متبرعون يُصلحون "تصدعات" شوارع بغداد في غياب دعم حكومي

متبرعون يُصلحون "تصدعات" شوارع بغداد في غياب دعم حكومي

02 اغسطس 2016
الحفر والتشققات تزيد من حوادث السير (مهند فلاح/ Getty)
+ الخط -
كثرت حوادث السيارات في الآونة الأخيرة في العاصمة العراقية بغداد، وأسفرت عن إصابة العديد من سائقي وركاب السيارات بجروح، نتيجة انتشار "التشققات" الأرضية وسط الشوارع الرئيسية، أمام مطالبات لأمانة العاصمة ودوائر البلدية بضرورة إعادة تأهيلها، منعاً لتزايد الحوادث المرورية.


وقام عدد من الشباب المتطوعين ونشطاء المجتمع المدني، بإصلاح حفر الشوارع بأنفسهم وبجهود ذاتية بمواد اشتروها على حسابهم الشخصي، وهي ضمن الظواهر التطوعية التي تنتشر في العاصمة بغداد مؤخراً.

وقال الناشط صفاء المرسومي، إنّ "هذه الحملة التطوعية جاءت بعد حصول العديد من حوادث السير في شوارع بغداد، نتيجة انتشار الحفر دون ترميم أو معالجة من الجهات المعنية".

وأضاف المرسومي، لـ"العربي الجديد"، "كثيراً ما تتسبب هذه التصدعات والحفر في وقوع حوادث تسفر عن إصابة العديد من المواطنين خلال قيادتهم سياراتهم، خصوصاً خلال فترة المساء، فيما لم تقدم بلدية العاصمة على معالجتها".

ويشكو سائقو السيارات من كثرة الحفر والتشققات في الشوارع الرئيسية في بغداد وضواحيها وشوارع رئيسية في مدن أخرى. حسن ماضي (37 عاماً) واحد من ضحايا هذه التشققات، حيث ارتطمت سيارته بإحدى الحفر، ما تسبب في انحرافها عن مسارها فأصيب بجروح في رأسه.



ويوضح ماضي لـ"العربي الجديد"، "لا توجد أي علامات تنبيه أو تحذير أمام تلك الحفر والتشققات التي مر عليها سنوات طويلة بدون أن تقوم دوائر البلدية بمعالجتها، وكنت أحد ضحاياها".

ويتابع "لاحظت خلال الأيام الأخيرة قيام العديد من الشباب المتطوعين والناشطين بترميم تلك الحفر والتشققات بمجهودات ذاتية، عبر شراء المواد اللازمة من إسمنت ورمل لإعادة تأهيلها".

وقال المتطوع فريد عاصم (26 عاماً) "قررنا مع عشرات الأصدقاء والناشطين المدنيين القيام بحملة واسعة لتأهيل التصدعات الأرضية والحفر في الشوارع الرئيسية، منعاً لوقوع المزيد من حوادث السير، واشترينا المواد اللازمة لذلك".

ويبين عاصم أن "الهدف من الحملة هو إنساني بالدرجة الأساس، ولفت انتباه الجهات الحكومية إلى التقصير الحاصل في واجباتها تجاه مثل هذه الحالات التي تسببت في وقوع حوادث مرورية عديدة".

ولقيت الحملة انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما نشرت وكالات أنباء محلية صوراً أظهرت المتطوعين وهم يقومون بأعمال تأهيل التشققات الأرضية في الشوارع.

وانقسمت فرق المتطوعين إلى عدة أقسام، فمنهم من يجلب الإسمنت والرمل والحصى، وآخرون يتولون مهمة توفير المعاول والمطارق وأدوات صب الإسمنت اللازمة، فيما رحب أهالي العاصمة، خاصة سائقي المركبات بمختلف أنواعها، بهذه الحملة واعتبروها دليلاً على وعي المجتمع العراقي من جانب، وتقصير الدوائر والمؤسسات الحكومية من جانب آخر.

ويمتلك العراق شبكة من الشوارع تتشعب بدءاً من العاصمة بغداد نحو محافظات شمال وغرب ووسط البلاد، أنشئ أغلبها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، لكنها تعرضت لإهمال كبير في السنوات الأخيرة بعد عام 2003.

وكان لانفجار السيارات المفخخة والعبوات الناسفة أثر كبير على تدمير أجزاء كبيرة من الشوارع وإحداث تشققات وحفر في أرضياتها، لكنها لم تعالج من الجهات المختصة.

ويطالب سائقو السيارات الجهات الحكومية بضرورة تأهيل الشوارع وردم الحفر ومعالجة التشققات الأرضية في الشوارع، خاصة الرئيسية منها التي تكون سرعة القيادة فيها مرتفعة نسبياً مقارنة بالشوارع الفرعية، ووضع علامات تحذير للتنبيه.

وتواجه الحكومة العراقية تهماً بالفساد وإهمال تأهيل البنية التحتية في البلاد منذ عام 2003، وسط مظاهرات ومطالبات شعبية بمحاسبة المفسدين وإحالتهم إلى القضاء.

ويحذر مهندسون من عدم وجود آلية حكومية واضحة لتأهيل الشوارع الرئيسية، ما قد يسبب انتشار التشققات والحفر بشكل متزايد واستمرار وقوع حوادث مرورية.

 

 

 

المساهمون