محمد نديم يأمل بالبقاء في باكستان

محمد نديم يأمل بالبقاء في باكستان

26 مايو 2017
كيف نعود إلى بلاد يهرب الناس منها؟ (العربي الجديد)
+ الخط -
يكره الشاب محمد نديم وجميع أفراد أسرته العودة إلى أفغانستان، ولا يحبون الحديث عن الموضوع. ليس لأنهم لا يحبون البلد، بل لأن حالتهم المعيشية جيدة في باكستان، وهم لا يرضون بتدمير ما صنعوه طيلة عقود بسبب هذه العودة. يقول اللاجئ الأفغاني إنه لا يعرف من بلده شيئاً، ففي أفغانستان "لا أمن ولا عيش ولا عمل".

جاء والد الشاب، محمد سليم، قبل أربعة عقود إلى باكستان. ولكن ما يؤلم العائلة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم هو عدم حصولها على الهوية الباكستانية، رغم وصولها قبل الحروب في أفغانستان وقبل موجة اللجوء.

يشرح محمد نديم أن والده ظنّ في ذلك الوقت أن العائلة ستعود إلى البلاد بعد أن جاءت إلى باكستان لأسباب تجارية "ولكن بعد الغزو السوفييتي لبلادنا بدأنا نشعر أننا سنعيش هنا ولم نفكر في الحصول على الهوية، وبالتالي بقينا كغيرنا من اللاجئين، رغم أن الكثيرين من الذين جاؤوا بعدنا حصلوا على الهوية وأصبحوا من سكان هذه البلاد". ما يشغل والده اليوم هو قلق أولاده بشأن أعمالهم، فأبناؤه الخمسة أنشأوا أعمالاً واستثمروا فيها جهداً ووقتاً طويلاً.

نفس المشكلة يعيدها محمد نديم، ولكن مع أمل أن السلطات الباكستانية لن تجبرهم على العودة إلى البلاد عنوة، آملاً أن يبقوا ليواصلوا أعمالهم، حيث إنهم لا يعرفون أحداً ولا يتوقعون أن يكون لهم مستقبل في حال العودة.
يسأل محمد نديم: "كيف يمكن لنا أن نعود إلى بلاد يهرب الناس منها بسبب الوضع الأمني الهش، وبسبب الوضع الاقتصادي المتدهور والآخذ في التدهور أكثر، حيث لا فرص للعمل. كما أن العداءات الشخصية تعمّ جميع الشوارع". ويوضح أنهم عندما يسمعون من الناس حكايات اللصوص وأعمال السرقة في المدن والقرى عندما يقتحمها المسلحون وعندما تقع المواجهات المسلحة، يخافون كثيراً ويكرهون العودة أكثر.

وعلى خلاف طموحات محمد نديم وأسرته قررت باكستان ترحيل الأفغان إلى البلاد، بيد أن الإجراءات الحكومية الأخيرة توحي بأن ثمة تغيرا في سياسة الحكومة، حيث إنها بدأت بتسجيل اللاجئين غير المسجلين. كما أن ثمة تغييرا ملحوظا في تعامل الشرطة الباكستانية مع اللاجئين الأفغان. تلك الأمور تعطي أملاً لمحمد نديم وإخوته، إذ يتوقعون أن تسمح السلطات الباكستانية للاجئين بالبقاء.

يمارس الإخوة الخمسة في باكستان مهناً مختلفة. يبيع محمد نديم وأحد إخوته المراوح في الصيف، وفي الشتاء يصلحان الدراجات النارية، وهذا العمل كفيل بتلبية احتياجات أسرتهما.

المساهمون