الحجّ على عهده

الحجّ على عهده

03 أكتوبر 2014
توسعة الحرم تسبّبت في انخفاض عدد الحجاج(محمد الشيخ/فرانس برس)
+ الخط -
مصادفة جميلة للحجاج أن تأتي وقفة عَرَفة اليوم الجمعة، بالذات، وهو ما يعتبره البعض مضاعفة للبركات.
وعلى الرغم من تقلّص عدد الحجاج بشكل ملحوظ بسبب مشاريع التوسيع، تسعى السعودية للتعامل مع الذين وصلوا منهم بحفاوة كبيرة، لا تغيب عنها التوعية الصحية، بخاصة تجاه منع وصول فيروس "إيبولا" إلى البلاد.
ويؤكد المراقب المالي في وزارة الحج، عبد الملك قربان، على أنّ مراكز استقبال الحجاج في مطار الملك عبد العزيز قدمت للحجاج هدايا لدى وصولهم.
وضمّت الهدية أدوات حلاقة، وكمامات، ومناديل معطرة، ومسبحة، وسجادة، ومصحف بلغة الحاج.
أمنياً، يشير قربان إلى التدابير السنوية المعتادة في الحج. ويتحدث عن تأكيد وزارة الداخلية على أن يولي الحجاج الأهمية للتفرّغ للعبادة، والبُعد عن التظاهرات وجميع المظاهر السياسية الأخرى.
ويتحدث قربان عن خطة وزارة الحج التي ترافقت مع مشروع توسعة الحرم منذ العام الماضي، وتستمر حتى العام المقبل. هذه الخطة قلّصت عدد حجاج الخارج بنسبة 20 في المئة، وحجاج الداخل بنسبة 50 في المئة.
في هذا الإطار، يوضح أنّ عدد الحجاج في كل بلد يحتسب نسبة إلى عدد السكان فيه. فمقابل كل مليون نسمة من "سكان بلد إسلامي" تُمنح ألف تأشيرة. لكن بعد عملية تخفيض الحجاج بسبب مشروع التوسعة، باتت 800 تأشيرة مقابل كل مليون نسمة.

من جهة الخدمات المقدمة للحجاج، يشير قربان إلى تيسير التعامل بين المطوّفين والحجاج، بعد إخضاع المطوّفين لدورات في اللغات الأجنبية، بهدف التعامل بشكل أفضل مع غير الناطقين بالعربية.
من ناحية أخرى، يأسف قربان لاستمرار بعض المشاكل في موسم الحج، ومنها مشكلة افتراش بعض الحجاج المخالفين للأرصفة في منى، بدل استئجارهم الخيام، وهو ما يتسبّب في عرقلة تحرك الحجاج. كما يأسف لفشل شركة النظافة، "علوان"، في تأدية دورها في تنظيف المشاعر المقدسة، مشيراً إلى طرح مناقصة جديدة لحل هذه المشكلة.
وحول تدابير الوقاية من الأمراض، يقول إنّها لم تتغيّر عن العام الماضي، حيث تجري توعية الحجاج وتوزّع الكمامات عليهم، ومنع دخول حجاج الدول المصابة بفيروس "إيبولا"، تحسباً من انتشاره.
من جهته، يبدي موسى ناصر، وهو صاحب إحدى الحملات، تقديره لإتاحة الوزارة هذا العام تنظيم حملات مخفضة الأسعار. ولا يتجاوز مجمل ما يصرفه الحاج (الداخلي)، في هذه الحملة 1000 دولار أميركي.
وكانت وزارة الحج قد حددت شروطاً للتسجيل والحجز في الحملات المخفضة لهذا العام، التي تستوعب 41 ألف حاج. ومن الشروط ألا يكون قد سبق للمتقدم الحج في السنوات الخمس الماضية، وألا يقل عمره عن 15 عاماً. وبالنسبة للمرأة يجب تسجيل محرم لها.
بخصوص الحجاج، كثير منهم يبدي رضاه عن الخطط المعتمدة هذا العام. لكنّ الحاجة ضحى جمعة، التي سبق لها أداء الفريضة أكثر من مرة، لا تلاحظ أيّ فارق تنظيمي كبير عن الأعوام الماضية.
في المقابل، يشيد الحاج عبد الله الحمد، الذي يحج للمرة الأولى، بمستوى النظافة في الحرم المكي ويصفه بالممتاز. كما يعتبر أنّ تنظيم المرور في شوارع مكة جيد.
لكنّ الحمد يشير إلى مشكلة تتمثّل في عدم السماح لباصات الحملات بإنزال الحجاج بالقرب من المسجد الحرام بل في المواقف المخصصة البعيدة. ليتم بعدها نقل الحجاج، من الحرم وإليه، في باصات "مزدحمة وقليلة العدد، وتعمّها الفوضى في غياب رجال الأمن".
كما يبدي الحمد انزعاجه من طواف بعض الحجاج جماعياً، بعد تراصّهم معاً بشكل حلقات. ويقول إنّ عدم السماح لأحد باختراقهم، يتسبّب في مضايقة بقية الطائفين، واختناق النساء. كما ينتقد خروج بعض الطائفين بعد إتمامهم الأشواط السبعة، بشكل فج لا يراعي مسار طواف الآخرين.

دلالات