تحديات الجامعة اللبنانية

تحديات الجامعة اللبنانية

27 أكتوبر 2015
التدخلات السياسية تنعكس على أجواء كلياتها ومعاهدها (فرانس برس)
+ الخط -

الجامعة اللبنانية، هي الجامعة الرسمية الوحيدة في لبنان. تنتشر بفروعها في كافة المناطق اللبنانية، وتغطي بكلياتها ومعاهدها كلّ الاختصاصات الجامعية. وتضم سنوياً نحو 70 ألف طالب.

الجامعة شبه مجانية، ومع ذلك تحافظ منذ بدايتها الفعلية عام 1967 على سمعة جيدة في تخريج معظم الكفاءات اللبنانية في كافة الاختصاصات التطبيقية والنظرية.

لكنّ الجامعة مع ذلك، تعاني الكثير من المشاكل. أبرزها ما يتعلق بالدعم من الدولة على كافة الأصعدة، والذي يواجه منذ تأسيس الجامعة الكثير من التقصير، وتتلاعب به الحسابات السياسية والتجاذبات الحزبية والطائفية.

ويلاحظ اللبنانيون أنّه بالترافق مع هذا التقصير بحق الجامعة الوطنية، تنشأ جامعات خاصة أدنى أقساطها كلفة يتجاوز الألفي دولار أميركي عن كلّ طالب سنوياً. يجد البعض في ذلك محاربة للجامعة اللبنانية لصالح تلك الجامعات التي تتكاثر عاماً بعد عام. ولا يخفى على هؤلاء أيضاً أنّ معظم تلك الجامعات "التجارية" يقف وراءها سياسيون كبار بغطاء سماسرة ومستثمرين، أو من دون غطاء.

لكن، ما الذي يدفع الطلاب للابتعاد عن الجامعة اللبنانية، وتحمّل الكلفة المرتفعة لتلك الجامعات التي تتدنى قيمة شهاداتها عن شهادات الجامعة الوطنية؟

يخبر طالبان تركا للتوّ اختصاصي إدارة الأعمال والحقوق في الجامعة اللبنانية، والتحقا بجامعة خاصة أنّ "النجاح صعب للغاية في الجامعة اللبنانية، بل شبه مستحيل أحياناً". أسباب ذلك عديدة. يؤكد البعض أنّ منها ما يتعلق بـ"الاختبارات الصعبة جداً"، ومنها بـ"تحديد سقف معيّن لعدد الناجحين في كلّ سنة دراسية" وغير ذلك مما يرتبط بالمشكلة التالية.

فهذه المشكلة تلحظ التدخلات السياسية المستمرة في الجامعة اللبنانية، وما ينعكس على أجواء كلياتها ومعاهدها من سيطرة لقوى أمر واقع لا تتوانى عن مضايقة الطلاب، إن كانوا ينتمون إلى أطراف أخرى، أو كانوا ببساطة من دون انتماء. وقد يتعدى الأمر حدود المضايقة إلى الاعتداء اللفظي والجسدي.

وهناك مشاكل تنظيمية أخرى، منها ما يرتبط بالتسجيل وصعوبته، فكأنّ الجامعة تحضّر الطالب لخوض طوابير دوائر الدولة ومماطلاتها ومعاملاتها التي لا تنتهي. ومنها غياب المعلومات الكافية في الجامعة، خصوصاً لجهة تعريف الطالب، على الأقل، بالاختصاص الذي ينوي الخوض فيه. فلا نشرات توجيهية ولا معلومات إلكترونية. لا بدّ هنا من الإشادة بدخول الجامعة إلى عصر المعلومات عبر موقعها الإلكتروني. لكنّ معظم صفحات الموقع بعناوينها المختلفة إمّا فارغة أو تحمل عبارة "هذه الصفحة تحت الصيانة التقنية".

الجامعة اللبنانية بحاجة إلى كثير من الاستقلالية، ومزيد من الدعم الحكومي، وإلى جهد أكاديمي وتنظيمي أكبر.

اقرأ أيضاً: خمس لقطات غريبة

المساهمون