قيادات طلابية تترشح للبرلمان في الجزائر

قيادات طلابية تترشح للبرلمان في الجزائر

18 ابريل 2017
انخرطت القيادات الطلابية في الانتخابات على قوائم مختلفة(فرانس برس)
+ الخط -

قبل سنوات كان أحمد صادوق، ومراد قرابة، ومصطفى نواسة، وكريم قابور، وغيرهم، يقودون معا جموع الطلبة للدفاع عن حقوقهم، كقيادات في تنظيم طلابي واحد في الجزائر، وهو الاتحاد العام الطلابي الحر، لكن الانتخابات البرلمانية المقررة في الرابع من مايو/أيار المقبل، دفعت كلا منهم إلى اختيار العمل والترشح في قائمة حزب سياسي.

في مدينة تلمسان، أقصى غربي الجزائر، يتنافس محمد مالك، ونابي هبري، على مقاعد البرلمان، كل منهما في حزب سياسي، يقف محمد مرشحا في حزب تجمع "أمل الجزائر"، لمنافسة نابي المرشح على قائمة "حركة مجتمع السلم". محمد ونابي انتسبا وعملا لسنوات في نفس التنظيم الطلابي، الذي كان نابي من مؤسسيه واستكمل محمد المسيرة الطلابية بعده، لكن الانتساب إلى نفس التنظيم الطلابي في الجامعة، لم يمنعهما من التنافس السياسي في الانتخابات في حزبين مختلفين.

ليس محمد ونابي فقط من يتنافسان على مقاعد البرلمان من القيادات الطلابية السابقة في الاتحاد الطلابي الحر، إذ تحفل الانتخابات البرلمانية المقبلة في الجزائر بتواجد قيادات أخرى في قوائم المرشحين لعدد من الأحزاب السياسية، حيث ترشح أحمد صادوق ومراد قرابة في قوائم حركة مجتمع السلم. وترشح الأمين العام السابق للتنظيم الطلابي، مصطفى نواسة، في حزب تجمع أمل الجزائر، كما ترشح كريم قابور وهشام لواسي في تحالف الاتحاد من أجل النهضة والبناء والتنمية.

ويعد الاتحاد الطلابي الحر أكبر التنظيمات الطلابية في الجزائر، وسيطر التنظيم المقرب من التيار الإسلامي على الجامعات والمعاهد منذ بداية الستعينيات. وخاضت كوادر هذا التنظيم الطلابي في التسعينيات، استحقاقات كبيرة وحاسمة دفاعا عن التعريب وقضايا الطلبة وحقوقهم، وقتلت المجموعات الإرهابية أحد أبرز كوادره وهو عبد الحفيظ السعيد عام 1995.

اللافت أن هذه القيادات عملت وتخرّجت من مدرسة تنظيم طلابي واحد، وتدربت في إطاره على العمل المدني والمجتمعي، وكانت تجتمع في نفس المسار التنظيمي وتدافع عن نفس المبادئ في الجامعة، لكن كلا منها اختار توجهاً سياسياً، لتجد هذه القيادات الطلابية نفسها متنافسة للفوز بمقاعد البرلمان.

وفي هذا السياق، يعتبر محمد مالك، القيادي السابق في الطلابي الحر، والمرشح في قائمة حزب تجمع أمل الجزائر أن "ترشح القيادات الطلابية في أكثر من حزب سياسي، دليل على أن أبناء الاتحاد الطلابي لديهم تنوع في الفكر والتوجه، وبطبيعة الحال تنوع في التوجه السياسي". ويرى أنّه "شيء جيد أن أبناء الاتحاد لديهم تجربة نضالية مهمة، عكس بعض المرشحين الذين تكوّنوا في أطر أخرى"، مضيفاً "أظن أن أي أحد كان ناشطا في الاتحاد لديه مؤهلات أكثر للنجاح كنائب برلماني".

ويعلق الناشط السابق في الاتحاد الطلابي، جديد شرفي، قائلاً إن "نضال أي إطارات طلابية في العمل الحزبي هو عنصر ثراء للحركة الطلابية، وإضافة لرصيدها النضالي، وإضافة إيجابية للشخص في حد ذاته، لعدم خضوعه للظروف، وتحدي واقعه. والاستمرار في العمل الحزبي حسب القناعة هو استثمار للرصيد الحركي في الجامعة، وعنصر مهم في عملية التغيير والإصلاح والتأثير في مراكز توجيه المجتمع".

من جهته، يشير محمد جلول طلباني إلى أن "وجود قيادات الطلابي الحر مرشحين في أكثر من حزب يعني أن الاتحاد لم يكن تابعا لحزب معين، بل هو نقابة طلابية مستقلة عن ذاتها، ومهما كانت اختلافاتهم الحزبية إلا أن في الوسط الجامعي كان الاتحاد يضمهم".



مع التعددية السياسية والنقابية التي شهدتها الجزائر بداية التسعينات، صنعت الجامعة في الجزائر مناخا أتاح الفرصة للكوادر الناشطة للتدرب والتكوين على العمل المدني والسياسي في أطر طلابية كانت مقربة من تيارات مختلفة، وفي ظل هذا المناخ صنع الاتحاد الطلابي الحر قيادات مستقبلية تتصدر المشهد السياسي في الجزائر .

المساهمون