مخيمات النازحين تغرقها السيول والفيضانات بالعراق

مخيمات النازحين تغرقها السيول والفيضانات بالعراق

31 أكتوبر 2015
خطط الحكومة الإنقاذية غائبة في المخيمات (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أنَّ أزمة إنسانية غير مسبوقة يمر بها النازحون في المخيمات في بغداد والأنبار، بعد تعرضها للغرق إثر الأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد مؤخراً.

وقال الناطق الرسمي للوزارة ستار نوروز في بيان، اليوم السبت، إن "مخيمات النازحين في بغداد والأنبار تعرضت للغرق إثر موجة الفيضانات التي شهدتها البلاد خلال اليومين الماضيين، ما خلف أزمة إنسانية كبيرة للعائلات النازحة في تلك المخيمات".

وأضاف نوروز "يجب الإسراع بسحب المياه التي غمرت المخيمات وإعادة تأهيلها وبشكل فوري، وعلى المنظمات الدولية العاملة في العراق التدخل الفوري وتقديم المساعدة في إنهاء معاناة النازحين"، مشيراً إلى أن "الوزارة مستمرة في إيصال المساعدات الإنسانية للنازحين في المخيمات المتضررة".

اقرأ أيضاً: أمطار غزيرة تضرب الكويت والعراق والسعودية

وجرفت الفيضانات الناجمة عن مياه الأمطار أكثر من 200 خيمة من مخيم عامرية الفلوجة جنوب المدينة، وحاصرت أكثر من 3000 نازح، فيما هرع أهالي البلدات المجاورة لإنقاذهم وتم نقلهم إلى المدارس والجوامع القريبة. كما تعرضت مخيمات بزيبز والمدينة السياحية جنوب الفلوجة، وأبو غريب والغزالية والجامعة والسيدية والدورة للغرق، فيما أصيب عشرات النازحين بالصعقات الكهربائية.

وقال سمير الدليمي (39 عاماً) نازح في مخيم بزيبز "الفيضانات اجتاحت المخيم وجرفت معها عشرات الخيام وسقطت خيام أخرى على ساكنيها، ما خلف قتلى وجرحى. وأنقذنا أهالي البادات القريبة من عامرية الفلوجة وأوصلونا إلى المنازل والمدارس والجوامع القريبة في غياب تام لأي جهد حكومي". وفي مخيم شرق تكريت توفي عدد من النازحين، وفقد أربعة أطفال، ولازال البحث جارياً عنهم. وقتل أكثر من 20 شخصاً وأصيب العشرات في عموم البلدات والمدن العراقية إثر الأمطار الغزيرة والفيضانات، وكانت أغلب الوفيات والإصابات في مخيمات النزوح.

وانتقد مراقبون الحكومة العراقية متهمين إياها بغيابها تماماً عن مأساة النازحين. وقال المحامي بدري مزاحم "للأسف لا نرى أي جهد حكومي على الأرض في المخيمات التي غرقت، وفيما يكافح الأهالي لإنقاذ النازحين وأطفالهم من الغرق والموت تتخذ الحكومة جانب الصمت تجاه هذه الأزمة الخطيرة".

ويضيف "نجد في دول العالم قوات الجيش تتدخل لإنقاذ المواطنين، لكننا للأسف حتى في موسم الفيضانات نجد تعامل الحكومة بشكل طائفي واضح، فهي تهمل النازحين المحاصرين بالفيضانات في مخيمات بغداد والأنبار لأسباب طائفية واضحة".




اقرأ أيضاً: ألغام جرفتها السيول تهدّد بلدات العراق الحدودية مع إيران

وطالب النازحون في مخيمات الأنبار وبغداد بإعادتهم إلى مناطقهم نتيجة ما وصفوه بالإهمال الحكومي لمأساتهم في ظل غرق المخيمات التي أصبحت لا تصلح للسكن بسبب الغرق.

وقال جبر حامد (41 عاماً) من أهالي الرمادي "فوجئنا بسيل من المياه يجرف مخيم الغزالية الذي نقطنه، فغمرت المياه خيمتنا مع عشرات الخيام الأخرى، فحملت الأطفال مع زوجتي وهرعت خارج الخيمة فوجدت مئات النازحين كحالي تماماً، ولم نجد من ينقذنا سوى أهالي الغزالية". وتابع "كانت الحكومة العراقية غائبة تماماً عنا، ولهذا نطالب بإعادتنا إلى مدننا لنموت بكرامة تحت الصواريخ والبراميل المتفجرة بدلاً من الموت غرقاً".

وفي مدن الجنوب، يستمر طيران الجيش العراق بالبحث عن مفقودين وسط السيول الجارفة التي عصفت بعدد من البلدات الحدودية مع إيران. وأعلنت قيادة شرطة واسط جنوب العراق عن إنقاذ اثنين من رعاة الأغنام جرفتهما السيول الآتية من الأراضي الإيرانية يوم أمس.

من جانبها، تجوب دوريات الشرطة النهرية في المحافظات الجنوبية بزوارق استطلاعية في البلدات الحدودية مع إيران والتي غمرتها السيول الشديدة لإنقاذ المحاصرين هناك بحسب المصادر الأمنية.

اقرأ أيضاً: أمطار العراق تقتل سبعة وتشرد آلاف النازحين