احتفالات رأس السنة تستنفر الأمن المغربي

احتفالات رأس السنة تستنفر الأمن المغربي

27 ديسمبر 2016
التأمين الأمني لضمان سلامة المواطنين والسياح (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلنت الأجهزة الأمنية المختلفة بالمغرب أقصى درجات استنفار فرقها وعناصرها، خلال الأيام الجارية، استعدادا لاحتفالات "رأس السنة الميلادية" بالمغرب، والتي توافق هذا العام ليلة السبت ـ الأحد المقبل، إذ اعتاد آلاف المغاربة على الاحتفال بهذه المناسبة في الشوارع والبيوت.

وخصّصت المصالح الأمنية المغربية لهذه المناسبة زهاء 7 فرق جهوية خاصة بمحاربة الإرهاب، وتحديدا في مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش وأكادير وطنجة وفاس ووجدة، إذ إن من مهامها مراقبة الحركة في الشوارع، وحراسة المنشآت الحساسة من أي خطر إرهابي محتمل.

وتأخذ مديرية الأمن وأجهزة الاستخبارات المغربية بعين الاعتبار السياق الإقليمي المضطرب من الناحية الأمنية، خاصة بعد توالي عمليات دموية طاولت مؤخرا كلاً من أنقرة التركية، بعد اغتيال السفير الروسي هناك، وحادثة دهس حشد بشري في برلين الألمانية، ومهاجمة مركز إسلامي في زيوريخ.

وبالنظر إلى التهديدات التي أطلقها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، يطالب فيها أنصاره والمتعاطفين معه بالتحول إلى "ذئاب منفردة" من أجل إغراق الأوروبيين في الدماء بمناسبة احتفالات "أعياد الميلاد" ورأس السنة الجديدة أيضاً، فإن مصالح الأمن المغربية رفعت تأهبها بشكل لافت في شوارع المملكة وحول منشآتها الحيوية.



وفي هذا الصدد، نشرت المديرية العامة للأمن الوطني أكثر من خمسين ألف شرطي في شوارع المدن الكبرى للبلاد، ووضعت لهذا الغرض أكثر من 1200 سيارة أمنية مجهزة، من أجل رصد وتعقب المجرمين والمنحرفين، والذين يتواجدون بكثرة في مثل هذه المناسبة، وأيضاً لتوقيف أشخاص فارين من العدالة.

ويعلق الدامون القسطالي، خبير أمني، في تصريحات لـ"العربي الجديد" على حالة الاستنفار الأمني بالبلاد بمناسبة احتفالات رأس السنة، بالقول إنه أمر محمود وإيجابي، لأن تواجد الفرق الأمنية في كل مكان يعطي الشعور بالأمن لدى المواطن، كما يردع أي شخص كان يخطط لإثارة الفوضى أو القلاقل الأمنية.

ويضيف المتحدث ذاته بأن التدابير الأمنية التي تبدو ظاهرة في الشوارع، وأيضاً في المعابر الحدودية للمملكة، وفي المدن السياحية خصوصاً، باعتبار أنها تشهد توافد آلاف السياح في هذه المناسبة من كل عام، ونشر فرق التدخل السريع، كلها مظاهر تزيد من ثقة المغاربة والسياح الأجانب في البلد، ومقدرته على مواجهة تحديات الجريمة والإرهاب.

ويوجد أفراد الأمن بمختلف تلاوينهم وانتماءاتهم، سواء الدرك الملكي أو القوات المساعدة، في عدة نقط حساسة بمدن البلاد، من أجل تأمين محيط الفنادق المصنفة، والساحات العمومية، وفضاءات الاصطياف، وأماكن الترفيه، كما يقيم الأمن حواجز للمراقبة على مداخل المدن.

وفيما يؤكد الكثيرون على أهمية هذه التدابير الأمنية لإشعار المواطنين والسياح بالأمن والطمأنينة، يرى بعضهم أن هذا الزخم الأمني داخل شوارع مدن المملكة مبالغ فيه إلى حد ما، كما يحد من حرية وعفوية الناس في الاستمتاع والتجول بحرية في احتفالات رأس السنة، ويثير المخاوف لديهم عوض أن يزرع الأمان داخلهم.