برنامج الأغذية العالمي: جوع في قطاع غزة ومجاعة تهدد شماله

برنامج الأغذية العالمي: جوع في قطاع غزة ومجاعة تهدد شماله

07 ابريل 2024
في انتظار وجبة طعام بمدينة غزة، في الخامس من إبريل 2024 (عمر القطّاع/ الأأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- برنامج الأغذية العالمي ووكالات الأمم المتحدة يحذرون من تفاقم الجوع واقتراب المجاعة في قطاع غزة بعد ستة أشهر من الحرب، مشددين على الحاجة الماسة لزيادة المساعدات الإنسانية وتحرك العاملين في المجال الإنساني.
- المفوض العام لأونروا، فيليب لازاريني، يؤكد على ضرورة تكثيف الاستجابة الإنسانية لنجاة من المجاعة، في ظل استمرار الحصار والحرب التي تحرم الفلسطينيين من مقومات العيش الأساسية.
- الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصفت بـ"الكارثية"، مع تعرض نصف سكان القطاع لخطر المجاعة ووصول سوء التغذية بين الأطفال إلى مستويات غير مسبوقة، وتستمر إسرائيل في تقييد إدخال المساعدات مما يؤدي إلى شح في الغذاء والدواء.

جدّد برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة تحذيراته من الجوع المنتشر في قطاع غزة المحاصر والمستهدف وكذلك من اقتراب المجاعة في شماله المعزول عن المناطق الأخرى، بعد نصف عام من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي، في تدوينة على منصّة إكس، بأنّ "بعد ستّة أشهر من النزاع، الجميع في قطاع غزة جائع"، مضيفاً أنّ "المجاعة صارت أقرب من أيّ وقت مضى في الشمال". وشدّد البرنامج الأممي على "الحاجة إلى عاملين في المجال الإنساني وإلى إمدادات إنسانية لنتمكّن من التحرّك بحرية وأمان في أنحاء القطاع". ورأى أنّ الاحتمالات في قطاع غزة واضحة، وهي إمّا زيادة عمليات إدخال المساعدات إليه وإمّا المجاعة.

وكانت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات دولية إنسانية وحقوقية قد حذّرت في أكثر من مرّة من أنّ "المجاعة حتمية" في قطاع غزة الذي تستهدفه إسرائيل بحرب شاملة، وتحكم حصارها عليه فتحرم الفلسطينيين فيه من مقوّمات العيش. وفي هذا الإطار، حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، في وقت سابق، من أنّ أحداً لن ينجو من المجاعة في قطاع غزة، مشدّداً على أنّ الحؤول دون ذلك يتطلّب رفع مستوى الاستجابة الإنسانية للأزمة في القطاع. وأشار المسؤول الأممي إلى أنّ محكمة العدل الدولية أصدرت أمراً تضمّن الدعوة إلى زيادة المساعدات الإنسانية، غير أنّ حجم المساعدات انخفض بنسبة 50% قبل أن يرتفع من جديد في شهر مارس/ آذار الماضي إلى المستوى الذي كان عليه في يناير/ كانون الثاني الماضي.

الأوضاع الإنسانية في غزة كارثية

من جهته، وصف منسّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة جيمي ماكغولدريك الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنّها "كارثية ببساطة"، مع مرور نصف عام على الحرب الإسرائيلية المستمرّة ضدّ القطاع. وفي بيان، حذّر المسؤول الأممي من أنّ "نصف سكان قطاع غزة معرّضون لخطر المجاعة"، وأنّ سوء التغذية بين الأطفال الفلسطينيين في القطاع وصل إلى "مستويات غير مسبوقة". وإذ ذكر ماكغولدريك أنّ المجتمع الدولي مستعدّ لزيادة مساعداته للقطاع الذي يعاني "ألماً لا يمكن تصوّره" منذ السابع من أكتوبر الماضي، طالب إسرائيل بالسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى قطاع غزة "من دون عوائق وبطريقة آمنة".

وفي الثالث من إبريل/ نيسان الجاري، أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بأنّ 27 طفلاً توفّوا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بسبب سوء التغذية. وتقيّد إسرائيل إدخال المساعدات برّاً إلى القطاع المحاصر، الأمر الذي أدّى إلى شحّ في إمدادات الغذاء والدواء والوقود وسبّب مجاعة بدأت تحصد أرواح أطفال ومسنّين في القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، من بينهم نحو مليونَي نازح هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية، علماً أنّ الاحتلال يحاصر غزة منذ نحو 17 عاماً.

تجدر الإشارة إلى أنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرّة لليوم 184، خلّفت 33 ألفاً و175 شهيداً إلى جانب 75 ألفاً و886 جريحاً وأكثر من ثمانية آلاف مفقود، معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب بيانات السلطات الحكومية في القطاع الصادرة اليوم الأحد. وتأتي هذه الأرقام لتؤكد أنّ ما ترتكبه إسرائيل في حقّ الفلسطينيين في قطاع غزة هو "إبادة جماعية".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون