الأردن متأخرا في مؤشر السعادة.. هذه الحقيقة

الأردن متأخرا في مؤشر السعادة.. هذه الحقيقة

18 مارس 2016
مشاكل جمة جعلت منهم غير سعداء (فرانس برس)
+ الخط -
ليس مفاجئاً لأحد، أن يحتل الأردن مركزاً متأخراً في المؤشر العالمي للسعادة، فمشكلات البلد تبدأ ولا تنتهي، بينما لا يتجاوز تعامل حكوماته المتعاقبة معها مستوى "الحناجر" والخطابات والتصريحات الإعلامية.


وأدرج الأردن، في المرتبة الثمانين في مؤشر السعادة العالمي من بين 157 دولة شملها تقرير صادر عن شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة لعام 2016.

"العنف الذي يضرب المجتمع، والسلم الأهلي، والفقر، والبطالة، وتضخم الأسعار، والغلاء الفاحش، وتراجع الصحة، والتعليم، كلها أمور جعلت من الأردنيين تعساء"، كما يقول غازي إبراهيم.

ويرى إبراهيم، أن "الحكومات الأردنية لم تقدم أي حلول لهذه المشاكل الآخذة بالتزايد، باستثناء تصريحات ووعود يبقى تنفيذها حبراً على ورق، من الأفضل قياس مدى تعاسة الأردنيين. لا السعادة".

ويضيف، "واضح غياب الجدية في حل المشاكل، أو وضع حد للفساد الذي كان سبباً في تزايدها، بدلاً من مسارعة الحكومة إلى سجن من يعارضها ولو بـ(تدوينة) على مواقع التواصل".

ويضرب الأردنيون المثل بتقاعس حكوماتهم، باستهلال أحد الوزراء خلال رعايته لإحدى المناسبات الحكومية حديثه "بالمعجزة التنموية في المملكة"، قبل أن ينبهه الجمهور إلى أن مضمون الحفل مختلف عن الموضوع الذي تطرق إليه، ليقوم الوزير بإلقاء اللوم على العاملين معه.

ويقول محللون، إن فترة الستينيات من القرن الماضي كانت الأفضل في الأردن، بسبب وجود "رجال دولة حقيقيين"، أما اليوم فثلث شباب المملكة يرغب بالهجرة، والبقية تعاني في صمت.

ويرى الأربعيني، ماهر حسن، في الهجرة حلاً لجميع المشاكل، ويقول إن المواطن الأردني يعيش في تعاسة بالغة، "محروم من أبسط المتطلبات مثل النقل العام، والتعليم، والصحة، والعمل، وإن توفرت فهي بالغة السوء، ولا تحترم آدميته".

ويضيف حسن، أن الحكومات الأردنية المتعاقبة "شاطرة" بتبنيها لخطابين؛ الأول للمواطن الغارق في الفقر والقلق والديون والهموم، تقول له "شد الحزام. معاناة الحكومة لا تقل عن معاناتك"، وخطاب للعالم الخارجي بأنها "صدر حنون يتسع للجميع".

ويقول، "في السابق كانت الأولوية للأردنيين تتمثل بتوفير فرص عمل أفضل، يليها تحسين التعليم، ومن ثم نزاهة الحكومة، وتوفير رعاية صحية أفضل، أما اليوم فالمواطن يطالب بتوفيرها مهما كان شكلها وأياً كانت جودتها".

يسكن ماهر في محافظة الزرقاء ثالث مدن الأردن من حيث عدد السكان، والتي وصفتها برقيات دبلوماسية أميركية سربها موقع " ويكيليكس" قبل ثلاثة أعوام بأنها "رمز لاضمحلال المناطق الحضرية والتدهور البيئي، ما جعل خطط سكانها تتمحور حول مغادرة المدينة بأسرع وقت ممكن فور توفر المال الكافي للقيام بذلك".

لكن الوضع لا يختلف في باقي مدن الأردن، إذ لا زالت التنمية تراوح مكانها بالرغم من مرور عشرات السنوات، رافعة بشكل كبير نسب الفقر والبطالة.

وكان مسح "أجندة التنمية 2015" قد أظهر أن الشباب الأردني "يعاني من نسبة بطالة عالية حالياً، حيث تظهر البيانات أنّ معدل البطالة بلغ 30.1 في المائة بين الفئة من 20 إلى 24 عاماً، وللخريجات 68 في المائة"، ما يساهم في إثارة القلق المتزايد بين الخريجين الشباب الذين يحاولون دخول سوق العمل، حيث أظهر أن نحو 600 ألف شاب أردني يعملون في الخارج، وأنّ نسبة الذين يرغبون بالهجرة للخارج بشكل دائم تصل إلى 34 في المائة.

وتساءلت هبة عبدالجليل، وهي طالبة جامعية، "إذا كانت كل خطط ومشاريع وبرامج دعم المرأة وتمكينها عاجزة عن توفير مقعد لفتاة جامعية في حافلة لإكمال دراستها، إذاً ما جدوى تلك الخطط والمشاريع والبرامج. وأي مشاركة ودور للمرأة وهي تضيع وقتها وجهدها من أجل مقعد في حافلة".

ويقول خالد فوزي، إن فشل خطط ومشاريع التنمية في الأردن، يعود إلى "عدم ملامستها الواقع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، إضافة إلى غياب الإنسان بالأساس عن أهدافها"؛ لذا ليس غريباً أن تأتي الأردن في مراكز متأخرة بكل المجالات.



اقرأ أيضاً: الأردنيون يئنون تحت وطأة الأسعار