"فياغرا" مهرّبة في تونس

"فياغرا" مهرّبة في تونس

17 اغسطس 2016
ربّما يشتري دواء مقلداً (ناصر طلال/ الأناضول)
+ الخط -
خلال السنوات الأخيرة، تكرّر إحباط مئات عمليّات تهريب الأدوية على الحدود التونسيّة مع الجزائر ومع ليبيا، خصوصاً الأدوية المنشّطة جنسيّاً من الأخيرة، من قبيل الحبوب والمراهم التي تختلف مصادرها وأماكن تصنيعها. وقد أعلنت وزارة الداخلية أخيراً أنّ فرقة الحدود البرية للحرس الوطني في منطقة مطماطة (محافظة قابس)، ضبطت خلال الشهر الماضي بضاعة مهرّبة في سيارة، بلغت قيمتها مليوناً و300 ألف دولار أميركي، وهي عبارة عن حبوب ومراهم وآلات تستعمل في معالجة المشاكل الجنسية، ومصدرها هونغ كونغ.

يُعدّ "الفياغرا" من أكثر الأدوية المنشّطة جنسيّاً التي تهرّب إلى تونس، وقد أحبطت الشرطة وأعوان الديوانة مئات العمليات، وصادرت كميات كبيرة على الحدود الجزائرية والحدود الليبية. مع ذلك، استطاع مهرّبون إدخاله إلى البلاد، ليُباع في السوق السوداء وعلى الطرقات أحياناً.

تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة التونسيّة سمحت في عام 2012 بتوزيع "الفياغرا"، بناء على طلب رسمي وجّهته مجموعة من الأطباء إلى وزارة الصحّة التونسية، لمنحها إذن ترويجه في الصيدليات، بهدف مساعدة مرضى السكري وغيرهم. وبعد فترة انتظار دامت 13 عاماً، سمحت تونس أخيراً باستيراد "الفياغرا" شرط استخدامه بإشراف مباشر من الطبيب ومع مراعاة وضع المريض الصحي. وكانت الصيدلية المركزية قد أوضحت في عام 2013 أنّ مبيعات "الفياغرا" ترتفع بشكل كبير، مع مئات آلاف الأقراص سنوياً. ويقدّر سعر العلبة الواحدة (أربع حبات) بـ 15 دولاراً.

وكانت الجمعية التونسية للبحوث الجنسية والخلل الجنسي قد أشارت إلى ضرورة إدخال دواء "الفياغرا" إلى تونس، بعدما أثبتت الدراسات أنّ 40 في المائة من الرجال التونسيّين يعانون من مشاكل جنسيّة ويحتاجون إلى تناوله. وترى أن إدخال الدواء بوسائل منظمة من شأنه أن يحمي الناس ويجنّبهم اللجوء إلى شرائه من السوق السوداء والشارع.

على الرغم من التشريع، إلا أنّ تهريب الفياغرا ما زال ناشطاً، إذ يباع المهرّب بسعر أقل من المرخّص المتوفّر في الصيدليات، ولا يتجاوز سعر العلبة الواحدة خمسة دولارات.



في سياق متصل، يقول الطبيب المتخصّص في الأمراض الجنسيّة هشام الشريف إنّ "60 في المائة من التونسيّين يعانون من مشاكل جنسية"، مؤكداً أنّ "الضعف الجنسي الناتج عن الأمراض النفسية أو العضوية المزمنة يصيب 60 في المائة من الرجال التونسيين في مراحل معينة من العمر، ما يفسّر استهلاك 143 ألف حبة فياغرا، التي تسمّى أيضاً الحبّة الزرقاء، في الشهر الواحد".

ويشير الشريف إلى أنّ "الضعف الجنسي، دفع بعضهم إلى استغلاله وبيع أدوية منشّطة جنسيّاً، لتزدهر". ويتجلّى الأمر من خلال عمليّات التهريب التي يحبطها رجال الشرطة في أحيان كثيرة، وكان آخرها إحباط الديوانة التونسية عملية تهريب 19 ألفاً و600 حبة "فياغرا" في محافظة صفاقس جنوبي تونس، بقيمة 50 ألف دولار.

كذلك، يحذّر الشريف من "الاستهلاك العشوائي للأدوية المنشّطة جنسياً، من دون الرجوع إلى أهل الاختصاص"، لافتاً إلى أنّ "انتشار مثل هذه الأدوية بكميات كبيرة يعدّ مسألة في غاية الخطورة، وقد يتسبّب في مشاكل في القلب". يضيف أنّه "لا يمكن اعتبار حبوب الفياغرا مثيرة للشهوة الجنسية. وهي دواء يمنع استخدامه من قبل الأشخاص الذين يشكون من اضطرابات حادة في القلب والأوعية الدموية. لذلك، لا يمكن تناوله إلا بإشراف الطبيب المخوّل وفق الجرعات المحدّدة لتجنّب المخاطر الصحية". ويشدّد على أنّ "السماح ببيعها في تونس بعد سنوات من الرفض، لا يعني ترويجها على الطرقات".

بدوره، يحذّر الطبيب محمد بن عبد الله، من "الأدوية المقلّدة التي تكون عادة مجهولة المصدر"، لافتاً إلى أنّ "الفياغرا يعدّ أحد أكثر الأدوية التي تقلّد في العالم". ويشرح أنّ "الحبوب المقلّدة تحتوي على مكوّنات مجهولة المصدر، قد تؤدّي إلى مضاعفات خطيرة"، مشيراً إلى صعوبة التفريق بين الدواء المقلد والأصلي. لذلك، يكمن الحلّ في شرائها من الصيدليات وليس السوق السوداء أو غيرها".

تجدر الإشارة إلى أن "الفياغرا" هو مستحضر طبي أنتِج لعلاج حالات الضعف أو العجز الجنسي لدى الرجال. وهو الاسم التجاري لعقار "سيلدينافيل". بالإضافة إلى المصابين بأمراض القلب، قد يشكل هذا الدواء خطراً على الذين يعانون من الأنيميا المنجلية (فقر الدم المنجلي وهو مرض وراثي) وقرحة المعدة وسرطان الدم.

دلالات

المساهمون