نقص المياه والغذاء للاجئين على الحدود الأردنية السورية

نقص المياه والغذاء للاجئين على الحدود الأردنية السورية

12 يوليو 2016
اللاجئون في الحدلات (خليل مزرعاوي- فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
يأمل اللاجئون السوريون في مخيمي الحدلات والركبان على الحدود الشمالية الشرقية للأردن مع سورية، عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل التفجير الإرهابي الذي استهدف نقطة عسكرية لقوات حرس الحدود الأردنية، وأدى إلى مقتل ثمانية أفراد من الجيش والقوات الأمنية الأردنية.


وأعقب القرار الذي وقع في 21 يونيو/تموز الماضي، وأعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عنه، سلسلة قرارات أردنية تضمنت إعلان الحدود الأردنية مع سورية منطقة عسكرية مغلقة، ومنع دخول منظمات الإغاثة الدولية التي تقدم المساعدات للاجئين في المخيمين، وهي القرارات التي جاءت استجابة للحالة الأمنية، لكنها في الوقت نفسه فاقمت من الحالة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون.


يقول الناشط السوري في المكتب الإعلامي لمجلس عشائر تدمر والبادية، علي التدمري: "بعد أن أمل اللاجئون بالسماح لهم بالدخول إلى الأردن، هم يطمحون اليوم إلى عودة الأمور إلى سابق عهدها قبل الهجوم الإرهابي من ناحية الانتظام في الحصول على المياه والغذاء والعناية الطبية".


ومنذ قرابة الأسبوعين سمحت السلطات الأردنية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" بتزويد المخيمين بالمياه، حسب ما أبلغت مصادر رسمية أردنية وأخرى إغاثية "العربي الجديد". في حين لا يزال المنع مفروضاً على وصول برنامج الغذاء العالمي المسؤول عن تقديم الأغذية، والصليب الأحمر الدولي الذي كان يقدم الخدمات العلاجية.


وتبلغ كمية المياه الواصلة يومياً لمخيمين 600 متر مكعب، في وقت بلغ عدد اللاجئين في المخيمين 107 آلاف لاجئ حسب آخر إحصائية أعلنت عقب الهجوم الإرهابي. ويخصص لمخيم الركبان الذي يزيد عدد قاطنيه على 70 ألف لاجئ 400 متر مكعب، ولمخيم الحدلات 200 متر مكعب.


ويؤكد الناشط التدمري المتواجد في مخيم الركبان خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" أن كمية المياه غير كافية، وأن اللاجئين بحاجة إلى كميات إضافية من المياه لتلبية احتياجاتهم، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة الصحراوية التي يتواجد فيها المخيمان.


ووسط توقعات مصادر عاملة في المنظمة الدولية بأن يصار إلى زيادة كميات المياه مستقبلاً، وإمكانية السماح للمنظمات المعنية بتقديم المساعدات الغذائية والطبية بالعودة إلى العمل في المخيمين، تتويجاً للحوارات المستمرة مع الحكومة الأردنية بهذا الخصوص، أكد مصدر رسمي أردني أن دخول المياه سيكون لفترة محدودة.


وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه "لا تزال الحدود منطقة عسكرية مغلقة (...) كميات المياه التي سُمح بدخولها خلال الفترة الماضية دخلت وفق اتفاق سابق مع المنظمات الدولية، وإنما لفترة محدودة".


وأعاد المصدر تأكيد موقف الأردن الداعي إلى تركيز المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين المتواجدين داخل البلاد أو أولئك المتواجدين على الساتر الترابي، وقال: "مشكلة اللاجئين مشكلة دولية وإلى الآن لم تعرض أي دولة استضافة اللاجئين على الساتر الترابي أو تقديم المساعدة لهم".


وبحسب الناشط التدمري فإن توفير اللاجئين لاحتياجاتهم من الغذاء يحصل من خلال سوق مجاور لمخيم الركبان تتوفر فيه القليل من المواد الأساسية. وأشار إلى أن غلاء الأسعار وضعف الوضع المادي يحرم غالبية اللاجئين القدرة على شراء السلع التي يجلبها تجار من الداخل السوري.


المساهمون