الأمم المتحدة تدعو للتحقيق بهجوم على قافلة مساعدات حلب

الأمم المتحدة تدعو للتحقيق بهجوم على قافلة مساعدات حلب

20 سبتمبر 2016
المساعدات الإنسانية المستهدفة بالقصف (عمار عبد الله/رويترز)
+ الخط -
دعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق بالهجوم الذي استهدف قافلة المساعدات في حلب أمس، في حين أكد الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر أن عدد ضحايا الهجوم ارتفع إلى 20، بينهم مدير في الهلال الأحمر السوري عمر بركات.

وأصدر الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر بياناً، اليوم الثلاثاء، يؤكد على أن الاعتداء على قوافل المساعدات هو اعتداء على الإنسانية. كما أعلن الهلال الأحمر السوري تعليق كامل أنشطته في محافظة حلب لثلاثة أيام، احتجاجاً على هجوم استهدف مخازنه وقافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة. جاء ذلك بعدما أعلنت منظمة الأمم المتحدة بدورها، عن تعليق قوافل المساعدات في سورية بعد الضربة الجوية.

وقال منسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، إن العلامات التي كانت تحدد مسار القافلة واضحة، وجرى توضيح خطوطها لجميع الأطراف في الصراع.

وتابع "هذا الهجوم القاسي المتعمد للعاملين في المجال الإنساني، يرقى إلى جريمة حرب". ودعا إلى "إجراء تحقيق فوري ونزيه ومستقل في هذا الحادث المميت. يجب أن يعرف الجناة بأنهم يخضعون للمساءلة يوماً عن انتهاكات للقوانين الدولية لحقوق الإنسان".

كما صرح المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركه، لوسائل الإعلام اليوم أن "المكتب طلب فتح تحقيق في الهجوم الذي وقع الاثنين في محافظة حلب، بينما كان لدى الصليب الأحمر والهلال الأحمر كل التصاريح اللازمة لنقل مساعدات لنحو 78 ألف شخص في أورم الكبرى".

وأضاف "كإجراء أمني فوري تم تعليق تحركات القوافل الأخرى في سورية في الوقت الحالي في انتظار المزيد من التقييم للوضع الأمني"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة حصلت أخيراً على إذن من الحكومة السورية بتوصيل مساعدات لجميع المناطق المحاصرة في البلاد.

ورأى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورر، أنه "انطلاقاً من المعلومات المتوفرة عن هجوم الأمس، هناك انتهاك سافر للقانون الإنساني الدولي وهو أمر غير مقبول أبدا".

واستهدف طيران النظام السوري قافلة مساعدات مؤلفة من 31 شاحنة، كانت تفرغ حمولاتها في مركز الهلال الأحمر السوري في بلدة "أورم الكبرى" بريف حلب الغربي، تمهيداً لنقلها إلى الأحياء الشرقية من حلب، ما أدى إلى احتراق نحو 18 شاحنة منها، ومقتل عدد من القائمين على القافلة، وتدمير المستودعات التابعة للمركز بشكل كامل.

شاحنة مساعدات طالتها الغارة (عمر حاج قدور-فرانس برس) 


وذكر ناشطون بالريف الغربي من حلب في وقت سابق اليوم أن الغارة قتلت 13 موظفاً ومتطوعاً من الهلال الأحمر والمشرفين على القافلة، من بينهم رئيس مركز الهلال في الريف الغربي "عمر بركات"، وأن الغارة استخدمت خلالها عشرات الصواريخ وعدد من البراميل المتفجرة.

وصرح رئيس الهلال الأحمر عبد الرحمن العطار في بيان "نحن مستاؤون جدا لمقتل هذا العدد من الأشخاص من بينهم زميلنا مدير الفرع المحلي عمر بركات".

وتابع العطار "كان عضوا ملتزما وشجاعا ضمن أسرة موظفينا من المتطوعين الأوفياء الذين يعملون دون كلل للتخفيف من آلام الشعب السوري. من غير المقبول أبدا أن يواصل الموظفون والمتطوعون لدينا دفع ثمن باهظ نتيجة استمرار المعارك".

الشهيد عمر بركات (فيسبوك)



كما قال مدير عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا روبرت مارديني لـ"رويترز" في جنيف: "هذا أمر يبعث على القلق للغاية. نرى استئنافاً للعنف وتصعيداً للقتال في العديد من المواقع".

وأضاف "كانت لدينا خطط في البلدات الأربع، لكن تم تعليقها في الوقت الحالي لإعادة تقييم الأوضاع الأمنية"، في إشارة لبلدتي الفوعة وكفريا في إدلب وبلدة مضايا التي تحاصرها الحكومة السورية، والزبداني القريبة من الحدود اللبنانية.

كما أعرب عن حزنه لخسارة عنصر من الهلال الأحمر السوري، بعد استهداف قافلة المساعدات التي راح ضحيتها 13 شخصاً في حلب. وقال "إنهم دفعوا ثمناً غالياً".