سورية: انخفاض منسوب الفرات ينذر بكارثة

سورية: انخفاض منسوب الفرات ينذر بكارثة

29 مايو 2014
منسوب مياه بحيرة السد يهدد بانقطاع مياه الشرب(أرشيف/Getty)
+ الخط -
سجّل منسوب المياه المتدفقة في مجرى نهر الفرات انخفاضاً خطيراً، وأشار ناشطون سوريون إلى تفاقم هذه المشكلة في الفترة الأخيرة. وقال شهود عيان من مدينة جرابلس في ريف حلب، وهي المدينة السورية الأولى التي يدخلها النهر من الأراضي التركية، إن نهر الفرات لم يعد نهراً، بل تحول إلى ساقية.

ويقطع نهر الفرات مسافة 610 كيلومترات ضمن الأراضي السورية، إذ يمر في ثلاث محافظات، هي على التوالي، حلب والرقة ودير الزور، ليدخل بعدها الأراضي العراقية.

وأصدرت لجنة تسيير أمور سد الفرات، في مدينة الرقة، بياناً قالت فيه إن درجة دخول المياه، من الأراضي التركية إلى الأراضي السورية، تنعدم تماماً في بعض الأوقات. وأوضحت أن الاستجرار الزائد للمياه من الأهالي، لاسيما في هذه الأيام التي تشكل الذروة لري المحاصيل، بالإضافة إلى استجرار ماء الشرب، قد يؤدي إلى خروج سد الفرات عن الخدمة.

وأضاف البيان أن "زيادة الكمية الداخلة من الأراضي التركية هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة".

يشار إلى عدم وجود اتفاقية رسمية بين الدول الثلاثة التي يمر بها النهر، تركيا، أرض المنبع، وسورية والعراق (المجرى). وتفيد مصادر بأن الاتفاقية المؤقتة الموقعة بين الحكومتين، السورية والتركية عام 1987، تتضمن سماح تركيا بتدفق 500 متر مكعب من المياه في الثانية، إلى الأراضي السورية.

بدوره، اعتبر المركز الإعلامي الموحد في محافظة الرقة، أن "المشكلة ليست في الجانب التركي فقط، كما يصورها البعض، بل يتحمل المشكلة أيضاً المسؤولون عن تسيير أمور سد الفرات"، وذلك في إشارة واضحة إلى سوء الإدارة المتبعة.

وتترافق الأزمة مع موجة جفاف تشهدها المنطقة، ما قد يفاقم حجم المشكلة، ويعقد الحلول المطروحة.

ويرى المهندس الزراعي، المتختصص في شؤون المياه، عبد المنعم كوسا، لـ"العربي الجديد"، أن "غياب التخطيط وسوء الإدارة المسؤولة عن سد الفرات ... يتشاركان المسؤولية والنتائج".

واعتبر كوسا أن المشكلة بحاجة إلى تدخل سريع، لافتاً إلى أن النهر يؤمّن المياه لثلاث محافظات سورية، لاسيما حلب إحدى أكثر المدن السورية سكاناً.

وشهدت بعض المناطق السكنية في محافظة الرقة أخيراً، انقطاعاً في مياه الشرب، وهي المحافظة التي لم تسجل فيها حالات مماثلة لعقود طويلة، لاسيما منطقتي (الجعبري والمحمودلي)، وعزا الأهالي السبب إلى انخفاض مستوى مياه (بحيرة السد)، التي أقيمت على مجرى النهر خلف سد الفرات، وهو السد الأكبر في سورية، وفي المنطقة أيضاً.

من جهته، قال الناشط الإعلامي، محمد الرقاوي، إنه "مع تحرير الرقة، تحوَّل سد الفرات، من موضع فخر واعتزاز للأهالي هنا، إلى مصدر خوف دائم لهم، ولاسيما أن قوات النظام قامت باستهداف السد بسلاح الطيران"، وأضاف: "حذرنا العالم وقتها بأنه إذا حصل ضرر بجسم السد، فإن الرقة سوف تتعرض للغرق بشكل شبه شامل، والآن عاد السد ونهر الفرات ليشكلا خوفاً وقلقاً دائمين للأهالي، في حال خروج السد عن الخدمة".

وأوضح الرقاوي أن محافظة الرقة تعتمد، وبشكل كامل، على السد لتأمين ما تحتاج إليه من الماء والكهرباء أيضاً.

ويسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ داعش" على محافظة الرقة، بشكل شبه كامل، الأمر الذي يعرقل تنفيذ الحلول الإسعافية، التي من الممكن أن تسهم بوضع حد لمأساة نهر الفرات.