوقت وصل إلى اجتياز البكالوريا مع توفير أجهزة الكتابة بلغة "البراي" التي فتحتها وزارة التربية الوطنية وتمكين الطلاب من اجتياز هذا الامتحان "المصيري"، يؤكد المتحدث.

لم يتمكن الطالب من الحصول على شهادة البكالوريا في المرة الأولى، لكنه لم يفقد الأمل وكررها للمرة الثانية وكان نصيبه النجاح ليتخصص في القانون والعلوم الإدارية بجامعة البويرة (120 كيلومتراً شرق العاصمة الجزائرية)، ورغم كل الصعوبات التي واجهها في بداياته، إلا أن ذلك "لم يثنه عن اجتياز امتحان القبول في مرحلة الماجستير، حيث يحضر دراساته العليا في القانون الجنائي، إلا أنه يطمح ليصبح أستاذا جامعيا ليعلم الناس: "كيف يحترمون العقول قبل المظهر"، فكثيراً ما يحز في قلبه أن يراه الناس بمنظر "نقص" أو "يبخسوه حقه في الولوج إلى عالم العلم والبحث الأكاديمي".



حالات كثيرة من المكفوفين في الجزائر تطمح لإيجاد وظيفة، أداء مهمة في الحياة اليومية، خاصة بالنسبة للذين لم يسعفهم الحظ في التحصيل الدراسي لأسباب وظروف تختلف من حالة إلى أخرى.

من جهتها، تسعى المنظمة الجزائرية للمكفوفين، إلى أن تجد متنفسا لهذه الشريحة، خصوصا إيجاد فرص للعمل، مثلما اقترحته المنظمة في فرعها بولاية وهران غرب الجزائر لإنشاء  مؤسسة أطلق عليها "وميض وهران للمكفوفين"، توظف ما يزيد عن 150 مكفوفا في الصناعات اليدوية، مثل صناعة الأفرشة ومواد التنظيف ومختلف المهن التي تستطيع هذه الفئة ممارستها.

المجتمع يهمش المكفوف (Getty) 


ويرى محمد الوافي، وهو أحد المساهمين في هذه الشركة بأن الهدف من "إنشاء الشركة هو إدماج عدد من المكفوفين في مهن لضمان مدخول شهري"، مضيفا في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنها "تهدف إلى تحسين أوضاعهم الأسرية فضلاً عن منعهم من التسول".

الآلاف من المكفوفين يعانون من التهميش في المجتمع الجزائري، كثيرون يعيشون على الهامش، حيث تطمح هذه الشريحة للتموقع في منظمات مدنية بإمكانها رفع الغبن عنهم، ومنحهم فرصة رؤية الضوء من خلال إنجازاتهم في شتى المجالات.

دلالات

المساهمون