تزايد عمالة الأطفال في غزة بسبب البطالة

تزايد عمالة الأطفال في غزة بسبب البطالة

30 مارس 2016
لا تعليم ولا لعب لأطفال غزة (Getty)
+ الخط -

تزايد عدد الأطفال الذين دخلوا سوق العمل في قطاع غزة، فيكدح الصغار في مواقع البناء وغيرها لكسب قوت أسرهم، في ظل ارتفاع نسبة البطالة التي تصل إلى 43 في المائة.

وأعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً ويعملون في قطاع غزة، تضاعف في السنوات الخمس الأخيرة إلى 9700 طفل.

وأضاف أن 2900 من هؤلاء الأطفال تحت سن العمل القانونية وهو 15 عاماً. ويقدر خبراء اقتصاد في القطاع الساحلي الضيق الذي يعيش فيه 1.9 مليون فلسطيني، بأن العدد الحقيقي للعاملين تحت السن قد يكون الضعف.

استلاب الطفولة

وتخالف زيادة عمالة الأطفال في غزة الاتجاه السائد في العالم. وتقول منظمة العمل الدولية إن "عدد الأطفال الذين يعملون على مستوى العالم تراجع بمقدار الثلث منذ عام 2000، فانخفض من 246 مليوناً إلى 168 مليوناً"، وإن "خُمس هذا العدد في أفريقيا جنوب الصحراء".

وفي مرآب بوسط غزة، يعمل محمود يازجي، البالغ من العمر 16 عاماً، وطفل آخر يبلغ من العمر 12 عاماً، تسع ساعات يوميا. وقال محمود إنه يكسب ما يعادل 13 دولاراً في الأسبوع، أما الطفل الأصغر سناً فيحصل على نصف هذا المبلغ.

وأضاف "والدي يتقاضى 1000 شيكل (258 دولاراً) في الشهر، والراتب يختفي بعد أيام قليلة، وبصعوبة نكمل باقي أيام الشهر".

أما هيثم خزيق (16 عاماً)، فترك المدرسة قبل ستة أشهر لبيع التفاح المحلى بالسكر لزوار ميناء جرى تطويره أخيراً في غزة، وأصبح منطقة رئيسية للتنزه. ويعمل هيثم نصف يوم لمدة سبعة أيام في الأسبوع، ويقول إنه يكسب 20 شيكلا (خمسة دولارات) في المجمل.

وأضاف "نحن خمسة ذكور وثماني إناث، وأنا الولد الكبير، وعليّ أن أعمل، خصوصاً أن والدي عاطل عن العمل، ما أجنيه من مال غير كاف، لكنه أفضل من لا شيء، وبالتأكيد أفضل من التسول".

وتفاقمت المصاعب الاقتصادية في القطاع، بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل عليه عام 2014، والقيود التي تفرضها إسرائيل ومصر على الحدود، وتدمير أنفاق التهريب عبر الحدود مع مصر.

الاعتماد على المساعدات

وتقدر الأمم المتحدة أن 80 في المائة من سكان غزة يعتمدون على المساعدات، في حين ارتفعت نسبة البطالة بعدما كانت 35 في المائة قبل خمس سنوات.

وقال محمد (10 سنوات) الذي يبيع رقائق البطاطس في الشارع، وبدأ العمل بعدما فقد والده، عامل البناء، وظيفته "بعض الناس عايشين زي الملوك، أما احنا يادوب ما لاقيين شي نأكله".

وتتضح الفجوة على شاطئ غزة، حيث يدفع الباعة الأطفال عربات الشاي والقهوة والوجبات الخفيفة، بينما يسجل أطفال آخرون ذكريات أسرهم على الهواتف المحمولة باهظة الثمن.

وتدير جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي التي تمولها هولندا مشروعاً منذ ثلاث سنوات، يهدف إلى إقناع الأسر في غزة بأهمية إعادة أبنائها إلى المدارس. وقال نعيم الغلبان، رئيس مجلس إدارة الجمعية "نحن قلقون، ولدينا شعور بأن حقوق الطفل تداس".

ويزور ممثلو الجمعية منازل الأطفال العاملين الذين يلتقون بهم في الشارع، ويدعون الأسر إلى حضور جلسات إرشاد في مقر الجمعية. كما يصطحبون الأطفال في زيارات لكليات غزة، كي يروا المستقبل الذي ربما ينتظرهم إذا عادوا للمدرسة.

وقال الغلبان: "نحو 50 طفلاً عاملاً على الأقل عادوا إلى الدراسة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، نتيجة جهود الجمعية"، مضيفاً "نجحنا في إقناع بعض العائلات بأن تعليم أبنائهم أفضل من بعض المال الزهيد الذي يجنونه". 

المساهمون