هل يمكن لأميركا العودة إلى ما قبل جائحة كورونا بحلول 4 يوليو؟

هل يمكن للولايات المتحدة العودة إلى ما قبل جائحة كورونا بحلول 4 يوليو؟

05 يونيو 2021
تمّ تطعيم 123 مليون شخص بالكامل (أماندا فوازار/Getty)
+ الخط -

بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن خطة لتطعيم 70 في المائة من البالغين بحلول الرابع من يوليو/تموز المقبل، كجزء من مخطط لعودة البلاد إلى مرحلة ما قبل الجائحة، تطرح دراسة جديدة صادرة عن مجلة "لانسيت" الأميركية سيناريوهات عديدة حول مدى فاعلية ونجاح خطة بايدن.

وفق الدراسة، فقد تمّ إعطاء 270 مليون جرعة لقاح في الولايات المتحدة الأميركية، مع أكثر من 123 مليون شخص تمّ تطعيمهم بالكامل، بعد تلقيهم الجرعة الثانية من سلسلة لقاحات فيروس كورونا (فايزر-بيونتك، موديرنا) أو جرعة واحدة من اللقاح المنفرد (جونسون آند جونسون). ولكن وعلى الرغم من هذا الإنجاز، إلاّ أنه وبحسب الخبراء، فإنّ وتيرة التطعيم الحالية، التي تتراوح ما بين مليونين إلى خمسة ملايين جرعة في اليوم، لن تكون في صالح مخططات الرئيس بايدن. إذ وفق المجلة، سيتم تطعيم أكثر من 50 مليون بالغ بشكل كامل بحلول تاريخ 4 يوليو/تموز، وإلى جانبهم أكثر من 48 مليون طفل غير محصّنين، تقلّ أعمارهم عن 12 عاماً، ما يعني أنّ إمكانية رفع تدابير التباعد الاجتماعي بحلول 4 يوليو المقبل ستكون حساسة جداً.

بحسب الدراسة، فقد اعتمد الخبراء في دراستهم الخاصة، لإبراز تأثير انخفاض تدابير التباعد الاجتماعي للوصول إلى مناعة القطيع، على تركيب نموذج قائم على كيفية انتقال فيروس كورونا وآليات التطعيم في الفترة الزمنية من الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2020 إلى الأول من مايو/أيار 2021.

وتتوقع الدراسة، وفق السيناريو الأول، أنه بمعدل التطعيم البالغ مليوني جرعة في اليوم، وتوسيع أهلية اللقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، سينخفض معدل  اليومي للإصابة بالفيروس إلى أقل من 3 لكل 100000 نسمة بحلول الأول من يوليو/تموز المقبل.

لكن سيناريو آخر قد يطرح نفسه، ويمكن أن يتصدر المشهد الأميركي بحسب الدراسة. إذ إنّ سماح الإرشادات المحدّثة من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) للأفراد الذين تمّ تطعيمهم بالكامل باستئناف بعض الأنشطة والتفاعلات الاجتماعية السابقة للوباء، في الرابع من يوليو/تموز، يشير إلى احتمالية زيادة في الإصابات بفيروس كورونا، نظراً لأنه لا يزال هناك فئات اجتماعية غير ملقحة. وعلى سبيل المثال، إذا استأنف جميع الأفراد (الذين تلقوا جرعتين، أو جرعة واحدة من اللقاح) أنشطتهم السابقة للوباء في 4 يوليو/تموز، فإنّ الزيادة ستؤدي إلى متوسط 102 إصابة يومية لكلّ 100000 من السكّان في الذروة، وهو ما يعادل 337865 إصابة للولايات المتحدة الأميركية بأكملها، على اعتبار أنّ الأفراد الذين تلقوا جرعة واحدة، لا يزالون ضمن الفئات المعرّضة للإصابة ونقل الفيروس.

ووفق الدراسة، ستمثل هذه الذروة زيادة بنسبة 21 في المائة عن ذروة الوباء حتى الآن، والتي حدثت في يناير/كانون الثاني 2021. وستظلّ حالات الاستشفاء والوفيات مرتفعة.

تخفيف تدابير التباعد الاجتماعي

تُظهر نتائج دراسة مجلة "لانسيت" أنّ تخفيف تدابير التباعد الاجتماعي للأفراد الذين تمّ تلقيحهم سيكون له تأثير ضئيل على عدد الإصابات، ولكن توسيع هذه الإرشادات لتشمل الأفراد الآخرين، قبل التطعيم المناسب للأطفال، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع سريع في الإصابات بفيروس كورونا وارتفاع حالات الدخول إلى المستشفيات، وكذلك الوفيات.

هذه النتائج ستكون لها آثار سياسية مهمة، وستكون بمثابة فشل لإدارة بايدن، نظراً لأنّ معظم الأطفال قد لا يتم تطعيمهم حتى عام 2022، وبالتالي، فمن غير المرجح أن تمنح تغطية الأفراد الذين تمّ تطعيمهم بالكامل والذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أكثر مناعة كافية للقطيع بحلول الرابع من يوليو/تموز.

المساهمون