السعوديون يرغبون في الزواج وأسباب كثيرة تحول دونه

السعوديون يرغبون في الزواج وأسباب كثيرة تحول دونه

29 مارس 2016
وصل متوسط المهور إلى 16 ألف دولار (Getty)
+ الخط -
يتّفق التحذير الذي يطلقه أهل اختصاص ومأذونو عقد قران سعوديون حول سلبيات تأخّر الزواج، مع دراسة أعدتها جمعية "أكثرهن بركة" التي تحث على الزواج، على أن 64% من الشباب السعوديين يرغبون في الزواج لكنهم لا يستطيعون وأن 35% من الشباب تأخروا عن الزواج بسبب ارتفاع التكاليف. والدراسة التي شارك فيها 2881 شاباً وشابة وولي أمر، هدفت إلى التعرف على مشكلة ارتفاع تكاليف الزواج والتعرف على الأسباب المتعلقة بارتفاع تكاليفه ووضع مقترحات تساهم في حل المشكلة. وقد بينت أن ثمة ارتباطاً قوياً بين ارتفاع تكاليف الزواج وتأخر الشباب عن الزواج من وجهة نظر الشباب وحتى العزوف عنه، بعدما أكد 64% من العينة على أنهم يرغبون في الزواج لكنهم لا يستطيعون توفير تكاليفه العالية، فيما رأى 92% من أولياء الأمور أن تكاليف الزواج مرتفعة على الشباب.

انطلاقاً من هذه الدراسة، يؤكد مأذون عقد القران ومدير موقع "ليلتي" الإلكتروني الشيخ أحمد الرويشد، على أن الأسباب المادية هي الأساس في تأخر سن الزواج حالياً. يقول لـ "العربي الجديد" إن "الشباب الذي يقصدونني بأكثرهم، يؤكدون على أنهم يرغبون في الزواج، لكن الأعباء المالية الصعبة تحول دون ذلك". ويسأل: "كيف يتزوج شاب في الخامسة والعشرين من عمره وهو لا يتقاضى أكثر من 4500 ريال سعودي (1200 دولار أميركي) شهرياً؟ توفير شقة صغيرة يستهلك نصف هذا الراتب، فكيف يعيل أسرة وينجب الأطفال؟". ويحذّر: "نحن أمام خطر حقيقي يهدد المجتمع. الشباب بأكثرهم غير قادرين على الزواج، على الرغم من رغبتهم فيه، بالتالي لا بدّ من إيجاد حلول لذلك". يضيف: "والصحيح هو أن التأخر ليس بسبب تكاليف الزواج فقط، إذ هي تُدفع لمرة واحدة. المشكلة الحقيقية هي في توفير نفقات الأسرة في ظل ارتفاع الأسعار والإيجارات وتواضع رواتب الموظفين الجدد. لذا نجد أن أكثر 92% من الذين عقدت قرانهم هم فوق 35 عاماً، لأنهم وصلوا إلى مستوى مادي يؤهلهم فتح بيت مستقل. الشابات بأكثرهنّ يرفضن العيش مع الأسرة وهذا حق من حقوقهن، وهو ما يضاعف المشكلة".

اقرأ أيضاً: جمعيات سعوديّة تعالج تأخّر الزواج

في السياق نفسه، يربط عدد كبير من الشباب وأولياء الأمور ومتخصصين تأخر السعوديين إلى ما بعد الثلاثين، إلى أسباب اقتصادية بالدرجة الأولى وإلى تغيّر نمط الحياة الاجتماعية مقارنة بما كانت عليه سابقاً. تفكير الشباب لم يعد كالسابق.
متعب الشمري مثلاً، في الثلاثين من عمره ولم يتزوج بعد. يقول إن "المشكلة تعود بالدرجة الأولى إلى غلاء المهور التي وصلت في المتوسط إلى 60 ألف ريال (16 ألف دولار)، بالإضافة إلى نفقات أخرى بمبلغ مماثل". ويؤكد: "لكي تتزوج، عليك أن توفر ما لا يقل عن 150 ألف ريال (40 ألف دولار)، وهو مبلغ يستحيل على من لا يملك وظيفة أو عائلة مقتدرة مادياً. هذا هو المبلغ الأدنى. حتى لو أخذنا قرضاً من الجمعيات الخيرية، كيف نسدده ومتوسط رواتب الشباب لا يتجاوز أربعة آلاف ريال (نحو 1070 دولاراً)؟ سوف تكون الحياة صعبة".

بحسب إحصاءات رسمية صادرة عن وزارة التخطيط، يصل عدد الشابات السعوديات اللواتي لم يتزوجن بعد إلى 1.4 مليون شابة، فيما يقدّر عدد الشباب في الوضع نفسه بنحو 600 ألف شاب. إلى جانب الشقّ المادي الذي يعدّ السبب الرئيسي من دون أن يكون الوحيد، تبيّن دراسة أعدها الوقف العلمي في جامعة الملك عبدالعزيز أن ثمّة أكثر من سبب وراء تأخر زواج السعوديين من الجنسين، ومنها تراجع معايير الأهل في الاختيار.

إلى جانب الأسباب المادية، تأتي أيضاً العنصرية القبلية من الأسباب البارزة بحسب الوقف العلمي، مع إيلاء الحسب والنسب اعتباراً كبيراً، وكذلك المبالغة في البحث عن مواصفات معينة. يُذكر أيضاً من بين الأسباب، التأثر بالتجارب الفاشلة والسلبية في المجتمع، وتكريس الإعلام لمفاهيم خاطئة عن الزواج. ويؤكد الرئيس التنفيذي للوقف العلمي الدكتور عصام كوثر على أن "نشر هذه الأسباب هو محاولة لتسليط الضوء على المشكلة التي باتت تؤرق المجتمع. نحن نهدف إلى حل هذه المشكلة، إذ هي تؤثر بشكل كبير على المجتمع". يضيف: "عندما بدأنا في البحث عن أسباب تأخر الزواج عند السعوديين وجدنا أن ثمّة 45 مفهوماً مغلوطاً عن فكرة الزواج، لكن الأسباب التي أجمع عليها كثيرون كانت ستة رئيسية (آنفاً). لكن ثمّة أسباباً أخرى مثل التفكير في المستقبل الوظيفي في إطار الزواج، وضعف العلاقات الاجتماعية، وإخفاء بعض المشكلات الجسدية والنفسية عن الطرف الآخر، والغيرة من تميّز الطرف الآخر، والخوف من الالتزام بالمسؤوليات، وكلها أمور تحتاج إلى إيجاد حلول لها".

اقرأ أيضاً: الأجهزة الذكية متهمة بزيادة نسب الطلاق في السعودية

المساهمون