التوأم جود ولين... طفلتان تشكّلان الطين في غزة

التوأم جود ولين... طفلتان تشكّلان الطين في غزة

17 يوليو 2016
جود ولين أثناء عملهما (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
... وأخيراً، باحت الطفلتان التوأم جود و لين عابد (10 سنوات) من مدينة غزة بالسر لصديقاتهما، حول الألعاب والأشكال الفنية التي قامتا بصنعها يدوياً، بعد أن أخبراهن بالمادة اللينة التي استخدمتاها في التشكيل، لتصبح "الطينة الإسفنجية" أساس عملهما المميز.
وتجلس الطفلتان على طاولة مربعة في منتصف منزلهما في مدينة غزة، بعد أن تفرش كل منهما أدواتها البسيطة، والمكونة من علب بها المادة المستخدمة بألوان مختلفة، وبعض الأدوات البلاستيكية والقوالب المستخدمة في عملية تشكيل وتجهيز الأشكال الفنية.
تشجيع الأهل كان الحافز الأكبر لتنمية موهبة الطفلة جود، التي تلتها توأمها لين، كي تخرج من منطقة هواية للهو وتصبح هواية يمكن تحويلها إلى عمل حقيقي، ينتج أشكالاً فنية يمكن استثمارها واستغلالها في المعارض الفنية، وحدث ذلك فعلاً عندما شاركت الطفلتان في معرض للمنتجات الوطنية في الجامعة الإسلامية في شهر أبريل/ نيسان الماضي.
الأفلام والشخصيات الكارتونية والحيوانات هي بطلة الأشكال التي تصنعها الطفلتان، اللتان بدأتا تطوير تلك الهواية عبر متابعة موقع "يوتيوب" للتعرف أكثر على الأشكال الجديدة واللافتة، إلى جانب وضع لمسات خاصة على الأشكال الفنية، لتبدو وكأنها ألعاب صغيرة، صنعت باحتراف.
صاحبة الفكرة هي "جود" التي بدأت بالتجربة قبل عام تقريباً، عندما أهدتها صديقتها، زينة الآغا، داخل نادي الفروسية، طينة إسفنجية كانت تلهو بها، حيث بدأتا باللعب معاً، واتجهت بعدها الى تشكيل بعض المجسمات الصغيرة للورود والدببة والحيوانات، وتركها مدة يوم كي تجف، وتصبح مادة جامدة.
وتوضح جود لـ"العربي الجديد" أنها طلبت من والدتها توفير الطينة الاسفنجية كي تبدأ بصناعة ألعاب وأشكال خاصة بها ومن ابتكارها، وبدأت حينها بتشكيل الرسومات التي وضعت على علبة الكارتون المزينة بالأشكال والحيوانات، واتجهت بعد ذلك لمتابعة فيديوهات حول Magic Clay على موقع الفيديو الشهير "يوتيوب".
الهواية تحولت إلى عمل عند الطفلتين التوأم، إذ صنعتا عدداً من الميداليات وأغطية الأقلام والحيوانات والدبابيس والورود والأشكال الفنية التي تزين ثلاجات البيوت والدفاتر المدرسية، وعن ذلك تقول جود إن ما يشجعها على تطوير أدائها هو الثناء الذي حصلت عليه في المدرسة وبين صديقاتها، إلى جانب الثناء الكبير الذي حظت به هي وتوأمها خلال مشاركهتن في معرض المنتجات الوطنية.
أما شقيقتها لين، فتقول لـ"العربي الجديد" إنها تشجعت على مساندة توأمها عندما شاهدت الأشكال الفنية المميزة التي تنتجها بعد الانتهاء من الدراسة، خلال أوقات الفراغ، وكانت عبارة عن دببة، سلحفاة، حيوانات، فواكه، وأشكال فنية عديدة، مبينة أنها بدأت بصناعة وردة ودببة وشخصيات رسوم متحركة.
وتوضح أنها ساعدت شقيقتها قبل معرض المنتجات الوطنية من أجل إنتاج كمية من الأشكال التي تساعدهن في الظهور بشكل جيد، ولفت الأنظار، موضحة أن ذلك ما جرى فعلاً، حيث حظت أعمالهن بقبول الجمهور، وتمكَّن حينها من بيع مختلف الأشكال الموجودة، إلى جانب سماع عبارات الثناء والتشجيع.
أما عن رسالتها للأطفال الذين يملكون مواهب مختلفة، فتقول لين إن عليهم الاهتمام بهواياتهم وصقلها عبر الممارسة والتطوير، مع الاهتمام بعدم تأثير الهوايات على الدراسة، مشيرة إلى أنها حظيت بتشجيع من مديرة مدرستها عندما طلبت منها المشاركة في معرض داخل المدرسة.
وتقول والدتهما نسرين عابد لـ"العربي الجديد" إن إتقان ابنتيها للأشكال الفنية دفعها إلى تشجيعهما وتوفير الأدوات اللازمة لهما، على الرغم من عدم توفرها، وصعوبة الحصول عليها، داعية الأهالي إلى تعزيز هواية أبنائهم، لأن الهواية والموهبة يمكن أن تتحول في يوم من الأيام إلى مصدر رزق.

المساهمون