ازدياد حالات سوء التغذية في جنوب السودان

ازدياد حالات سوء التغذية في جنوب السودان

27 سبتمبر 2015
الحرب وقلة المحاصيل ونقص المياه تسبب المجاعة (العربي الجديد)
+ الخط -



في مستشفى أليك بولاية واراب، شمال جنوب السودان، ينتظر نساء وأطفال فحص الطبيب، نتيجة معاناتهم من سوء التغذية. فالمزارعون لم يستطيعوا زراعة محاصيلهم بسبب انتشار القتال في مناطق متناثرة بالبلاد، الأمر الذي أدى إلى تراجع مخزون المحاصيل تدريجياً، الى أن بدأ يختفي بشكل شبه تام.

ويعتبر صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أنه إذا لم يُعالج سوء التغذية في جنوب السودان على وجه السرعة، فإن 50 ألف طفل ربما يلقون حتفهم. وفرّ شخص من كل خمسة أشخاص من سكان جنوب السودان، وعددهم نحو 11 مليون نسمة بسبب الحرب الأهلية. وعادة ما يختبئ الفارون من بيوتهم في الغابات، دون طعام أو ماء أو رعاية صحية.

وتتولى أبانج مانوت رعاية طفليها اللذين نقلا إلى مستشفى أليك. وتقول إن على قيادات الدولة العمل معاً ليتسنى للبلد زراعة طعامه من جديد، مضيفة "لا نملك طعاماً في البيت. القتال أرغمنا على الفرار. عندنا مزارع صغيرة هنا لكن لا يوجد مطر. نعتمد على الطعام الذي توزعه وكالات الإغاثة لنبقى أحياء".

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: أكثر من 150 ألف لاجئ جنوب السودان

وأطلقت "يونيسيف" وبرنامج الأغذية العالمي مشروع تغذية مشتركاً يغطي كل ولايات جنوب السودان، سيوزع مساعدات على مليوني شخص -بينهم أطفال ونساء حوامل وأمهات جدد-تتعلق بالعلاج وسبل الوقاية من سوء التغذية الحاد في جنوب السودان حتى مايو/أيار 2016.

وتقول جمعية "وورلد فيجن" الإغاثية إن طفلا من كل ثلاثة أطفال، تقل أعمارهم عن الخامسة، يعانون من سوء التغذية في المناطق الأكثر تضرراً بولايات أعالي النيل وواراب وشمال بحر الغزال.

وتقول ميلاني ماركهام مسؤولة اتصال في "وورلد فيجن": "في مكان مثل جنوب السودان حيث الطرق سيئة جداً يكون الطعام غالياً، لأنه يُنقل بالطائرات ويتم إسقاطه من الجو. بالتالي فان إطعام الناس يكون مكلفاً للغاية. نجحنا في تفادي حدوث مجاعة العام الماضي من خلال تقديم مساعدات غذائية. ولكن أفضل حل للناس هو أن يزرعوا ما يأكلون ليكون لديهم إمدادات آمنة من الغذاء. وهذا هو الجزء الآخر من البرنامج الذي نعمل عليه مع أهل جنوب السودان".

اقرأ أيضاً: مستنقعات جنوب السودان.. الجوع أفضل من المعارك

من جهته، قال منسق الأمن الغذائي في أليك بنيامين لاك: "المنطقة جافة للغاية، وحتى الآن لم يظهر نشاط يوحي بقدوم فيضان من النهر. وإذا كانت المنطقة في حالة حرب، فلن يكون العائد جيداً. وفيما يتعلق بالأمن الغذائي فمن المتوقع أن يعاني الإنسان والحيوان على السواء. لا يوجد إمدادات غذائية يمكن أن تساعد".

وتابعت ماركهام "نوزع الآن إمدادات غذائية وبرامج تغذية. هناك أشياء أخرى يحتاجها الناس بشدة ونحن نعمل على توصيلها لهم. كل ذلك حدث منذ توقيع اتفاق السلام. نأمل أن يصمد الاتفاق لنتمكن على مدى الشهور المقبلة من تحسين الوضع السيئ للغاية حاليا".

وحذرت وكالات الإغاثة من أن أزمة الغذاء ربما تزداد سوءا إذا لم تتم زراعة محاصيل في الموسم الزراعي المقبل.

اقرأ أيضاً: سودانيون جنوبيون "لاجئون" وليسوا "مواطنين"

المساهمون