النزوح يتواصل من دير الزور وأوضاع مأساوية

النزوح يتواصل من دير الزور...وأوضاع مأساوية في مخيم عين عيسى

18 أكتوبر 2017
يفتقرون إلى خيم تؤويهم (عمر الكلوطي/ Getty)
+ الخط -

تتواصل عمليات النزوح الجماعي من مناطق دير الزور التي تشهد عمليات عسكرية وقصفاً جوياً كثيفاً، جراء المعارك الدائرة بين قوات النظام والمليشيات الموالية لها بدعم من القوات الروسية وطيرانها الحربي من جهة، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) مدعومة من "التحالف الدولي لمحاربة داعش"، في ظل أوضاع إنسانية غاية في السوء، جراء المخاطر الكبيرة التي يعرضون أنفسهم لها خلال مغادرة مناطق التنظيم، بالإضافة إلى ما يعانون منه في المخيمات، خاصة مخيم عين عيسى شمال الرقة، والذي يعد المخيم الرئيسي لاستقبال نازحي دير الزور.

وقال الإعلامي عامر هويدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عمليات النزوح لم تتوقّف منذ بدء العمليات العسكرية ومئات المدنيين يصلون يومياً إلى ريف الحسكة في أوضاع مزرية"، لافتاً إلى أن "قصص عذابهم لا تتوقّف مع خروجهم من الدير، فهناك فصل جديد من المعاناة يكتبونه في مخيمات النزوح، ومنها مخيم عين عيسى الذي يغصّ بالنازحين الذين يُعانون من سوء الأوضاع المعيشية، جراء الشح في المواد الغذائية ومياه الشرب، مع ضعف ما تقدمه المنظمات الإنسانية من مساعدات".

ولفت إلى أن "سوء الأوضاع المعيشية سيتفاقم خلال الأسابيع المقبلة، فقد بدأ البرد يلفح النازحين ويدق فصل الشتاء أبواب الخيام التي لا تقي من برد الشتاء ولا حر الصيف، في حين يبدو واضحاً النقص الشديد في المستلزمات الأساسية، بالرغم من مساعي القائمين على المخيم تقديم ما يتوفر من مساعدات، إلا أن إمكاناتهم تبقى محدودة في ظل تدفق النازحين اليومي".

وتستمر معاناة النازحين في مخيم عين عيسى نظراً لقلة الخدمات من قبل المنظمات الدولية والجهات المختصة، وعدم قدرة إدارة المخيم على توفير ظروف معيشية مناسبة لأعداد النازحين المتزايدة بشكل مستمر نتيجة التوافد  من مناطق الصراع.

ولفت إلى أن "هناك حاجة كبيرة لخيام مناسبة تؤويهم، إذ توجد أعداد كبيرة من النازحين لم يحصلوا على خيم مناسبة للسكن والإيواء، فالخيم التي تم توزيعها لا تتحمل العواصف والأمطار الغزيرة المحتمل حدوثها في الفترة المقبلة".

من جهتهم تحدث ناشطون عن معاناة الأطفال بمخيم عين عيسى في ظل هذا الوضع الكارثي وتحمل نصيبهم من المأساة ، إذ لا أحد يكترث لآلاف الصغار القادمين من تحت القصف ومن بين الجثث، إضافة إلى ما كانوا يتعرضون له من تلويث فكري من قبل التنظيم، فلا منظمات تهتم بوضعهم النفسي، في وقت ما زالوا محرومين من التعليم إلى اليوم، فلم تفتتح أي مدرسة أو مركز تعليمي، بالرغم من أن العام الدراسي بدأ منذ أسابيع.   

يشار إلى أن مخيم عين عيسى يضم آلاف النازحين قدموا من مناطق مختلفة، منهم ستة آلاف نزحوا من مناطق دير الزور وريف حلب، وقد نصبت لـ1135 خيم يقطنونها، في حين توجد أكثر من 200 عائلة تفتقر لخيم تؤويهم، يضاف إلى ذلك النقص في الخدمات العامة من إنارة وصرف صحي.

المساهمون