غزة تتبرع بدمائها لجرحاها

غزة تتبرع بدمائها لجرحاها

05 اغسطس 2014
شباب يتبرعون بالدم في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

طابور طويل يقف أمام غرفة فحص الدم في بنك الدم الرئيسي داخل مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة. كل من في الطابور، من مواطني القطاع هبوا للتبرع بدمهم، لإنقاذ أرواح أخرى بحاجة ماسة إليه في ظل ارتفاع أعداد الجرحى والمصابين إلى أكثر من 9 آلاف منذ بدء العدوان.

ويحافظ بنك الدم التابع لوزارة الصحة الفلسطينية على منسوب وحدات الدم الموجودة فيه، بنسبة تتراوح من 500 حتى 700 وحدة، ويساهم تبرع المواطنين المتواصل بالدم في الاستمرار في الحفاظ على النسبة من النقص، خاصة في ظل الاستهلاك المتواصل للوحدات الموجودة.

يقول الشاب تامر قدادة الذي كان يقف في الطابور، إنه جاء للتبرع بوحدة دم لمصلحة جرحى العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، فأنا "أشعر بنشاط وحيوية عندما أتبرع بالدم، أشعر أن ما أقدمه سينقذ حياة جرحى ومصابين".

ويوضح لـ"العربي الجديد" أنه جاء إلى المختبر برفقة عدد من أصدقائه من أجل فحص الدم وتقديم الوحدات لمصلحة البنك الذي يزيد الطلب عليه عند كل عملية قصف واستهداف إسرائيلي، لافتاً إلى أن الغزاويين رغم خطورة السير في الشوارع إلا أنهم يساندون جرحاهم قدر المستطاع.

أما مروان مطر، والذي جاء أيضاً للتبرع بالدم رفقة شقيقه سامي، فيقول لـ"العربي الجديد": إنه استمع إلى نداء عبر إحدى الإذاعات المحلية يطلب من المواطنين التوجه إلى بنك الدم للتبرع لصالح الجرحى فلبا النداء فوراً ومن دون تردد.

ويضيف مروان وهو يضع رباطاً معقماً مكان الجرح الصغير الناتج عن عملية التبرع: هذا أقل شيء يمكن أن نقدمه للجرحى، ولمن ضحى بدمه فداء لنا وللوطن، لم أشعر بأن الأمر مرهق، خاصة وأنني معتاد على التبرع بالدم كل ستة شهور أو كل عام.

محمد العجلة جاء مع مجموعة كبيرة من الشباب إلى مختبر وبنك الدم، وذلك بعد أن نادى مسجد منطقتهم الناس للتبرع بالدم لمصلحة الجرحى، ويقول، إن حزنه على مشاهد الجرحى التي يراها ونزيفهم الذي لا يتوقف دفعه ومن دون تردد إلى المشاركة والتبرع.

ويقول محمد لـ"العربي الجديد": كلما كانت تسحب الحقنة مني دماً كنت أشعر بالسعادة أكثر، خاصة عندما أتخيل أن هذا الدم سيجري في وريد أشخاص عانوا جراء الاستهداف الإسرائيلي لهم ولبيوتهم وممتلكاتهم، وقد يساهم في إنقاذ حياتهم.

بدوره، أكد رئيس قسم بنك الدم الدكتور حسام راشد، أن لدى المستشفى رصيداً من الدم، على الرغم من زيادة الطلب عليه وقت الأزمات والعدوان الإسرائيلي، لافتاً إلى أن بنك الدم يسيطر على نسبة وكمية الدم المتوافرة داخله نتيجة تبرع المواطنين المتواصل، والذي لم ينقطع للحظة.

وقال راشد لـ"العربي الجديد": إن وزارة الصحة في رام الله أرسلت نحو 900 وحدة دم، كذلك ساهم المستشفى الميداني الأردني بـ300 وحدة دم، وتم استهلاكها جميعاً خلال الأيام الماضية بفعل تزايد المجازر الإسرائيلية، والتي تستهدف المواطنين بشكل مباشر، وتستهدف عائلات بأكملها.

ويوضح أن الخط الأحمر لبنك الدم والحد الأدنى لتوافر الوحدات، هو وصول عددها إلى 400 وحدة، وتحاول الدائرة خلال الحرب الحفاظ على عدد 700 وحدة، وتعويض الدم المستهلك من المتبرعين، لافتاً إلى أن مجزرة الشجاعية الأخيرة– على سبيل المثال– استنفدت نسبة كبيرة من وحدات الدم.

ويضيف: يختلف استهلاك الجرحى لوحدات الدم، فهناك جريح بحاجة إلى وحدة أو وحدتين فقط، وهناك جرحى بحاجة إلى ما يزيد عن عشرين وحدة، ما يتطلب منا الحفاظ على عدد كبير من الوحدات المفحوصة والسليمة والجاهزة للاستخدام الفوري وقت الأزمات.

دلالات

المساهمون