متحدثة أممية: الأمراض المعدية تطارد الهاربين من الموت في غزة

متحدثة أممية: الأمراض المعدية تطارد الهاربين من الموت في غزة

07 ابريل 2024
في أحد تجمّعات النازحين في جنوب غزة، في الأول من إبريل 2024 (عبد الحكيم الخطيب/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- استمرار زيادة معدلات الإصابة بالأمراض المعدية بين النازحين في قطاع غزة بسبب الحرب والحصار، مع تأكيد منظمة الصحة العالمية على الوضع الصحي الحرج.
- تعمل 10 مستشفيات فقط من أصل 36 بشكل جزئي، مع تسجيل إصابات بأمراض متعددة وصعوبات في تقديم الخدمات الأساسية بسبب نقص الموارد.
- خسارة مجمع الشفاء الطبي تمثل ضربة قاسية للنظام الصحي، مع جهود منظمة الصحة العالمية لإعادة تشغيله والتأكيد على ضرورة حماية المستشفيات وإجلاء المزيد من المرضى.

أفادت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس بأنّ الزيادة مستمرّة في معدّلات الإصابة بأمراض معدية بين النازحين في قطاع غزة المحاصر والمستهدف، حيث المنظومة الصحية بالكاد تعمل في ظلّ الحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. يُذكر أنّ ستّة أشهر من العدوان الشامل أدّت إلى سقوط 33 ألفاً و175 شهيداً إلى جانب 75 ألفاً و886 جريحاً وأكثر من ثمانية آلاف مفقود، معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب بيانات السلطات الحكومية في القطاع.

ويأتي كلام هاريس مع دخول الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة شهرها السابع، اليوم الأحد، وذلك في خلال مقابلة أجرتها معها وكالة الأناضول بالتزامن مع الاحتفالات الدولية بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي يوافق السابع من إبريل/نيسان من كل عام. والأزمة الصحية في قطاع غزة وسط القصف الإسرائيلي المستمر، التي تُعَدّ واحدة من الأزمات المتعدّدة التي تسبّب فيها العدوان الأخير وكذلك الحصار المستمرّ منذ نحو 17 عاماً، تأتي مشمولة بالاهتمام الذي يُخصَّص في إطار هذا اليوم العالمي، ولا سيّما مع انهيار المنظومة الصحية في القطاع وأعداد المرضى والجرحى الكبيرة.

وذكرت المتحدّثة الأممية أنّ 10 مستشفيات فقط من أصل 36 في قطاع غزة تعمل جزئياً، ستّة منها تقع في جنوب القطاع وأربعة في شماله المعزول عن المناطق الأخرى والمهدّد بـ"مجاعة حتمية". وأوضحت أنّ ما لا يقلّ عن 15 طفلاً مصابين بسوء التغذية يصلون إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة يومياً، مبيّنةً أنّ المستشفى يواجه صعوبة في تقديم الخدمات بسبب نقص المياه والغذاء وسوء الصرف الصحي، فضلاً عن المعدّات التقنية. من جهة أخرى، أشارت هاريس إلى أنّ ثمّة 18 فريقاً طبياً للطوارئ في جنوب قطاع غزة، حيث إن الأوضاع أفضل حالاً من الشمال ولو بقليل، وإلى أنّ مستشفيَين ميدانيَين من أصل ثلاثة هناك يعملان.

أمراض معدية تتفشّى بين الفلسطينيين النازحين في غزة

ووسط الأوضاع المتدهورة والأزمة الإنسانية الكبرى، قالت المتحدّثة باسم منظمة الصحة العالمية إنّ معدّلات الإصابة بأمراض معدية بين النازحين الفلسطينيين الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية مستمرّة في الارتفاع في قطاع غزة ككلّ. وشرحت أنّ 614 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي سُجّلت بين النازحين الفلسطينيين في مراكز الإيواء منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى جانب 330 ألف حالة إسهال. وأضافت أنّ 83 ألفاً و500 حالة جرب رُصدت إلى جانب 48 ألف حالة طفح جلدي وسبعة آلاف و300 حالة جدري الماء و21 ألفاً و300 حالة يرقان.

وإذ رأت هاريس أنّ حالات الحصبة المشخّصة في المراكز الصحية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "مثيرة للقلق"، ذكرت أنّ وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة سجّلت 31 حالة وفاة بسبب سوء التغذية، من بينها 27 حالة تعود لأطفال. كذلك، قالت إنّ تسعة آلاف مريض في قطاع غزة في حاجة إلى الإجلاء إلى خارج القطاع من أجل تلقّي العلاج المناسب لحالاتهم، من بينهم أكثر من ستّة آلاف مريض مصاب بصدمات نفسية وألفَي مريض يعانون من أمراض مزمنة خطرة، مثل السرطان. ولفتت إلى أنّ نحو 3400 شخص أُجلوا حتى ساعة إجراء المقابلة مع وكالة الأناضول، مشدّدةً على أنّ "ثمّة حاجة إلى إجلاء مزيد" من الفلسطينيين.

خسارة مجمع الشفاء الطبي "كارثة" في غزة

وتطرّقت هاريس إلى الوضع في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة شمالي القطاع، الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي أخيراً، قبل أن ينسحب منه وقد دمّره وخلّف وراءه خراباً كبيراً وشهداء وأشلاء شهداء. وأشارت إلى أنّ فريقاً من منظمة الصحة العالمية يجري تقييماً يتعلّق بالدعم الذي يمكن تقديمه والخطوات العاجلة الواجب اتّخاذها من أجل إعادة تشغيل هذا المستشفى الذي كان يُعَدّ الأكبر في قطاع غزة.

وأكّدت المتحدّثة الأممية أنّ خسارة مجمع الشفاء الطبي تُعَدّ كارثة للمنظومة الصحية ولآلاف الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يعتمدون على هذا المستشفى الكبير. وأوضحت أنّ هذا المجمع الطبي "كان قلب نظام الرعاية الصحية في غزة"، لذا هم يسعون إلى إعادته إلى الخدمة. وبيّنت أنّ طاقة مجمع الشفاء الطبي الاستيعابية تبلغ 750 سريراً، وهو كان يحوي 26 غرفة عمليات و32 غرفة عناية مركّزة وقسم غسيل الكلى. وتابعت أنّ "خروج مجمع الشفاء الطبي عن الخدمة يزيد العبء على المستشفيات الأخرى في غزة، ويرفع كذلك عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى إجلاء لتلقّي العلاج في خارج القطاع".

وشدّدت هاريس على ضرورة حماية المستشفيات واحترامها، وعلى وجوب عدم استخدامها "ساحة معركة". وهذا ما دأبت منظمة الصحة العالمية على المطالبة به منذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واستهداف المستشفيات والمراكز الصحية وكذلك الطواقم الطبية والصحية والإسعافية، ولا سيّما أنّ القوات الإسرائيلية عمدت إلى محاصرة المستشفيات واستهدافها بالقصف واقتحامها استناداً إلى اتّهامات باطلة. ولعلّ محاصرة مجمع الشفاء الطبي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ثمّ قصفه واقتحامه وإخراجه من الخدمة أبرز مثال، من دون أن ننسى مستشفيات أخرى لقيت المصير نفسه. وقد جاء ذلك بمزاعم أنّ حركة حماس تتّخذ من مجمع الشفاء الطبي مقرّاً لقيادتها، الأمر الذي لم تتمكّن قوات الاحتلال من إثباته.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون