الأمم المتحدة تحذر من زيادة الهدم الإسرائيلي لبيوت الفلسطينيين

الأمم المتحدة تحذر من زيادة الهدم الإسرائيلي لبيوت الفلسطينيين

29 مارس 2016
القوات الإسرائيلية دمرت نحو 400 منزل (Getty)
+ الخط -

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية مدرسة، في مطلع مارس/آذار الجاري، بقرية بدوية في شمالي الضفة الغربية المطلة على وادي الأردن، الأمر الذي أدى إلى حرمان التلاميذ من التعليم.

بدوره قام الاتحاد الأوروبي ببناء فصول دراسية مؤقتة وبنايات أخرى سابقة التجهيز؛ لمساعدة نحو 40 أُسرة بعضها يعيش في كهوف دون كهرباء أو ماء بمنطقة ج (سي) في الضفة ؛ وهي المنطقة الخاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة.

وقالت منظمة بتسليم الأهلية الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان، إنه بعد أسبوعين وصل الجيش الإسرائيلي لعملية هدم ثالثة شملت 17 منزلاً و21 حظيرة ماشية ودواجن ومباني أخرى.

وقال واصف حنني (61 عاماً)، إن سرعة الإسرائيليين في الهدم فاقت سرعة الأوروبيين في البناء.

وأضاف حنني وهو أب لأربعة أبناء؛ وعاش طوال عمره في خربة طانا "في 9 (فبراير/ شباط) هدموا بيتنا، ثم عادوا ليهدموا لست عائلات وبعدها بأسبوعين قاموا بالهدم مرة أخرى.

ولم يكتفوا بهذا بل شمل هدمهم 12 مدرسة، ويستندون إلى حكم محكمة في ذلك.

وقال الجيش، إن القرية التي تبعد نحو كيلومترين داخل المنطقة (ج) قريبة من منطقة إطلاق نار عسكرية. وأوضح دبلوماسيون وجماعات حقوقية، أن هذا هو المبرر الشائع الذي تقدمه وزارة الدفاع الإسرائيلي لتنفيذ عمليات هدم وإجبار الفلسطينيين على النزوح من المنطقة.

"روبرت بيبر" مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، قال: إن إعلان المنطقة منطقة إطلاق نار ليس ذريعة (للهدم) وأضاف "شهدت هذه القرية ثلاث مراحل من الهدم منذ بداية العام الحالي. ونحن مازلنا في نهاية مارس/آذار وشهدنا ثلاث جولات من زيارات الجرافات للمنطقة.

ومنذ السبعينيات أغلقت عدد من الأراضي لأهداف عسكرية، حسب الأمم المتحدة التي أكدت أن أسباب معاناة الأهالي نتيجة عمليات الهدم أن الأسر لديها مقتنيات تشمل في بعض الأحيان سياراتهم الخاصة، وأن هذه المقتنيات تصادر. كما دمرت المساعدات المخصصة لهم في وسط الشتاء.
وفي حالات مماثلة تقول إسرائيل إن هذه القرى غير مُستقرة، وإن البدو يشغلون أراضي غير مستغلة ويعيشون مؤقتاً في الكهوف.

وفي خربة طانا تمتد القرية عبر سفوح العديد من التلال الوعرة، وبعض الكهوف سكنتها الأسر لأجيال، وأحد السكان ولد في ثلاثينيات القرن الماضي. كما يوجد مسجد بُني في الحقبة العثمانية ولا يزال قائماً في وسط القرية. وما يقلق مسؤولي الإغاثة الإنسانية أن خربة طانا ليست حالة فردية.

ومنذ بداية العام، هدمت القوات الإسرائيلية أو دمرت نحو 400 منزل ومبنى آخر في الضفة الغربية؛ أي ما يزيد على حجم عمليات الهدم لعام 2015 بأكمله. ولا يقتصر الأمر على تشريد الأطفال وحرمانهم من المدرسة، لكنه يعني، أيضاً، فقد مصدر الدخل للقرى المتضررة التي تعمل في الزراعة. وفي بعض الحالات هناك انتقادات حادة توجه للمساعدات الأجنبية.

وقام الاتحاد الأوروبي وغيره من جهات الإغاثة بإعادة بناء العديد من المباني المهدمة. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن معدل الهدم الحالي من ضمن أعلى معدلات الهدم، منذ عام 2009 والسؤال المطروح "لماذا الآن؟".

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه ينفذ حكماً قضائياً يتعلق بالبناء بدون تصريح في المنطقة ج. ويرى دبلوماسيون اتجاهاً مقلقاً طويل المدى.

وعلى التلال الوعرة حول خربة طانا توجد بؤر استيطانية إسرائيلية وبنايات سابقة التجهيز يقطنها مستوطنون إسرائيليون. وحتى الحكومة الإسرائيلية نفسها لا تعتبر هذه البؤر شرعية.

ويوجد نحو 100 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية، قالت إسرائيل، إنها ستزيلها في أي اتفاق مع الفلسطينيين بشأن اتفاق الدولتين. وفي ظل غياب المفاوضات تتنامى هذه البؤر وتصبح أكثر قوة واتساعاً. وفي السابق كان بعضها متصلاً بكتل استيطانية مقامة بتصريح من إسرائيل

وعرض مسؤول في الأمم المتحدة خريطة للمنطقة حول خربة طانا وبها البؤر الاستيطانية غير الشرعية باللون القرمزي. وتبدو بوضوح منتشرة في المنطقة بأكملها بوتيرة متزايدة الاتساع ببطء نحو وادي الأردن.


اقرأ أيضاً: الاحتلال لا يستثني المقابر الفلسطينية من إخطارات الهدم