في مثل عيد العشّاق

في مثل عيد العشّاق

11 فبراير 2017
تعد باقة له... أم لها (جو رايدل/ Getty)
+ الخط -

سيحدث في هذا اليوم أن تحقد كثيرات على كثيرات حصلن على هدايا، وإن كانت مجرّد دببة حمراء. وستُسمع شهقات تُطلقها فتيات محظوظات في كلّ مكان. وتلك اللافتات، التي يعلن من خلالها شباب حبّهم لفتيات.. مجرّد حركات مراهقة. وفي مكان ما أو أكثر، ستسخر أخريات منها، ويتمنّينها من دون أن يخبرن أحداً. أليست هذه سخافة؟ مجرّد حركات مراهقة؟ وكلمات. الكثير منها. شبان ورجال يختارون أبياتاً من الشعر حفظوها، أو أغنيات. وقد يكتفون بالكلمات، أي كلمات. لكن مهما كان الخيار، فهم قادرون على إبهار فتياتهم ونسائهم.

في مثل هذا اليوم، تذكّر فتيات ونساء، وشبان ورجال، أنّهم وحيدون. في مثل هذا اليوم، تذكّر فتيات ونساء وشبان ورجال ما كان. المرة الأولى في كلّ التفاصيل، تلك التي لا يجهدون لتذكّرها. وحدث أن وقعت الغيرة بين الناس، وحقد آخرون على بعضهم بعضاً، وتمنّت فتيات أن يلفظ الكوكب أنفاسه الأخيرة علّ النار التي في قلوبهن تنطفئ.

مراهقة ومراهِق ما زالا ينظران إلى بعضهما مثل مراهقين. لا يهديها الأغنيات بل يحفظها من أجلها. علّه لا يرى وجهها في هذه اللحظات. هي الفتاة ـ المرأة التي تتنقّل من قصيدة إلى أخرى، وتبحث عن نفسها في عينيه. أين هي؟ أين هما؟ ماذا يعدّ لها في عيد العشاق؟ هل ينثر الورد على الأرض؟ هل يختفي ليظهر من خلالها؟

وحدث أن سقطت علب من السماء فوق رأسها تحمل وعوداً كثيرة. وكانت أم كلثوم تغنّي: "وقابلتك إنت لقيتك بتغيّر كلّ حياتي". وهي مثلها تغنّي على مسرحها. في مثل هذا اليوم، حدث أن حلمت قبل أن تستفيق مذعورة. لا يمكنها أن تقف على مسرحٍ في ثياب النوم.

وحدث أن صوّر ملامحها كلّ يوم. وكلّما اشتاق إليها، تفقّد صورها. قابلها في طيشها ونضجها وطيشها مجدداً. قابلها في كلّ هذه المراحل في وقت واحد. غلب الزمن. هي هنا بقربه. وصورها تملأ ذاكرته، وتصنع الذكريات من جديد.

وحدث أن تساقط مطرٌ فوق رأسيهما. لماذا قُدّر لهذا المشهد أن يكون رومانسيّاً؟ تعديله بات صعباً. هما الآن تحت المطر.

وستحدثٌ قصصٌ أخرى في هذا اليوم. الرابع عشر من فبراير/ شباط قد يكون فرصة لتجارب مراهقة. من خبّأ وردة في حقيبته المدرسيّة، ولم يعطها لحبيبته الأولى، بات يمكنه إخراجها. وتلك التي حلمت أن تعانقه، ما عليها إلّا تشغيل الموسيقى ومراقصته، ولتنسَ هذا اليوم.

ولو أنّها لن تأتي، ولو أنّه لن يأتي.. باقة من الورد لكل منهما. لا بدّ أن يلتقطاها يوماً ويصنعا عشقاً لمثل هذا اليوم.


دلالات

المساهمون