تحذير أممي من تدهور أوضاع النازحين في كردستان العراق

تحذير أممي من تدهور أوضاع النازحين في كردستان العراق

27 نوفمبر 2015
أحد مخيّمات يونيسف في كردستان (GETTY)
+ الخط -


أعربت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو"، عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني للنازحين العراقيين في إقليم كردستان، بسبب قلة فرص العمل المتاحة لهم.

وقالت الممثل والمدير القطري لبرنامج "فاو"، جين بيرس، والتي أجرت تقييماً لوضع النازحين في العراق، إن "معدل البطالة المرتفع دفع الأسر النازحة إلى الاعتماد بشكل متزايد على آليات سلبية لمواجهة المصاعب مثل تقليل عدد وجبات الطعام وتناول كميات أقل، وإنفاق مدخراتها من أجل تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية".

وأضافت في تصريح صحافي "اضطرت معظم الأسر النازحة إلى التنقل عدة مرات وتغيير سكنها داخل كردستان بتأثير من نقص الموارد المحدودة أصلاً في كردستان والمجتمعات المضيفة، وهم الآن يواجهون صعوبة في العثور على عمل لإطعام أفرادها، ومع استمرار الأزمة العراقية لعامها الثاني نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص من جميع أنحاء البلاد، حوالي مليون شخص إلى إقليم كردستان والمناطق المجاورة بمحافظتي نينوى وديالى".

بدوره، قال ممثل منظمة الفاو في العراق، فاضل الزوبي، "أينما كان المزارعون؛ يعانون من تدمير معداتهم ومحاصيلهم، ينخفض الإنتاج الزراعي وتنهار الأسواق، وأدى تقلب الأسعار وانخفاض إمدادات المياه وانعدام الأمن إلى تراجع شديد في إنتاج الغذاء الكلي في جميع أنحاء البلاد ووضع المزيد من الضغوط على 2.4 مليون عراقي يعانون جراء انعدام الأمن الغذائي".

كما حذرت المنظمة من أن استمرار الصراع وتراجع المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج واضطراب نظام التوزيع العام الذي يوفر الطعام للعراقيين وتديره الحكومة ضمن شبكة الحماية الاجتماعية، قد يدفع المزيد من الناس إلى اللجوء إلى بيع ممتلكاتهم وتقليل عدد الوجبات وتناول طعام ذي قيمة غذائية أقل، مما سيؤدي بدوره إلى زيادة تراجع مستويات التغذية مع حلول فصل الشتاء.

من جهته، قال الناشط ضمن جهود إغاثة النازحين، محمد محسن، إن "أوضاع الأسر النازحة تزداد تعقيداً في العام الثاني لهم؛ في ظل زيادة أعداد النازحين باستمرار قياساً إلى نسبة من يعودون إلى مناطقهم الأصلية، كما يحد الواقع الاقتصادي المتردي للبلاد من إمكانية مساعدة النازحين الذين وصل عددهم لنحو ثلاثة ملايين ونصف المليون، قسم كبير منهم يسكنون في خيم لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف".
وأوضح محسن لـ"العربي الجديد" أن "أغلب النازحين يشعرون بالقلق جراء استمرار نزوحهم ونفاد مدخراتهم التي أنفقوها"، ودعا إلى "اتخاذ التدابير اللازمة من قبل المنظمات الدولية والمحلية والمتطوعين لتوفير الغذاء والدواء وما تحتاجه الأسر النازحة ليس في إقليم كردستان فحسب، بل في كافة مخيمات النازحين في العراق".

وتؤكد سلطات إقليم كردستان العراق أنها غير قادرة على تقديم المساعدات الغذائية والعلاج والسكن لما يزيد على مليوني نازح عراقي وصلوا الإقليم من المناطق التي تشهد قتالاً ضد تنظيم داعش، وتشير السلطات إلى أن النازحين باتوا يشكلون ما يعادل نسبة 29 في المائة من عدد سكان الإقليم، وهو ما يزيد من الضغوط على البنى التحتية.
كما شكا الإقليم مراراً من عدم اهتمام السلطات الاتحادية في بغداد بموضوع النازحين في الإقليم، وعدم تعاونه مع حكومة الإقليم في تخصيص مبالغ تعينها على زيادة المساعدات لهم.