قطر في يومها الرياضي

قطر في يومها الرياضي

14 فبراير 2017
من يوم رياضي سابق للدولة (كريم جعفر/ فرانس برس)
+ الخط -
تحتفل قطر باليوم الرياضي للدولة الذي يُصادف اليوم، الثلاثاء، في الرابع عشر من فبراير/ شباط. خلاله، تتحوّل العاصمة الدوحة ومدن أخرى إلى ملاعب رياضيّة مفتوحة، يمارس فيها الكبار والصغار، سواء أكانوا مواطنين أو مقيمين، مختلف الألعاب الرياضيّة في الميادين والملاعب والساحات العامة.

وكان القرار الأميري الصادر في عام 2011 قد حدّد يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير/ شباط من كلّ عام، يوماً رياضيّاً للدولة، علماً أنّه يُعدّ إجازة رسميّة في البلاد، في سبيل تشجيع أسلوب الحياة الصحيّ والترويج له. وتهدف قطر من خلال اليوم الرياضي للدولة، إلى زيادة مشاركة الناس في الألعاب الرياضيّة، انسجاماً مع الشعار الأولمبي "الرياضة للجميع"، وكذلك توسيع قاعدة المشاركة الفعّالة في الرياضة والنشاط البدني، وإتاحة الفرصة أمام الناس لممارسة الأنشطة المختلفة، بالإضافة إلى نشر ثقافة ممارسة الرياضة والنشاط البدني.

أعلنت لجنة اليوم الرياضي للدولة عن مئات الفعاليات المتنوعة في مختلف المدن القطرية، وتشمل نوادي رياضية ومراكز شبابية ومدارس وغيرها من جهات. وما يميّز الاحتفال هذا العام هو تنظيم فعاليات رياضية مخصصة للنساء تحت إشراف بعض النوادي والملتقيات النسائيّة. كذلك، تنظّم وزارة الداخليّة فعاليّة للنساء في معهد تدريب الشرطة، فيما ينظّم ملتقى فتيات الجسرة فعاليّة في حديقة السلطة الجديدة. أمّا لجنة المرأة القطريّة، فتنظم أنشطة رياضية متنوعة في مقرّ اللجنة، بالإضافة إلى نشاط رياضي في قبة أسباير.

وتتركّز فعاليات ونشاطات اليوم الرياضي بمعظمها في منطقتَي أسباير والحي الثقافي كتارا. ويشهد أسباير زون 37 فعالية في مقابل 59 فعالية أخرى في كتارا. أمّا المنطقة الغربية فتشهد 19 فعالية، والشمالية سبع فعاليات، والشرقية 11 فعالية، والجنوبية ثماني فعاليات.

وتعدّ وزارة الداخليّة إحدى أبرز الجهات المشاركة في اليوم الرياضي، إذ تنظّم أكثر من 11 فعالية في مختلف أنحاء البلاد. كذلك تشارك كلّ النوادي الرياضيّة في الفعاليات بالإضافة إلى مراكز شبابيّة، وكلّ الوزارات والمؤسّسات الحكوميّة. ويشير القيّمون على لجنة اليوم الرياضي للدولة إلى أهميّة التركيز على النشاطات البدنية والحركية والتوعوية، وتجنّب المظاهر الاستعراضية للاحتفالات، والعمل على ترسيخ الرياضة كسلوك يومي صحّي، وتعزيز الوعي لدى المشاركين حول أهميّة الرياضة ودورها في حياة الأفراد.



وكانت اللّجنة قد انتقدت في بيان، بعض الظواهر السلبيّة التي رافقت الاحتفال باليوم الرياضي في السنوات الماضية، على غرار تنظيم نشاطات استعراضيّة وغنائيّة عوضاً عن فعاليات رياضيّة وحركيّة، وإقامة الفعاليات في مكان واحد، الأمر الذي يؤدّي إلى تعطيل حركة السير في المناطق المحيطة، وبناء بيئة مصطنعة مؤقّتة لممارسة الرياضة وبكلفة عالية لمدة يوم واحد، وعدم توفّر الشروط الصحيّة اللازمة لممارسة الرياضة، وانتشار بعض مطاعم الوجبات السريعة، وتوزيع هدايا وأطعمة مجانية.

لا تقتصر ممارسة الرياضة في هذا اليوم على المواطنين، بل يشارك كذلك الجانب الرسمي فيها من خلال ممارسة بعض الألعاب الرياضيّة، في مقدّمتها رياضتَا الهجن والفروسية وغيرهما من رياضات تراثيّة وشعبيّة ما زالت قطر تتمسّك بها. يُذكر أنّ التجربة القطريّة هذه لاقت أصداء دوليّة.

ويُعَدّ الاحتفال باليوم الرياضي، الذي يدخل عامه السادس، تقليداً سنويّاً تتحوّل فيه العاصمة الدوحة والمدن القطريّة الأخرى إلى ملاعب للمواطنين والمقيمين من مختلف الأعمار. ويشكّل الترويج لأسلوب حياة صحي في قطر تحدياً كبيراً أمام السلطات، في ظلّ ارتفاع نسب الإصابة بمرض السكري والبدانة وأمراض السرطان بصورة مقلقة. وبحسب دراسة أعدّتها الجمعيّة القطريّة للسكّري في عام 2012، فقد بلغت نسبة الإصابة بالسكري 16.7 في المائة، وبلغت نسبة الأطفال المصابين 23 طفلاً من بين 100 ألف طفل. وحذّر الاتحاد الدولي لمرض السكري من أنّ ربع القطريّين معرضون للإصابة بالمرض بحلول عام 2030.

من جهة أخرى، أفاد استطلاع للرأي أعدّته وزارة التخطيط التنموي والإحصاء بالتعاون مع اللجنة الأولمبيّة القطريّة، ونشر في عام 2015، بأنّ 71 في المائة من سكان قطر يمارسون الرياضة. أضاف أنّ نحو 71 في المائة من المستطلعة آراؤهم صرّحوا بأنّهم يمارسون نوعاً من أنواع الرياضة، في مقابل 29 في المائة لا يمارسونها. وعزا 43 في المائة من الذين لا يمارسون الرياضة من القطريّين السبب إلى قلّة أوقات الفراغ، فيما لفت 18 في المائة منهم إلى أنّهم لا يمارسونها لعدم توفّر مرافق رياضيّة قريبة من بيوتهم.

وكان مركز السدرة للطبّ والبحوث في قطر قد أعلن العام الماضي أنّ قطر تحتل المرتبة السادسة على مستوى العالم في انتشار البدانة، فيما أظهرت دراسة أعدّتها مؤسّسة حمد الطبية ومنظّمة الصحّة العالميّة في عام 2009، إلى أنّ 70 في المائة من الأطفال القطريّين يتبعون أساليب حياة غير صحية.