أطفال وشبان تونسيون يحصدون نتائج عبقريتهم

أطفال وشبان تونسيون يحصدون نتائج عبقريتهم

26 يوليو 2016
الطالبة المتفوقة منى كرومة (العربي الجديد)
+ الخط -

أطفال وشبان يتفوقون في تونس ويحصدون المراتب والجوائز، وينبأون بمستقبل واعد وسط الأزمات التي تمر بها البلاد.

منى كرومة، فتاة تونسية من مدينة المهدية عاصمة الفاطميين، لم تتجاوز الخامسة عشرة، واجتازت امتحان البكالوريا في فرنسا هذا العام. شديدة الولع بالمعرفة، وتعي جيداً أن لديها قدرات فائقة على استيعاب المعلومات وهضمها، وتمتلك شغفاً فطرياً ومتنامياً للعلم، وتشكل حالة استثنائية بين زملائها وزميلاتها.

وبالرغم من أنها في السنة الثالثة ثانوي، شعبة الرياضات، في المعهد النموذجي بالمنستير، مسقط رأس الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، إلا أنها امتلكت القدرة والجرأة على حرق المراحل، والترشح بصفة فردية لاجتياز اختبار البكالوريا الفرنسية.

أما النتائج والمعدلات الباهرة التي نالتها وتفوقت بها على أقرانها الفرنسيين، جاء معدلها العام 18.44 من 20، بعد أن نالت العلامة الكاملة في مواد علوم الأرض والحياة، واللغة الإنجليزية، والرياضيات. كما حصلت على علامة 18 من 20 في مادة الفلسفة، و19 في اللغة العربية، و17 في الفيزياء والكيمياء.

تنوي الطالبة المتفوقة منى كرومة دراسة الطب خارج تونس، لكنها تعد بالاستقرار والعمل في تونس بعد تخرجها.



تفوق منى لم يظهر فجأة، بل سبق لها أن أثارت اهتمام أسرتها ومدرسيها، مع انخراطها في العمل مع الجمعية التونسية لمستقبل العلوم والتكنولوجيا. وأحرزت ذهبية مسابقة العلوم وهندسة الطاقة التي شاركت بها في تركيا خلال شهر أبريل/نيسان 2015، عن فكرتها "طريقة علمية لنقل الدم بدون أضرار جانبية ناجمة عن عدم تطابق فصيلة الدم". كما شاركت في مسابقة علمية مماثلة في الولايات المتحدة الأميركية، وأحرزت الميدالية الفضية عن الفكرة ذاتها.


أولمبياد العبقرية والحساب الذهني

أما الطفل التونسي هيثم الحاج خليفة، فصاحب موهبة تستوجب الوقوف عندها، خصوصاً بعد تقاسمه الميدالية البرونزية مع المتفوقة آية ثابت. وشارك الطفلان في "أولمبياد العبقرية الدولية" التي نظمتها مؤسسة "ترا" للعلوم والتربية في مدينة نيويورك بين 12 و17 يونيو/حزيران الماضي. وفاز هيثم بالجائزة عن فكرته لمصفاة للغازات المنبعثة من الفضلات الملقاة داخل حاويات الشوارع. واجتهد لتحويل الغاز الحيوي إلى مصدر للطاقة، إضافة إلى كون مشروعه يحمي البيئة من التلوث، ويوفر طاقة متجددة.

الطفل التونسي إلياس الخضراوي، البالغ من العمر 11 عاماً، تمكن رغم صغر سنه من الحصول على بطولة العالم في الحساب الذهني، التي تنظمها سنوياً وكالة التعليم الفرنسي، بمشاركة جميع المدارس الفرنسية في العالم. وواجه الخضراوي في هذا التحدي قرابة 75 ألف طالب من مثل عمره من جميع أنحاء العالم.

أما الشاب الذي ولد فاقداً للبصر، وتمكن من تحدي الظلام والتغلب على إعاقته بمساعدة والدته التي تفرغت لتربيته وتعليمه، ونظرا لشدة طموحه وجسارته، قرر اجتياز اختبار البكالوريا. وبدل اعتماده طريقة "برايل" التي توفرها وزارة التربية في تونس للمكفوفين، فضل أن يعتمد على صديقته التي رافقته إلى مركز الامتحان لكي تكون دليلاً له لمعرفة أسئلة الاختبار، وهو أسلوب معترف به على المستوى القومي ومعتمد من قبل الوزارة. وكانت النتيجة أن حقق هذا الشاب حلمه وحلم أسرته بتفوقه، وتمكن من النجاح بمعدل مشرف.

تبين هذه الوقائع المختلفة أنه رغم الأزمة التي تمر بها تونس بعد ثورتها بحكم الصعوبات التي أفرزتها مرحلة الانتقال الديمقراطي، فإن أطفالها وشبانها لا يزالون يكافحون. أنجزوا ثورة وها هم اليوم يصنعون المستقبل بتألق.



المساهمون