هكذا يبدو الوضع الإنساني في اليوم 31 من الحرب على غزة

هكذا يبدو الوضع الإنساني في اليوم 31 من الحرب على غزة

06 نوفمبر 2023
أكثر من نصف سكان قطاع غزة تركوا منازلهم وسط العدوان الإسرائيلي (بشار طالب/ فرانس برس)
+ الخط -

 

في اليوم الواحد والثلاثين من الحرب الإسرائيلية المستمرّة على قطاع غزة، يستمرّ تجاهل مطالبات دولية وأممية بإعلان وقف لإطلاق النار، وبالتالي منع دخول كلّ شيء تقريباً إلى القطاع المحاصَر والمستهدَف باستثناء كميات محدودة جداً من المساعدات الإنسانية، الأمر الذي يؤدّي إلى تفاقم نقص الأغذية والوقود ومياه الشرب والأدوية.

وفيما يأتي تفصيل ما وصفته وكالات عدّة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة بأنّه "كارثة إنسانية" تتكشّف في قطاع غزة البالغة مساحة 365 كيلومتراً مربّعاً وعدد سكانه 2.3 مليون نسمة، والذي يشهد منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عدواناً غير مسبوق يشنّه الاحتلال الإسرائيلي.

النزوح

أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأنّ نحو 1.5 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان قطاع غزة، فرّوا من منازلهم، ويحتمي نحو 700 ألف منهم في منشآت تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). كذلك يحتمي عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين في مستشفيات وكنائس.

وبحسب بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإنّ ملاجئ وكالة أونروا في جنوب القطاع تؤوي ما يفوق طاقتها، ولم تعد قادرة على استقبال المزيد، وبالتالي فإنّ نازحين كثيرين ينامون في العراء، وذلك في الشوارع القريبة من الملاجئ. كذلك لم تعد وكالة أونروا قادرة على منح مساعدات لنازحين في شمال القطاع، حيث تتركّز حالياً العمليات البرية الإسرائيلية التي راحت تتوسّع منذ 27 أكتوبر الماضي.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد أمرت الفلسطينيين في شمال قطاع غزة بالتحرّك صوب الجنوب، مدّعية أنّ ذلك "يحفظ سلامتهم"، وقد حدّدت مهلة زمنية انتهت أمس في الخامس من نوفمبر الجاري. لكنّ الجنوب كذلك وقع في مرمى الغارات الجوية الإسرائيلية، الأمر الذي أسفر عن سقوط شهداء وجرحى في صفوف الغزيين.

الصورة
أزمة مياه وسط العدوان الإسرائيلي على غزة (حاتم علي/ أسوشييتد برس)
أهالي قطاع غزة مهدّدون بالعطش وسط النقص الحاد في المياه (حاتم علي/ أسوشييتد برس)

المستشفيات

أفادت منظمة الصحة العالمية بأنّ أكثر من ثلث مستشفيات قطاع غزة البالغ عددها 35 خرج من الخدمة، في حين أنّ المستشفيات التي ما زالت تعمل تبلّغ عن نقص حاد في الوقود، الأمر الذي قلّص إمداداتها من الكهرباء بصورة كبيرة.

وبيّن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنّ المولّدات الرئيسية في مستشفَيين هما مجمّع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي توقّفت عن العمل بسبب نقص الوقود، وهما يعملان حالياً على المولدات الاحتياطية لبضع ساعات يومياً من أجل تغطية الخدمات الحرجة فقط.

ووثّقت منظمة الصحة العالمية وقوع 93 هجوماً على أقلّ تقدير في قطاع غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية عليه، قُتل في خلالها 16 مسعفاً في أثناء الخدمة فيما أُلحقت أضرار ودُمّرت 28 سيارة إسعاف.

وأكدت المنظمة أنّ مستشفى الصداقة التركي-الفلسطيني في مدينة غزة، الوحيد المخصّص لمعالجة مرضى السرطان، لم يعد في الخدمة بعد نفاد الوقود.

أضافت منظمة الصحة العالمية أنّ فرق الإنقاذ التابعة للدفاع المدني الفلسطيني اضطرت إلى تقليص أسطولها من سيارات الإسعاف بسبب نقص الوقود، الأمر الذي أدّى إلى استخدام عربات الجرّ لنقل الشهداء والجرحى إلى المستشفيات.

إيصال المساعدات

يُسمح أخيراً بإدخال مساعدات إلى قطاع غزة من معبر رفح الحدودي مع مصر، لكنّ ما يمر منه لا يمثّل سوى قسم يسير من المساعدات التي كانت تصل قبل العدوان الأخير على القطاع، أي قبل السابع من أكتوبر الماضي. ومنذ بدء إدخال مساعدات محدودة في 21 أكتوبر الماضي، دخلت نحو 450 شاحنة إلى غزة محمّلة بمواد غذائية ومياه ومستلزمات صحية.

كذلك سُمح بإجلاء مئات من الأجانب والفلسطينيين حملة جوازات سفر أجنبية والمصابين من قطاع غزة إلى مصر في الأسبوع الماضي، لكنّ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أفاد بأنّ عمليات الخروج تلك توقّفت منذ تعرّض سيارة إسعاف تقلّ مصابين لاستهداف إسرائيلي وهي في طريقها إلى المعبر، في الثالث من نوفمبر الجاري.

يُذكر أنّ عمليات خروج الأجانب والفلسطينيين من حملة جوازات سفر أجنبية والجرحى عادت لتُستأنف اليوم الاثنين.

المياه والغذاء

يعاني سكان قطاع غزة من نقص حاد في المياه. وقد توقّفت محطتان لتحلية مياه البحر عن العمل بسبب نقص الوقود، فيما تعمل محطة أخرى بالحدّ الأدنى وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. وتتوفّر آبار عدّة في غزة، الأمر الذي يمكّن بعض الأسر من الحصول على المياه لبضع ساعات يومياً، بالإضافة إلى كميات محدودة تُنقَل بالصهاريج.

وأشار المكتب الأممي إلى أنّ المطحنة الوحيدة المتبقية في غزة لم تعد قادرة على طحن الدقيق بسبب نقص الكهرباء والوقود، في حين تعرّض 11 مخبزاً للاستهداف منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وبيّن برنامج الأغذية العالمي أنّ مخزونات السلع الغذائية الأساسية في القطاع مثل الأرزّ والزيوت النباتية على وشك النفاد، وذلك في مدّة تتراوح ما بين يوم وثلاثة أيام.

الوقود

بحسب ما تفيد مجموعات إغاثة، فإنّها في حاجة ماسة إلى الوقود من أجل توزيع المساعدات وتشغيل الكهرباء في المستشفيات والمخابز ومحطات تحلية المياه. لكنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت تحظر دخول الوقود، حتى من ضمن المساعدات عبر رفح، مدّعية أنّه قد يقع في أيدي حركة حماس التي قد تستخدمه لأغراض عسكرية.

ولفت مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة إلى أنّ ثمّة تقدّماً أُحرز في مسألة السماح بإخال وقود إلى قطاع غزة، لكنّ أيّ خطوات مؤكدة لم تُسجَّل في هذا السياق.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون