جمعيات سعوديّة تعالج تأخّر الزواج

جمعيات سعوديّة تعالج تأخّر الزواج

15 ابريل 2015
60 % من حالات الطلاق هي بالسنة الأولى(فرانس برس)
+ الخط -
تسعى السعودية إلى تفعيل خدمة تيسير الزواج عبر وزارة الشؤون الاجتماعيّة وما يُدرج في إطارها من جمعيات زواج ومراكز تنمية أسريّة، وذلك في محاولة لسدّ ثغرة اجتماعيّة نتيجة تأخر سنّ الزواج.

وقد بدأت بالفعل جمعيات الزواج تفرض نفسها وتثبت أهميّة دورها الاجتماعي في مكافحة مشكلة تأخر الزواج لدى الشباب من الجنسَين، وقد استفاد من خدماتها شباب كثر عثر كل واحد منهم على شريك حياته المناسب. ولا يقتصر دور بعض هذه الجمعيات على "توفيق رأسين بالحلال"، وإنما يمتدّ لتيسير تكاليف هذا الزواج، عبر إقامة حفلات زواج جماعيّة أو تقديم معونات نقديّة وعينيّة أو هدايا للعريسَين، بالإضافة إلى الدور الإرشادي والتثقيفي.

وتعزو "جمعيّة الزواج" في جدّة، التي نجحت حتى الآن في تزويج 58 ألفاً و880 ألف شخص، أحد أسباب أدائها هذا الدور، إلى عدم وجود مَن يقدّم هذه الخدمة بمصداقيّة ومهنيّة. إلى ذلك، نجحت في إغلاق الباب أمام العابثين بتقديم هذه الخدمة. وتقدّم الجمعيّة عدداً من البرامج، منها برنامج التأهيل ما قبل الزواج، والذي يتضمّن توعية وتثقيفاً حول فنون إدارة الحياة الزوجيّة وكيفيّة مواجهة المشكلات وحلّها. وهي تؤمّن أيضاً برنامج مستلزمات العروس الذي يُعنى بتوفير ما تحتاجه العروس من تجميل وأثواب خاصة بالزفاف والاحتفالات المرافقة.

وباتت هذه الجمعيات تلقى تقبّلاً جيداً في أوساط بعض الشباب، نظراً لتذليلها عقبات كثيرة. فهي تستقبل الطلبات، وبعد مراجعتها، تحدّد مستحقيها الذين تنطبق عليهم الشروط. وعلى سبيل المثال، نظمت الجمعيّة الخيريّة لتيسير الزواج ورعاية الأسرة في الأحساء 12 زواجاً جماعياً استفاد منها ألفاً و784 شاباً وشابة، وأطلقت برامج تثقيفيّة عديدة خاصة بالعرسان الجدد في سنتهم الأولى التي تُعدّ الفترة الأخطر، ومنها "زواج بلا سموم" و"زواج ناجح".

ويوضح مسؤول الجمعيّة، إبراهيم الجندان، أنها تعمل على تذليل العقبات الماديّة التي تقف عائقاً أمام بعض الشباب عند إقبالهم على الزواج، مثل غلاء المهور وتكاليف حفلات الزفاف، بالإضافة إلى تقديم الدعم المعنوي عبر برنامج تأهيلي تمهيداً لدخول الحياة الزوجيّة.

من جهته، يشير رئيس مجلس إدارة الجمعيّة، الشيخ ناصر النعيم، إلى أن الجمعيّة ستقيم أكبر حفل زفاف جماعي في المنطقة الشرقيّة هذا العام، يستفيد منه 400 شاب وشابة "لتزفّهم إلى السعادة الزوجيّة". ويشرح أن مشروع "مهرجان الزواج الجماعي يهدف إلى الحدّ من انتشار ظاهرة العنوسة والعزوف عن الزواج".

أما المتحدث الإعلامي باسم الجمعيّة، إبراهيم الحسين، فيوضح أن "الجمعيّة قدّمت منذ تأسيسها 20 مليون ريال سعودي، استفاد منها سبعة آلاف و456 شاباً وشابة، فيما تجاوزت مبالغ المساعدات العينيّة 828 ألف ريال. وفي خلال العام الماضي، قدّمنا مساعدات نقديّة قدرها 2.7 مليون ريال لألف و483 شاباً".

مشعل الصفي، هو المشرف على وحدة التوفيق بين الزوجَين الراغبَين في الزواج، يخبر أن الجمعيّة افتتحت وحدة لمساعدة الباحثين عن الطرف الآخر لمعالجة مشكلة تأخر الشابات في الزواج، من خلال البحث عن أزواج أكفاء والتوفيق بين طالبي الزواج من الجنسَين وفق آلية دقيقة تقوم على الخصوصيّة التامة. ويأتي ذلك من خلال عمل مؤسسي يسهم في عمليّة التيسير.

ويوضح الصفي أن الوحدة تقدّم خدماتها من خلال برنامج مدروس يستطيع المتقدم أو المتقدمة التعامل معه بسهولة وسريّة، ويحدّدان عبره المواصفات التي يرغبان في توفرها في الطرف الآخر. وبعدما يدخل المتقدّم معلوماته، يقوم البرنامج بتحويل الملف إلى قسم التحرّي للتأكد من البيانات من خلال أعضاء متعاونين مع الوحدة.

إلى ذلك، يشرح مدير عام الجمعيّة، عادل بن سعد الخوفي، أن البرامج تأتي على خلفيّة "إدراك الجمعيّة خطورة السنة الأولى من الزواج وأهميتها البالغة وتأثيرها الكبير على ما سوف يليها. فما يزرعه الزوجان في خلال السنة الأولى، هو ما سيحصدانه في سنواتهما المقبلة". من هنا، كان برنامج "زواج ناجح" الذي يستهدف العرسان الجدد.

ويشير هنا إلى أن الإحصائيات تبيّن أن 60 في المئة من حالات الطلاق تكون في السنة الأولى. لكن من الممكن تجاوزها عن طريق البرامج التثقيفيّة لبناء أسرة سعيدة وتخطي العقبات. فأهمّ أهداف الجمعيّة هو خدمة الأسرة التي تُعدّ أساس المجتمع.

المساهمون