تبنّى 12 طفلاً يحملون فيروس الأيدز

تبنّى 12 طفلاً يحملون فيروس الأيدز

19 يناير 2015
تتخلى عائلات كثيرة عن أطفالها الذين يحملون الفيروس(فرانس برس)
+ الخط -
في مدينة ميروت الهندية، دخل آجاي شارما في غيبوبة عام 2008. لكنّ تلك الحادثة الأليمة كانت سبباً في تغيير حياة 12 طفلاً منذ ذلك الحين.

فالرجل الذي كان يعمل في المدرسة الحكومية الداخلية في فالاوادا، أصيب بنزيف في الدماغ من جراء حادث، ودخل في غيبوبة طوال 15 يوماً.

لكنّه، بعد تلك الحادثة التي نجا منها بأعجوبة، قرر أن يقوم بشيء ما من أجل الصالح العام بحسب موقع "ديلي بيسكار" الهندي الإخباري.

وللصدفة، فقد قرأ عن طفل قُتل على يد أقاربه، لأنّه يحمل الفيروس "أتش آي في" المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة (أيدز).

هنا، ترك شارما وظيفته، وقرر أن يعمل من أجل الأطفال الحاملين للفيروس. وأول ما صادفه فتى تخلى أهله عنه لإصابته بالفيروس، وكان على شفير الموت. ومع ذلك، لم تستقبله أيّ مستشفى. فاضطر شارما لأخذه إلى منزله. وهناك عمل على مداواته بمساعدة الأطباء. وبالفعل تحسن الفتى في نهاية المطاف.

منذ ذلك الحين أسس شارما مركزاً خاصاً باسم "ساتياكام ماناف سيفا ساميتي" عام 2008 في مدينة ميروت. وكان الهدف الرئيس لهذا المركز- البيت تأمين المأوى للأطفال الذين تخلت عنهم عائلاتهم بسبب حملهم لفيروس "أتش آي في".

لم يكن آجاي شارما وحده في هذه الرحلة. فزوجته بابيتا تساعده كذلك. وتمنح الأطفال في المركز الذين بلغ عددهم 12 اليوم كلّ رعايتها. وتؤمن احتياجاتهم الغذائية والصحية والتعليمية والترفيهية.

الغريب في الأمر، أنّ المركز الخيري بالكامل والذي يشكل فيه الزوجان أكثر من مجرد مركز إيواء، وأقرب إلى منزل بأطفال متبنين، لا يرحب به السكان المحليون.

فبعد ظهور القصة في برنامج تلفزيوني شهير، بدأ سكان الحيّ بالتذمر من وجود "أطفال مصابين بالأيدز" في الحي. حتى أنّهم منعوا أطفالهم من التفاعل مع أطفال البيت، لخوفهم من انتقال الفيروس إليهم.

لكن، وبجهود شارما وغيره من أصحاب الأفكار المنفتحة، جرى تنظيم حملة لتعريف الأهالي بحقيقة المرض، وعدم إمكانية انتقاله إلا بشروط معينة.

ولم يقتصر الأمر على أهل الحي، فالمدارس حتى، لم تقبل بتسجيل أيّ من أطفال شارما فيها.
ومع ذلك، يؤمن الرجل وزوجته أنّ الوقت سيحمل معه تبدلاً في عقلية الناس حيال القضية. فالكثير من الخرافات تتناول المرض والمصابين به وحاملي الفيروس المسبب له.
وحتى ذلك اليوم، يحلم شارما، ويسعى كذلك، من أجل أن يأوي في بيته 50 طفلاً لا 12 فحسب.

دلالات