10 قتلى وأربعة مفقودين جراء أمطار غزيرة في إيطاليا

10 قتلى وأربعة مفقودين جراء أمطار غزيرة في إيطاليا

16 سبتمبر 2022
منزل غمرته المياه في بلدة بيانيلو دي أوسترا في إيطاليا (ألبرتو بيزولي/فرانس برس)
+ الخط -

تساقطت أمطار غزيرة، ليلة الخميس - الجمعة، على منطقة ماركي في وسط إيطاليا موقعة 10 قتلى على الأقلّ، ما أعاد التغير المناخي إلى قلب النقاش السياسي قبل أسبوعٍ من الانتخابات التشريعية.

وقال رئيس الوزراء ماريو دراغي، الذي من المتوقع أن يزور مساءً بلدة أوسترا المنكوبة، في مؤتمر صحافي "في هذه المرحلة هناك عشرة قتلى وأربعة مفقودين، لكن للأسف هذه الأعداد تزداد باستمرار".

وأعلن دراغي، الذي قدم "تعازيه الحارة للضحايا"، حال الطوارئ في منطقة ماركي وصرف دفعة أولى من خمسة ملايين يورو لتمويل المساعدات الأولية.

وقالت المحامية لورا مارينيلي، 33 عاماً، المقيمة في الطابق الأرضي من مبنى في أوسترا لفرانس برس "كان الأمر مخيفاً لأن كل شيء حدث بسرعة كبيرة. كان مثل صوت شلال، كان يمكننا سماع النهر يفيض ويرتفع منسوبه بسرعة".

وأضافت وهي في حال الصدمة "أمسكت بيد ابنتي البالغة سنة ونصف سنة، ولجأنا إلى بيت جيراننا في الطابق العلوي". وأوضحت "أخيراً جاء الدفاع المدني لمساعدتنا" على السطح، "لكننا خسرنا كل شيء. كل الصور والرسائل والتي لا يمكننا استرجاعها".

وفي ميناء أنكونا على البحر الأدرياتيكي، حُرمت أحياء من التيار الكهربائي وخطوط الاتصالات وأغلقت المدارس أبوابها، الجمعة، في المناطق الأكثر تضرراً.

وأظهر مقطع فيديو لعناصر الإطفاء، تم تصويره في سينيغاليا وهي بلدة ساحلية في منطقة ماركي، مسعفين في الشوارع المقفرة تصل المياه إلى خصورهم يبحثون عن ناجين. وغمرت المياه أيضاً الأقبية وجرف التيار القوي العديد من السيارات أو طُمرت تحت انهيارات التربة. وتسبب تساقط الأشجار وانهيارات التربة في قطع العديد من الطرق المحلية مما يعقد عمل المسعفين.

وأعلن عناصر الإطفاء، الجمعة، على تويتر أن "عشرات الأشخاص الذين لجأوا إلى الأشجار وأسطح المنازل تم إنقاذهم". وأفادوا بالقيام بـ"أكثر من 150 عملية تدخل". وأعرب رؤساء بلديات المناطق المتضررة بهذه العواصف العنيفة عن أسفهم لعدم قيام الجهات المختصة باصدار أي إنذار.

وقال اللفتنانت كولونيل غويدو غويدي من الطيران العسكري، المؤسسة المسؤولة عن الأحوال الجوية في إيطاليا، "لم يكن هذا الحدث متوقعاً".

"ظواهر جوية قصوى"  

وأعربت الطبقة السياسية الإيطالية برمتها عن دعمها لمنطقة ماركي وسكانها، علماً أن مناطق مجاورة أخرى تضررت أيضاً ولكن بشكل أقل، بدون وقوع ضحايا.

وأكد كل من رئيس الجمهورية سيرجو ماتاريلا، ورئيس الحكومة ماريو دراغي، وماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة السيادية، وإنريكو ليتا زعيم الحزب الديمقراطي (يسار وسط)، وجورجيا ميلوني زعيمة حزب فراتيلي ديتاليا تضامنهم.

وكتبت ليتا على مواقع التواصل الاجتماعي "كيف يمكننا أن نعتقد أن مكافحة تغير المناخ ليست الأولوية الرئيسية". وكتب المفوض الأوروبي للاقتصاد الإيطالي باولو جينتيلوني على تويتر "على إيطاليا وأوروبا أن تأخذا تغير المناخ على محمل الجد".

من جانبه، رد الفرع الايطالي للحركة الشبابية من أجل المناخ على تويتر "هذا ما يسمى أزمة المناخ وليس سوء الأحوال الجوية". وقال رئيس الصليب الأحمر الإيطالي فرانشيسكو روكا إنه "قلق من زيادة الظواهر المناخية القصوى".

وأوضحت مستشارة الجمعية الإيطالية للجيولوجيا البيئية، باولا بينا داستوري، لوكالة فرانس برس أن "ما حصل هو حدث استثنائي لم يتوقعه أحد. تساقط 400 ملم من الأمطار في ست ساعات على منطقة يهطل عليها بشكل عام 1500 ملم سنوياً".

وحذرت من أن "الأمر مرتبط بالتأكيد بالتقلبات المناخية، وعلينا أن نعتاد على ذلك ونتأقلم. ما حدث هو (...) ما سيحدث في المستقبل".

كجيرانها الأوروبيين، تضررت إيطاليا بشدة من تغير المناخ. وشهد سهل بو أسوأ جفاف منذ 70 عاماً هذا الصيف. وفي 11 يوليو/تموز لقي 11 شخصاً مصرعهم في انهيار جزء من نهر مارمولادا الجليدي في جبال الألب الإيطالية.

(فرانس برس)

المساهمون