"قعدة بنات" في مصر

"قعدة بنات" في مصر

24 ديسمبر 2015
بعض الفتيات دافعن عن المقاهي المختلطة(حمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -
أثار افتتاح مقهى للنساء في مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، شمال القاهرة، والذي أطلق عليه اسم "قعدة بنات"، تمهيداً لتعميمه على المحافظات المصرية الأخرى، ردود فعل متنوعة لدى الرجال والنساء على حدّ سواء. قال بعضهم إنّ الأمر يعدّ متنفساً للنساء للجلوس في المقاهي بحرية، خصوصاً أنهن عادة ما يكنّ عرضة للتحرّش. أما آخرون، فقد رأوا أن عزل النساء في مقاه مخصصة لهنّ، سيحوّلها إلى أماكن للثرثرة ويمنع لقاء الأقارب والأصدقاء من الجنسَين.

وقد طالبت نساء وشابات بعدم منح تراخيص لهذه المقاهي، لأنها "ظاهرة غير صحية من الممكن أن تتضمّن ممارسات مشبوهة في ظل غياب الرقابة". ودافعن عن "المقاهي المختلطة. غالباً لا يسمح للرجال فيها بالجلوس على مقربة من النساء حرصاً على سمعة المكان". كذلك، يرَين أن ذهاب بعض الأسر إلى المقاهي أصبح شيئاً اعتيادياً، ولا يمكن فصل جزء من الأسرة عن الآخر.

في هذا السياق، تقول صاحبة المشروع مادلين النجار وهي طالبة في كلية آداب في جامعة المنصورة، إنّ "الفكرة خطرت على بالي حين منعني خطيبي من الخروج مع زميلاتي إلى مقاه مختلطة. من هنا، بدأت التفكير في إنشاء مقهى للفتيات فقط، حتى يتسلين من دون قلق من وجود شباب، مع تخصيص أماكن لأعياد الميلاد ورسم الحنة وغيرها".

من جهتها، لا تؤيد الطالبة آية أمين فكرة إنشاء مقاه خاصة بالنساء، لافتة إلى أن هذه الفكرة تعدّ دخيلة على المجتمع المصري. وفي حين ترى داليا السيد (طالبة أيضاً) أن مثل هذه المقاهي التي ترفع شعار "كافيه بنات" قد تؤدي إلى انتشار عادات سيئة بين الفتيات، تصرّ ليلى فوزي على أن "تلك المقاهي تهدف إلى جمع المال من الفتيات فقط"، متوقعة إغلاقها خلال الأيام المقبلة بسبب عدم الإقبال عليها.

وترفض أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس سامية الساعاتي، إنشاء مقاه للنساء، مؤكدة أن "وجود الفتيات في تلك المقاهي ليس أمراً محبذاً، خصوصاً مع انتشار مقاهي الخمس نجوم في عدد من الأحياء الراقية مثل المهندسين". وتلفت إلى أن "هذه المقاهي قد تكون ملاذاً للفتيات اللواتي يرغبن في التحرر من قيود المجتمع". تضيف أن هذا النوع من المقاهي منتشر في مصر، ونسبة من النساء يقبلن عليه، خصوصاً في فصل الشتاء.

من جهته، ينتقد الباحث في المركز القومي للأبحاث الاجتماعية سيد إمام "المقاهي الخاصة بالفتيات، خشية انتشارها وجذب أكبر عدد من طالبات الجامعات"، مشدّداً على أنها "بداية لهروب التلميذات من المدارس".

اقرأ أيضاً: أتاي وبيصر وحشيش في مقهى الحافة

دلالات

المساهمون