"العلوم الاجتماعية والإنسانية" ينطلق اليوم في الدوحة

"العلوم الاجتماعية والإنسانية" ينطلق اليوم في الدوحة

18 مارس 2017
فائزون سابقون بالجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية (العربي الجديد)
+ الخط -

تنطلق صباح اليوم السبت أعمال المؤتمر السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في الدوحة.

تستمر أعمال المؤتمر الذي يُنظَّم للسنة السادسة على التوالي، لثلاثة أيام، وتُقسم أعماله، في هذه الدورة، إلى شقَّين، أحدهما اجتماعي والآخر ثقافي. وفي ختام أعماله يوم الإثنين المقبل، توزّع الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية للعام الأكاديمي 2016 - 2017، التي يقدّمها المؤتمر لأبحاث أكاديمية حدّد المركز العربي موضوعاتها في وقت سابق. 


وتأتي أعمال المؤتمر لتناقش الموضوعَين الثقافي والاجتماعي، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمثقفين والكتّاب العرب. ويأتي الشق الثقافي للمؤتمر ليطرح "سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية"، أمّا الشق الاجتماعي فيناقش "الشباب العربي: الهجرة والمستقبل".

وتبدأ أعمال المؤتمر عند العاشرة من صباح اليوم، في معهد الدوحة للدراسات العليا، بمحاضرة عامة يقدّمها كلّ من المفكر العربي فهمي جدعان وأستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة والدراسات العليا في الجامعة اللبنانية جورج زيناتي ويقدّمها الباحث جمال باروت. وفي حين يتحدث جدعان تحت عنوان "مركب أخلاقي حديث للاجتماع العربي"، تأتي مداخلة زيناتي تحت عنوان "سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية وبعض قضاياه في عصر العولمة".

وبعد المحاضرة العامة، تنطلق أعمال المؤتمر في مسارَين. فيبدأ المسار الثقافي بجلسة حول "الأخلاق الإسلامية وأسئلة الحداثة"، ويناقش المسار الاجتماعي "الهجرة والجندر: هجرة الفتاة العربية". إلى ذلك، تناقش الجلسات الثقافية، اليوم، ثلاثة عناوين أخرى، هي "الجينوم وسؤال الأخلاق من منظور إسلامي" و"سؤال الأخلاق في الفلسفة الإسلامية" و"سؤال الأخلاق في المدوّنات الفقهية والصوفية". أما الشقّ الاجتماعي، فيتضمن اليوم ثلاث جلسات إضافية عن الهجرة، تتناول "الشباب العربي وأسئلة الهجرة الطلابية" و"الهجرة الخارجية للشباب العربي: الإشكاليات الاجتماعية والثقافية" و"هجرة الكفاءات العربية والهجرة العائدة".

ومسائل الهجرة تناقشها خلال المؤتمر نخبة من الأكاديميين والباحثين العرب، منهم أستاذة علم اجتماع في جامعة الدمام (السعودية) وجامعة تونس المنار، عائشة التايب، والأستاذة المحاضرة في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، ماريز يونس، والأستاذة والباحثة في جامعة مستغانم (الجزائر)، وسيلة عيسات، وأستاذ القانون في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة خميس مليانة (الجزائر)، بشير القروي سرحان، وآخرون.




تجدر الإشارة إلى أنّ موضوع الهجرة، هجرة الشباب تحديداً، يفرض نفسه بقوة على النقاشات السياسية والاقتصادية في العالم العربي، خصوصاً مع التحوّلات التي شهدتها دول عربية كثيرة خلال السنوات القليلة الماضية. ويتسبب سوء الأوضاع الاقتصادية - عادة - في هجرة الشباب العربي، بحثاً عن مستقبل أفضل، تُضاف إليه أسباب أمنية وسياسية أقلّ تأثيراً.

في هذا السياق، تشير نتائج المؤشّر العربي 2016، وهو استطلاع يعدّه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ويشمل دولاً عربية عدّة، إلى رغبة نحو 24 في المائة من المستطلعين في الهجرة، وهي نسبة لم تتغيّر كثيراً منذ عام 2011. ويبيّن الاستطلاع رغبة نصف المستطلعين في السودان في الهجرة، نحو ثلثهم في المغرب ولبنان وتونس، فيما تراوح النسب بين ربع وخمس المستطلعين في فلسطين والعراق وموريتانيا والجزائر والأردن. أمّا النسب في دول الخليج العربي، فتأتي أقلّ مع سبعة في المائة من المستطلعين في الكويت وستّة في المائة في السعودية. يُذكر أنّ هاتَين النسبتَين ليستا ضئيلتَين.

وفي ما يخصّ دوافع الهجرة من البلدان العربية التي أجري الاستطلاع فيها، فإنّها تراوح ما بين الرغبة في تحسين أوضاعهم الاقتصادية (78 في المائة)، وعدم الاستقرار الأمني (13 في المائة)، وأسباب سياسية (خمسة في المائة).

إلى ذلك، أظهر المؤشّر ارتفاعاً في نسبة الراغبين في الهجرة من مصر، من ثمانية في المائة في عام 2011 إلى 21 في المائة في عام 2016، في مقابل ارتفاع محدود لنسب الراغبين في الهجرة من العراق والسودان وموريتانيا والأردن وتونس. يأتي ذلك مع انخفاض في نسب الراغبين في الهجرة من لبنان والجزائر والمغرب، واستقرارها في السعودية والكويت وفلسطين.

وتوضح نتائج المؤشّر العربي أنّ أكثرية المستطلعين العرب يرغبون في الهجرة إلى دول أوروبية مع 37 في المائة، في حين مثّلت دول الخليج العربي الوجهة الثانية المفضلة للراغبين في الهجرة مع قرابة 20 في المائة. أمّا أكبر نسبة سجّلت في بلد واحد، فكانت الرغبة في الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية مع 12 في المائة.

يُذكر أنّ أعمال المؤتمر تستمرّ يوم غد، الأحد، وبعده الإثنين، مع جلسات في الشقّين الاجتماعي والثقافي، لتختتم الإثنين مع الإعلان عن الفائزين بالجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية.