"يونيسف": نقص الغذاء يدفع أطفال غزّة إلى حافة اليأس

"يونيسف": نقص الغذاء يدفع أطفال غزّة إلى حافة اليأس

01 ابريل 2024
يعاني أطفال غزة الجوع (ياسر قديح/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أطفال غزة يعانون من جوع، سوء تغذية، ونزوح بسبب استمرار الحرب لستة أشهر، مما أدى إلى دمار ومعاناة غير مسبوقة.
- الأوضاع الإنسانية تتدهور مع نقص الغذاء والماء، وتفشي الأمراض وسوء التغذية، بينما يعاني الأطفال من صدمات نفسية عميقة.
- أديل خضر من "يونيسف" تدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لحماية أطفال غزة وضمان وصول المساعدات، مؤكدة أن الأزمة تختبر إنسانيتنا وقدرتنا على الإنقاذ.

أعلنت المديرة الإقليمية لـ"يونيسف" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، أن أطفال غزة "يواجهون الجوع وسوء التغذية والحزن والنزوح، وكل ذلك يؤثر سلباً على صحتهم ورفاههم. إنهم يعتمدون علينا ويجب علينا مساعدتهم". وقالت إنّ "الحرب في قطاع غزة تستمرّ منذ ما يقرب ستة أشهر، مخلفة وراءها سلسلة من المذابح والدمار لم تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة. قُتل وشرّد آلاف الأطفال، ويستمر البؤس كل يوم. ومع سقوط القنابل باستمرار من السماء، يسيطر سوء التغذية على أجساد الصغار الهشة".

وأضافت أنّ "هذا النقص في الاحتياجات الأساسية يسبب خسائر فادحة. وتنتشر أمراض مثل الإسهال بسرعة، وخصوصاً بين الأطفال الصغار، في حين تكافح مرافق الرعاية الصحية القليلة المتبقية للتعامل مع زيادة الإصابات". من جهة أخرى، فإن "الأثر النفسي عميق بالقدر نفسه، إذ يعاني الأطفال من الصدمة بسبب القصف المتواصل، والكوابيس الدائمة، والقلق، والشعور باليأس".

وقالت خضر إن "سوء التغذية يدمر قطاع غزة ويطارد الفئات الأكثر ضعفاً. تضاءلت الإمدادات الغذائية الأساسية ودمرت الأسواق، فيما تبحث الأسر بيأس عن بقايا الطعام لحماية أطفالها من الجوع، علماً أن المساعدات الكافية والمتوفرة على بعد بضعة كيلومترات فقط، بعيدة عن متناول أيديهم". أضافت: "خلال الأسابيع الماضية، بينما كان الملايين في المنطقة يحتفلون بحلول شهر رمضان محاطين بأحبائهم وطعام وفير، عاشه سكان غزة وسط القنابل والحداد على الأسر المفقودة والتشرد والجوع والعطش. الصيام بالنسبة إليهم مجرد امتداد للجوع المستمر منذ أشهر. اليوم، الإفطار في غزة في معظم الأحيان عبارة عن قطع قليلة من الخبز وكمية محدودة من المياه النظيفة، إذا كانت متوفرة".

كما أشارت إلى أن "النقص الحاد في الغذاء، ولا سيما في الشمال، يدفع الأسر والأطفال إلى حافة اليأس. شهدنا أطفالاً يجوبون الأرض يومياً بحثاً عن العشب، ويحفرون التربة بحثاً عن شيء يعودون به إلى المنزل ويدعمون أسرهم. كشفت المحادثات مع الأمهات الجدد عن معاناتهن، إذ إنهن غير قادرات على الرضاعة الطبيعية أو رعاية أطفالهن بشكل كافٍ بسبب افتقارهن إلى التغذية. فكيف يمكنهم إعالة أطفالهم وهم بالكاد يعيشون على وجبة واحدة في اليوم؟".

ونتيجة لذلك، بحسب خضر، "فقد أكثر من 20 طفلاً، معظمهم من الرضع، حياتهم بشكل مأساوي بسبب سوء التغذية والجفاف، ما يعيد ذكريات المجاعات الماضية، ويدفع إلى التفكير في ما إذا كان العالم قد تعلم من تاريخه. والحقيقة هي أن هذه المعاناة لا تزال تتكشف تحت أنظار العالم أجمع". وقالت إنه "يمكن الوقاية من هذه الوفيات، ويمكن علاج سوء التغذية، لكن الحرب والقيود المفروضة أعاقت بشدة قدرة الوكالات الإنسانية على تقديم المساعدات المنقذة للحياة".

وتظهر البيانات الأخيرة اتجاهاً مقلقاً لارتفاع معدلات سوء التغذية، والتي تتصاعد بشكل كبير. واليوم، يواجه جميع سكان غزة مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع توقعات بأن نصف هؤلاء السكان يدخلون في المرحلة الأكثر خطورة من انعدام الأمن الغذائي الكارثي، بزيادة قدرها 530 ألف شخص (92 في المائة) مقارنة بالتقرير السابق. 

وقالت: "يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن. هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لدعم القانون الدولي وحماية الأطفال وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومن دون عوائق لتوصيل الإمدادات الحيوية إلى غزة وعبرها. ويتعين على الدول الأعضاء أن تثبت التزامها بحماية الأطفال والمدنيين، وذلك باستخدام أصواتها في مختلف المحافل الدبلوماسية وفي مجلس الأمن من أجل وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين. هذه ليست مجرد أزمة إنسانية، إنها مسألة أخلاقية. إنه اختبار لإنسانيتنا وقدرتنا على إنقاذ حياة الأطفال. الفعل أو عدمه سيكون لهما عواقب على المستقبل، وسيحكم التاريخ على أفعالنا الجماعية".

المساهمون