مرشحون بـ"البرنوس" لدغدغة عواطف الناخب الجزائري

مرشحون بـ"البرنوس" لدغدغة عواطف الناخب الجزائري

20 ابريل 2017
"البرنوس" ظاهرة انتخابات الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -
يكرر مرشحون ورؤساء أحزاب في الجزائر، أن "الرجوع إلى الأصل فضيلة" رداً على سؤال حول ارتداء "البرنوس" التقليدي في حملاتهم الدعائية للانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها في الرابع من مايو/أيار المقبل.


جاب العديد من المرشحين مختلف ربوع الجزائر، مرتدين "البرنوس"، سواء الأبيض أو البني أو الأسود، وكل من الألوان الثلاثة له رمزية في تاريخ هذا اللباس الشعبي الذي يرمز إلى الرجولة والقوة والشجاعة، كما يرتبط بالمقاومة الشعبية ضد المستعمر الفرنسي، وظل حتى اليوم لباساً لا يمكن الاستغناء عنه، خصوصاً في الأعراس والاحتفالات الشعبية، حيث يرتديه الرجال فوق ملابسهم عندما يُخرجون العروس من البيت، فيما ترتديه المرأة كدليل على الحماية.

وخلال الحملات الانتخابية الجارية، تشبّث مرشحون بلبس البرنوس، في إشارة للمواطنين إلى التمسك بعراقة وتراث البلد، وفق رأي أحد المرشحين من حزب التجمّع الوطني الديمقراطي، ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "البرنوس هو رمز الجزائريين، وهو أهم ما يتفق عليه الشعب، ويدل على الأصالة في مختلف مدن وقرى الجزائر دون استثناء".


في إحدى جولاته الحزبية خلال الحملة الانتخابية، قدم سكان ولاية بجاية أو كما تُسمّى (القبائل الصغرى)، هدية للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الدكتور جمال ولد عباس، قبل إلقاء خطابه، وكانت الهدية أن ألبسوه برنوساً أبيضَ، والذي يعني في المخيلة الشعبية "الولاء والمساندة والدعم"، حيث يعتبر كثيرون أن "البرنوس هو عراقة الرجل الجزائري".


ويقول الإعلامي عبد المجيد ملزي، لـ"العربي الجديد"، إن أجمل هدية تُقدّم لضيف بحجم رئيس أكبر حزب سياسي في الجزائر، هي "البرنوس"، وإضافة إلى دلالته الاجتماعية فله دلالة سياسية، حيث يعني أننا معكم ونساندكم في طرحكم وخطكم السياسي.

وارتدى رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، برنوساً أبيضَ وامتطى حصاناً عربياً أصيلاً، في إحدى جولاته الانتخابية، كما حمل بندقية، في إشارة منه إلى أصالة وعراقة التقاليد الجزائرية، حيث تستقبل بعض المدن ضيوفها بالخيول، وفي احتفالاتها لا ترضى عن البرنوس بديلاً.


ويعود المرشحون في حملاتهم الانتخابية دوماً إلى بعض الرموز التي ترتبط بتاريخ الجزائر، حسب أستاذ الإعلام والاتصال، عبد النور حبشي، حيث يسعى المرشحون والساسة إلى إيقاظ روح التقاليد الجزائرية التي توارثها الشعب عن أجداده.

ويضيف حبشي، لـ"العربي الجديد"، أن البرنوس يظل علامة خاصة تستجدي العواطف قبل العقول في الحالة الانتخابية، موضحاً أن كثيرين يرتدونه في التشريعيات حين يستهدف كل مرشح أبناء عشيرته أو قريته أو مدينته الصغيرة في العمق الجزائري، حتى وإن عاش سنوات في مدينة كبرى مثل العاصمة.


ارتداء البرنوس في جولات الانتخابات الجزائرية (العربي الجديد) 


دلالات