الطفلتان الفلسطينيتان رزان وروان: "وين الماما"؟

الطفلتان الفلسطينيتان رزان وروان: "وين الماما"؟

20 مارس 2017
الطفلتان رزان وروان مع جدهما (العربي الجديد)
+ الخط -
تبكي الطفلة الفلسطينية رزان كثيراً، وتشاطرها شقيقتها الكبرى روان البكاء. عينا الطفلتين تتطلعان إلى نوافذ وأبواب منزلي جديهما بحثاً عن ظل أو طيف عابر لأمهما القابعة خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو تسعة أشهر.

كان مفترضاً أن تحتفل هنادي راشد (22 سنة)، بيوم الأم مع طفلتيها. وتقدم لهما الأمان والحنان والحضن الدافئ، لكن برد الزنازين وقسوة البنادق التي وجهت إليها في السابع من شهر يوليو/تموز 2016، أثناء مرورها بالقرب من الحرم الإبراهيمي، حرمت الأم وطفلتيها من ذلك.

"وين الماما؟" هو السؤال الذي لا تتوقف رزان (3 سنوات) عن تكراره، تواسيها شقيقتها روان (5 سنوات)، بينما تتنقلان منذ اعتقال والدتهما بين بيتي جديهما في بلدة "يطا" جنوب مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، حيث تنتظران على أمل أن يفرج السجان عن والدتهما.

زارت الطفلتان أمهما مرة واحدة. رفض الاحتلال تكرار الزيارة رغم تقديم الطلب عدة مرات، في المقابل تخشى العائلة أن يصيب الطفلتين مكروه بعد ما تعرضتا له من تفتيش خلال الزيارة الوحيدة، إضافة إلى عناء رحلة الزيارة إلى سجن "هشارون" الذي تقبع فيه والدتهما مع غيرها من الأسيرات الفلسطينيات.

وتصف عطافة راشد، والدة الأسيرة هنادي، لـ"العربي الجديد"، لوعة الاشتياق التي تعاني منها ابنتها لطفلتيها، "في كل مرة نزورها تذرف الدموع حنينا إليهما. اجتمع عليها السجن والحرمان، هي تشكو من حرمانها من ابنتيها كما تشكو من ظلمة الزنازين التي تعيش فيها بتهمة ملفقة لم تكن في حسبانها".

وتروي الأم أن ابنتها لفقت لها تهمة حيازة سكين عند بوابات الحرم الإبراهيمي، وتجمع عليها جنود الاحتلال واعتقلوها، وهي منذ ذلك الحين تعاني في أقبية التحقيق وخلف الزنازين.

ويطالب الادعاء الإسرائيلي، بسجن الأم الشابة المظلومة بحسب والدتها، 16 شهراً، وهي موقوفة منذ اعتقالها من دون محاكمة، وأول جلسات محاكمتها المقررة في العشرين من مايو/أيار القادم، وفي الجلسة قد يكون النطق بالحكم.

وإلى جوار هنادي راشد، تقبع 19 أماً فلسطينية خلف الزنازين، يحرمهن الاحتلال من رؤية أطفالهن بمنع الزيارة، كما تحرم سلطات الاحتلال بعض الأمهات الأسيرات من احتضان أبنائهن إذا ما تمكنوا من الزيارة، فثمة زجاج عازل في غرف الزيارة يفصل الأسير عن عائلته، إضافة إلى حرمانهن من التواصل عبر المكالمات الهاتفية، أو التراسل وغيرها من الطرق المشروعة.

المساهمون