طلاب موريتانيا يعتصمون ضد تجاهل مطالبهم

طلاب موريتانيا يعتصمون ضد تجاهل مطالبهم

06 فبراير 2017
اعتصام طلاب في موريتانيا (العربي الجديد)
+ الخط -

دخل طلاب المعهد العالي للدراسات والبحوث فى موريتانيا، اعتصاماً مفتوحاً داخل مباني المعهد، احتجاجا على عدم صرف المنحة الاجتماعية، وغياب النقل الجامعي، والتراجع عن فتح التسجيل لمرحلة الماجستير.

ويقول الطلاب إن إدارة المعهد رفضت، بعد أشهر من التفاوض، تنفيذ المطالب التي يصفونها بـ"الملحّة"، ما دعاهم إلى اتخاذ خطوات تصعيدية تبدأ بالاعتصام، صباح اليوم الاثنين، داخل الحرم الجامعي.

وانتهى الاعتصام بكلمة لرئيس قسم الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا فى المعهد، محمد الأمين ولد حمن، حمّل فيها مدير المعهد ووزير الشؤون الإسلامية ووزير التعليم العالي، مسؤولية الأزمة الحالية. معلناً عن مجموعة من الأنشطة حتى تنفيذ المطالب، وشرح للطلاب المعتصمين الظروف التي سبقت إعلان الاعتصام، متهما الإدارة بـ"التلاعب بحقوق الطلاب".

وقال خليه ولد المصطفى، أحد الطلبة المعتصمين، لـ"العربي الجديد": "طلاب المعهد محرومون من النقل الجامعي، ومن أكمل مرحلة الليسانس يُحرم من التسجيل فى مرحلة الماجستير. ورغم مرور ثلاثة أشهر على بدء السنة الدراسية، لم تُفتح مرحلة الماجستير أمام الطلبة هذ العام حتى الآن. حتى المساعدة الاجتماعية السنوية التي تُقدم للطلاب غير الممنوحين، لم تُصرف أيضا".

وشدد ولد خليه، على أن "الطلبة دخلوا فى حوارات مع الإدارة، خلال الأشهر الماضية، وتلقّوا الكثير من الوعود الفارغة. تارة يهددونا، وتارة يقدمون وعودا ثم يتراجعون عنها. لم يعد أمامنا سوى خيار الاعتصام، وبعده الإضراب الشامل حتى تتحقق مطالبنا، وهي مطالب بسيطة لا يتصور وجود جامعة فى العصر الحديث بدونها".

وعود فارغة

وقال رئيس قسم الاتحاد الوطني للطلبة فى المعهد، محمد الأمين ولد حمن، لـ"العربي الجديد": "دخلنا في اعتصام بعد أربعة أشهر من الوعود التي لا تُسمن ولا تغني من جوع. سيل من الوعود قوبلنا به من قبل إدارة المعهد التي تماطل في تحقيق مطالبنا العادلة والمشروعة، وتحاول بانتهاجها نهج المماطلة أن تلتف عليها".

وسرد ولد حمن، مطالب الطلاب التي قال إنها لم تعد تتحمل التأجيل: "نريد فتح التسجيل في الماجستير للعام الجامعي الحالي، وتسجيل كافة الناجحين في مسابقة دخول المعهد العالي، وصرف المساعدة الاجتماعية المتأخرة منذ العام الماضي، وتجهيز القاعات، وتزويد المكتبة بالكتب وزيادة طاقتها الاستعابية، وتفعيل المقهى، وخدمة الإنترنت، وإعادة التسجيل في السنة الأولى والثانية".

وأكد ولد حمن أنهم لم يلقوا تجاوبا حتى الآن "مع هذه المطالب المشروعة، والتي نعتبرها مكتسبات طلابية مصانة، وسنعضّ عليها بنواجذ النضال، ولن نقبل المساس بها. وكل الخيارات النضالية السلمية التي يكفلها لنا القانون سننتهجها سبيلا إلى انتزاع الحقوق وصون المكتسبات. الوعود ما عادت تشغلنا عن خطانا النضالية التصعيدية".

وأكد مصدر مقرّب من إدارة المعهد لـ"العربي الجديد"، أن إدارة المعهد تحاول حل المشاكل التي يعاني منها الطلاب، غير أن هنالك جهات معروفة تسعى إلى توقيف الدراسة فى المعهد. وشدد المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، على أن الاعتصام الحالي "لا تأثير له على الدراسة، وأنه على الطلاب إذ أرادوا تحقيق مطالبهم مواصلة التفاوض مع الإدارة التي تفعل ما فى وسعها لحل المشاكل العالقة".

وكانت الحكومة الموريتانية قررت، في 2011، نقل المعهد العالي للدراسات الإسلامية إلى مقاطعة العيون فى أقصى الشرق الموريتاني، وتحويله إلى جامعة، غير أنها تراجعت عن القرار بعد موجة احتجاجات طلابية عنيفة، حيث قررت الإبقاء على المعهد وفتح جامعة جديدة فى مدينة العيون.

المساهمون