هل يصلح الفالح ما فسد في الصحة السعودية؟

هل يصلح الفالح ما فسد في الصحة السعودية؟

30 ابريل 2015
آمال السعوديين أن يواصل الفالح نجاحاته في الوزارة المتعثرة
+ الخط -

يأمل السعوديون أن تكون الخبرة الإدارية، التي يملكها وزير الصحة الجديد، خالد الفالح، والتي جمعها خلال ثلاثين سنة قضاها في شركة أرامكو العملاقة، قادرة على علاج المشاكل التي تعاني منها الصحة السعودية.


وسيكون الفالح الوزير الثالث للصحة السعودية خلال أقل من ثلاثة أشهر، بعد الوزير المؤقت، محمد آل الشيخ، وسابقه أحمد الخطيب، والسادس خلال أقل من عام منذ إقالة الدكتور، عبد الله الربيع، وحلول وزير العمل عادل الفقيه بدلا منه، ومروراً بالدكتور، محمد آل هيازع، على الوزارة الصعبة، والتي تلاقي هجوماً شديداً من السعوديين بسبب تواضع الخدمات الصحية.

وعلى الرغم من فشل سابقيه في إصلاح حال أكبر الوزارات السعودية، والتي تستحوذ على 18 في المائة من الموازنة العامة للدولة كل عام، إلا أن الفالح المتسلح بخبرته الإدارية يبدو واثقا من النجاح، مؤكداً، في أول حديث له بعد تعيينه، أنه سيعمل على تحقيق تطلعات القيادة، وأضاف: "أنا فخور بالعمل مع كفاءات وطنية مميزة في هذا القطاع الحيوي، الذي يلامس الجميع".

ولا ينتمي الوزير الجديد إلى القطاع الصحي، فمثل الأربعة الذين سبقوه لم يمارس الطب، فهو حاصل على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة تكساس (A&M) والماجستير في تخصص إدارة الأعمال من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران.

وكان الفالح رئيس الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية، منذ الأول من يناير/كانون الثاني 2009، ويدير أكثر من 62 ألف موظف، يعملون في أكبر شركة بترول في العالم، وهو يعمل في الشركة العملاقة منذ ثلاثة عقود تمثل مجمل مسيرته المهنية، وشغل خلالها مناصب قيادية بارزة في مختلف دوائر الشركة وإداراتها.

اقرأ أيضا: السعودية.. خامس وزير للصحة في أقل من عام

جملة من المشاكل

تعاني وزارة الصحة من جملة من المشاكل، فهي بحسب المختصين في الشأن الصحي، مترهلة وتنخر الأخطاء الطبية في جسدها، فعلى الرغم من أن الوزارة تشرف على أكثر من 350 مستشفى ومركزاً صحيّاً، إلا أنها تعاني من تأخر المواعيد، والتي قد تصل إلى أكثر من عام لحالات حرجة.

ويؤكد الدكتور فهد السيف أن الوزير الجديد سيتعب كثيرا في إصلاح جسد الوزارة التي تعاني من مركزية مزعجة، ويقول لـ"العربي الجديد": "هناك مركزية تعطل الإبداع في الوزارة، وهو أمر نأمل أن يتلاشى مع الوزير الجديد، خالد الفالح، الذي نتوقع أن ينقل تجربته الرائعة في أرامكو لوزارة الصحة". ويشدد السيف، الذي يدير قسم الطب في كلية الأمير سلطان، على أن وزارة الصحة تعاني من تأخر مشاريعها، فهناك قرابة العشرة مستشفيات المتعثر إنجازها على الرغم من انتهاء الفترة الزمنية المحددة لها، ويضيف: "تملك أرامكو سجلا مميزا في إنجاز المشاريع الحكومية، وهي تحظى بثقة الملوك من خلال تكليفها بإنجاز مشاريع لا علاقة لها بالنفط، كإنجاز ملعب الملك عبد الله في جدة، والملاعب الـ 11 التي أمر بها الملك، عبد الله بن عبدالعزيز، قبل وفاته رحمه الله، وبالتالي يملك خالد الفالح خبرة كبيرة في هذا الجانب، وكل الأمل أن ينقل هذه الخبرة لوزارة الصحة، التي تحتاج لمدير تنفيذي قادر على إعادة ترميم أنظمتها المتهالكة".

اقرأ أيضاً: 2400 خطأ طبي في السعودية العام الماضي

وضع متراجع

على الرغم من مرور ستة وزراء على الصحة في أقل من عام، لم يتحسن الوضع الصحي في السعودية ولا حتى بشكل طفيف، وبحسب الدكتور، محمد الخازم، مؤلف كتاب (المشهد الصحي في السعودية) تكمن مشكلة الوزارة الضخمة في أن حجمها الكبير لا يمكن أن تديره المركزية، ولكن كل وزير كان يمر عليها كان يصر على إدارة هذا القطاع بمركزية عن طريق الرياض، وعلى الاتجاه نفسه يؤكد المختص في إدارة المستشفيات، الدكتور صالح الطيار، لـ"العربي الجديد"، أن هناك أزمة صحية قديمة فشل كل وزير يأتي للصحة في حلها بالشكل الصحيح، ويضيف: "لا توجد استراتيجية واضحة في وزارة الصحة، وليست هناك حلول، لهذا ستكون التركة كبيرة على الوزير الجديد، خالد الفالح، فليس من السهل علاج مشكلة لها عشرات السنين".

وتبلغ ميزانية وزارة الصحة السعودية 160 مليار ريال، وهو ما يشكل أكثر من 18 في المائة من موازنة الدولة، ولكن على الرغم من توالي الوزارات وارتفاع الميزانية، ظلت المشاكل التي تعاني منها قائمة.

يقول الأستاذ في كلية الطب، الدكتور راشد المنيف، إنه من الضروري أن تستفيد الوزارة من كَمِّ المبالغ الضخمة، التي تضخ فيها في كل عام، ويضيف: "مهمة خالد الفالح بالغة الصعوبة، فالميزانيات الضخمة التي صُرفت في الأعوام الماضية لبناء مستشفيات ومراكز صحية ضخمة، لم يلمس منها المواطن الكثير، فما زالت الأخطاء الطبية تقع بكثرة، وما زال المرضى لا يجدون العلاج، وما زالت الأدوية ناقصة"، ويتابع: "أول مهام الوزير الجديد هي أن يلغي كل هذه الأخطاء وأن يوفر الدواء والأطباء، فالتعامل مع المرضى ليس مثل التعامل مع آبار النفط، فآبار النفط لا تموت بسبب خطأ في الحفر، بينما المريض قد يموت بسبب جرعة دواء خاطئة".

النجاح الذي حققه الفالح في أرامكو يجعل السعوديين يأملون أن يواصل عمله، وأن لا يكون، مثل الذين سبقوه، قد عمل بلا نتائج.

اقرأ أيضاً: الرعاية الصحيّة السعوديّة تستحوذ على 18 % من الموازنة

دلالات

المساهمون