مصابو القصف الروسي دون علاج بعد استهداف مستشفى عابدين

سبعة أمتار تحت الأرض لم تثن قذيفة ألقتها طائرة روسية عن اختراق جدار من التراب والصخور للوصول إلى مستشفى قرية عابدين الميداني بريف إدلب الجنوبي ليلة السبت الأحد، ما تسبب بفقدان مئات المدنيين الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، يقول وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة "د.فراس الجندي"، إن المستشفى بُني في قلب مغارة تحت الأرض ويبلغ سمك ترابه والصخور فوقه أكثر من سبعة أمتار، لم تكن جديرة بإيقاف قنبلة ارتجاجية ألقتها الطائرة الروسية.

وأدّى اختراق القنبلة جدار المستشفى إلى مقتل أربعة مرضى وإصابة أحد كوادره إصابة خطرة في الرأس، كما توقف المستشفى عن تقديم الخدمات الطبية بسبب تضرر معظم أدواته وخروجها عن العمل وفق ما أكّده الوزير "فراس الجندي".

ويتكون المستشفى المستهدف من عدة أقسام، أهمها قسم غرفة العمليات الذّي استهدفته القذيفة بشكل مباشر وغرفة العناية المشددة، إضافة لغرفة المرضى التي تضم عشرة أسرّة فقط.

وقال مصدر طبي من المستشفى لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثمانين بالمائة من المستشفى دمر بشكل كامل، وإمكانية إعادة تأهيله صعبة كونه عبارة عن غرفة إسمنتية مقسّمة إلى أجزاء داخل مغارة ترابية، أسفرت القذيفة عن دمار كبير لا يمكن إصلاحه".

ووفق المصدر الطبي، "إنّ المستشفى يقدم خدمات طبية تتعلق بالعمليات الجراحية فقط وإسعافات الإصابات نتيجة القصف الروسي والقصف من قوات النظام السوري على المنطقة، وخروج المستشفى عن العمل سوف يحرم المصابين من تلك الخدمة، وهو ما تسعى إليه روسيا".

ونقل المصابون المتواجدون في المستشفى إلى مكان آخر، ويسعى الكادر الطبي إلى تأمين مكان جديد لإقامة المستشفى فيه من أجل تقديم الخدمات الطبية، بينما تواصل قوات النظام السوري حملة عسكرية شرسة على المنطقة بدعم من الطيران الروسي.

انتشال العالقين من تحت الأنقاض (موقع الدفاع المدني بإدلب)

وبينما كانت فرق الدفاع المدني تعمل على انتشال العالقين من تحت الأنقاض استهدفت قوات النظام السوري المستشفى بصواريخ الغراد، ما أسفر عن مقتل شاب وإصابة طفل بجراح خطرة.

يذكر أن المشافي الميدانية في ريف إدلب وحماة وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، تتعرض لاستهداف من الطيران الروسي بشكل مباشر ما أسفر عن توقفها، ومقتل وجرح عدد من الكوادر الطبية والمدنيين.