ما لنا غيرك يا الله

ما لنا غيرك يا الله

21 مايو 2015
القصف لم يهدأ منذ بداية الثورة (زين الرفاعي/فرانس برس)
+ الخط -

رآهم يُخرجون جثة من تحت الأنقاض. ربما كانوا جثثاً. أراد مساعدتهم، لكنه وجد نفسه عاجزاً فجأة. وإنْ صارَ المشهد عادياً، إلا أنه ينهار بين الحين والآخر. تعبَ من مشاهد الدمار والموت. ولا يبدو أنه ألف هذه الرائحة. حتى لو فعل، تبقى كريهة وبشعة. ربما كان هذا ركام منزله أو محلّه أو حيّه في حلب التي لم يغادرها. الماضي يمحى دفعة واحدة. الطائرات لا تحبّذ التمهيد قبل ارتكاب الجريمة. هل يفرح لأنه ما زال على قيد الحياه؟ أحياناً يفرح، وكثيراً ما يحزن.

القصف لم يهدأ. منذ بداية الثورة وحتى بداية شهر مايو/ أيار عام 2015، وثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" قتل القوات الحكومية ما لا يقل عن 26251 شخصاً من أهالي محافظة حلب، بينهم 20437 مدنياً (3746 طفلاً و3483 امرأة)، و5814 مسلحاً من المعارضة. كذلك، قتلت القوات الحكومية 379 شخصاً تحت التعذيب في المحافظة.

وقصف الطيران المروحي الحكومي ما يزيد عن 3275 برميلاً متفجراً في مختلف أنحاء المحافظة، ما أدى إلى مقتل 3858 شخصاً بينهم 762 امرأة و749 طفلاً.

واستخدمت القوات الحكومية القنابل العنقودية أكثر من 49 مرة، في أكثر من 33 نقطة من محافظة حلب، فيما استخدمت الأسلحة الكيماوية أكثر من تسع مرات، ما أدى إلى مقتل 37 شخصاً وإصابة 310 آخرين. وتقدّر نسبة الدمار في اﻷحياء الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة بنحو 55 في المائة.

إقرأ أيضاً: أهل حلب يتحدّون المباني المهدّدة بالسقوط