7 أطفال ينتظرون عودة والدتهم

7 أطفال ينتظرون عودة والدتهم

23 يناير 2016
ينتظرون عودة نسرين (محمد الحجار)
+ الخط -

لم يرأف الاحتلال الإسرائيلي بحال نسرين حسن وأطفالها السبعة. حرمهم من رؤية والدتهم، حتى أحمد، الذي لم يكن يتجاوز الثمانية أشهر حين اعتقلت، لتتحول أميرة (11 عاماً) إلى أم لأشقائها. تستيقظ معهم باكراً لتساعدهم على ارتداء ملابسهم، وتذهب إلى المدرسة، قبل أن تعود لترعاهم مجدداً.

تركت نسرين أطفالها السبعة، وهم فراس (13 عاماً)، وفارس (12 عاماً)، وأميرة (11 عاماً)، وملك (9 أعوام)، وداليا (6 أعوام)، ونادين (3 أعوام)، وأحمد (11 شهراً)، بالإضافة إلى زوجها محمد أبو كميل (40 عاماً). تنحدر نسرين من حيفا، علماً أن حسن هي إحدى العائلات التي رفضت مغادرة أراضي الـ 48. وقد اعتادت نسرين زيارة أهلها في حيفا على مدى 15 عاماً. لكن هذه المرة ذهبت ولم تعد.

بدأ الأمر في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما هاتفها شخص يدعى جهاد، ليخبرها بأن عليها التوجه إلى معبر بيت حانون في الثامن عشر من الشهر نفسه من دون أن يخبرها عن السبب. وبعد أسبوع، عاود الاتصال بها ليذكرها بالموعد الذي يتضمن مقابلة مع مندوب من وزارة الداخلية الإسرائيلية، طالباً منها إحضار شهادات ميلاد أولادها وزوجها.
قبل يوم من الموعد، اتصل بها مجدداً ليؤكد الحضور عند التاسعة والنصف صباحاً. وبالفعل، توجهت إلى المعبر، وطمأنت زوجها بوصولها، قبل أن ينقطع الاتصال به. بعدها، تلقى اتصالاً من ضابط في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية، أخبره أن زوجته "معتقلة على ذمة التحقيق"، من دون أن يجيب عن استفسارات الزوج. بعدها، عاود الاتصال به، وأخبره عن إصابتها بورم حميد في الغدة الدرقية. واتصل به مجدداً، طالباً من الأب إعطاء الهاتف لفراس ليتحدث مع أمه بناءً على طلبها، وقد أوصته بالانتباه على أشقائه.
 
يتواصل الزوج مع محامي زوجته عبد أبو عامر وهو من الرملة، وكان يفترض أن يكون موعد محاكمتها الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكنه أرجئ لعدم اكتمال أوراق الملف. حُدّد 12 يناير/كانون الثاني الجاري موعداً جديداً، لكنه تأجّل أيضاً. واليوم، ينتظر الزوج بداية شهر فبراير/شباط المقبل.

نقلت نسرين من سجن هشارون إلى سجن الديمون في حيفا. ومنذ ذلك الوقت، لم تتواصل مع أسرتها. وصارت العائلة تطمئن عليها من خلال عائلات الأسرى الذين يزورون معتقليهم بشكل دوري. يقول حازم، وهو أحد هؤلاء، لـ "العربي الجديد"، إن نسرين كانت في كل اتصالاتها التي انقطعت منذ نحو شهر، تسأل عن أحمد الصغير، لأنها تركته وهو رضيع.

من جهة أخرى، وجهت إسرائيل إلى نسرين تهماً كثيرة، مثل "تصوير مواقع استراتيجية في الأراضي المحتلة، على غرار القطار وميناء حيفا ومركز الشرطة فيها ووزارة الداخلية". يقول زوجها إن ابنتها كانت معها خلال التقاط الصور عند القطار، وأرادت أن تريها لبقية أطفالها حين تعود إليهم، بالإضافة إلى كونها منطقة سياحية.
يضيف أنه صعق خلال قراءته لوائح الاتهام (عشر صفحات) باللغة العبرية، علماً أنه يتقن اللغة بسبب عمله داخل الأراضي المحتلة مدة عشر سنوات. هي متهمة بـ"تنظيم مجموعات من العرب داخل أراضي 48، ودفعهم للقيام بعمليات إجرامية في مقابل حصولهم على مبلغ من المال". يضيف الزوج: "لا نملك المال. ننام جميعاً على سرير واحد وبعض الفرش"، متسائلاً: "كيف يمكن لزوجتي تنظيم جماعات بمال لا نملكه؟".

برأيه، فإن السبب الرئيسي الذي دفع الاحتلال إلى اعتقال زوجته هو رفض السماح لها التوجه إلى حيفا، علماً أن هذا من حقها. يضيف أن إسرائيل تسعى إلى منع دخول جميع أفراد الأسرة، ضمن سياسة منع الغزيين من الدخول للأراضي المحتلة عام 1948.

في هذا الإطار، تعتني أميرة بأشقائها طوال اليوم. في الصباح، تصطحب شقيقتيها ملك وداليا إلى مدرستيهما، وتتابع طريقها إلى مدرستها. ولا تنسى إعداد الحليب الصناعي لأحمد لتعويضه فقدانه حليب أمه. تتمنى الفتاة عودة الوالدة إلى المنزل، حتى لو كان الثمن عدم زيارة منزل جدها. تقول لـ "العربي الجديد" إن أشقاءها يبكون كثيراً بسبب غياب الأم "وعلى الرغم من كل محاولاتي وأبي لاحتضانهم، لكنهم يسألون عنها دائماً. عرفوا أنها معتقلة، وقد أصبحت
شقيقتي نادين (3 أعوام)، تدعو: ربنا يفرجها عليكي يا أمي".

وتعاني عائلة نسرين من وضع اقتصادي صعب. ولا تملك حتى المال لشراء أثاث للمنزل. فيما يملك محمد بسطة لبيع بطاقات شحن للهواتف الخلوية، وعادة ما يبيعها في شارع الجامعات.

اقرأ أيضاً: جرائم إسرائيل في 2015 خلفت 59 يتيماً فلسطينياً