قطر ملعب مفتوح في اليوم الرياضي

لم يمنع الغبار الكثيف الذي غطى سماء الدوحة، صباح اليوم الثلاثاء، آلاف المواطنين والمقيمين، من التوافد، على كورنيش الخليج، والحي الثقافي "كتارا" والقرية الرياضية "إسباير"، إضافة إلى الأندية والحدائق للاحتفال باليوم الرياضي للدولة.

ويدخل الاحتفال عامه الرابع وقد اكتسب شعبية بين السكان، وأصبح تقليداً سنويّاً تتحول فيه العاصمة الدوحة والمدن القطرية الأخرى إلى ملعب مفتوح، يمارس فيه المواطنون والمقيمون من مختلف الأعمار الرياضة بكافة أنواعها.

وكان قرار أميري قد صدر عام 2011 حدّد أن يكون الثلاثاء الثاني من شهر فبراير/شباط من كل عام يوماً رياضيّاً للدولة، ويُعتبر اليوم إجازة رسمية بهدف التشجيع والترويج لأسلوب حياة صحي ويشهد مشاركة كبيرة من السكان.

ويسعى اليوم الرياضي إلى توسيع قاعدة مشاركة الأشخاص في الرياضة والنشاط البدني وزيادة معدلات المشاركة الفاعلة، فضلاً عن إتاحة الفرصة أمام أفراد المجتمع لممارسة الأنشطة، بالإضافة إلى نشر ثقافة أهمية ممارسة الرياضة والنشاط البدني.

وانطلقت الفعاليات بمسيرة من أمام اللجنة الأولمبية القطرية على كورنيش الدوحة شارك فيها كبار المسؤولين وممثلو الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة والعديد من الرياضيين ومواطنين ومقيمين، وانتهت عند القرية الرياضية بجوار مبنى البريد.

ودأب أمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، على ممارسة رياضة الهجن في الأعوام السابقة، إلا أنه قام هذا العام بممارسة رياضة المشي في شارع الرفاع في العاصمة، تشجيعاً منه على ممارسة الرياضة.

وأفاد استطلاع للرأي أجرته وزارة التخطيط التنموي والإحصاء بالتعاون مع اللجنة الأولمبية القطرية ونشر اليوم الثلاثاء، أن 71 في المائة من سكان قطر يمارسون أنشطة رياضية، وشارك في الاستطلاع الذي أطلق على الموقعين الإلكترونيين لوزارة التخطيط التنموي والإحصاء واللجنة الأولمبية 1749 شخصاً بينهم 620 قطريّاً بنسبة 35 في المائة و1129 مقيماً بنسبة 65 في المائة.

" 71 في المائة من سكان قطر يمارسون أنشطة رياضية متباينة ولفترات متباينة "

وقال نحو 71 في المائة من المستطلعة آراؤهم إنهم يمارسون شكلاً من أشكال الرياضة مقابل 29 في المائة قالو إنهم لا يمارسونها، وأظهر 43 في المائة ممن لا يمارسون الرياضة من القطريين أن عدم وجود أوقات فراغ لديهم هو السبب الرئيس، بينما أجاب 18 في المائة أنهم لا يمارسونها لعدم وجود مرافق رياضية قريبة من مساكنهم. وذكر 16 في المائة من غير الممارسين للرياضة بأن عدم تشجيعهم على ممارستها هو سبب عزوفهم عنها، فيما أظهرت نسبة مماثلة عدم اهتمامهم بها، في حين أجاب 6 في المائة من الذين لا يمارسون الرياضة أن أسباباً صحية تمنعهم من ذلك.

ولقيت التجربة القطرية، بتخصيص يوم رياضي للدولة، صدى دوليّاً، حيث أقرت الأمم المتحدة العام الماضي، يوماً عالميّاً للرياضي في السادس من أبريل/نيسان من كل عام، بدءاً من 2015، كما أن الاتحاد الأوروبي قرر تخصيص يوم رياضي بدءاً من 2015 أيضاً.

وحصلت قطر في الثاني من ديسمبر/كانون أول 2010 على شرف استضافة بطولة كأس العالم 2022 وذلك خلال تصويت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وهو ما اعتبر أول إنجاز عربي من نوعه.

ويشكل التشجيع والترويج، لأسلوب حياة صحي في قطر، تحديّاً كبيراً أمام السلطات في بلد ترتفع فيه نسب الإصابة بمرض السكري والبدانة والسرطان بشكل مقلق، فوفقاً لدراسة مسحية أجرتها الجمعية القطرية للسكري، عام 2012، بلغت نسبة انتشار المرض في قطر 16.7 في المائة، فيما بلغت نسبة الأطفال المصابين بالمرض 23 لكل 100 ألف طفل، وحذر الاتحاد الدولي لمرض السكري من أن ربع القطريين معرضون للإصابة بمرض السكري مع حلول عام 2030.

كما بينت ندوة لمركز السدرة للطب والبحوث في قطر، العام الماضي، أن قطر تحتل حاليّاً المرتبة السادسة على مستوى العالم في معدلات انتشار البدانة، فيما أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة حمد الطبية ومنظمة الصحة العالمية عام 2009، أن 70 في المائة من الأطفال القطريين يتبعون أساليب حياة غير صحية.